جولة مع الشعراء / السيد حسين الصدر

السيد حسين الصدر

-1-

لم يبق الشعر العربي محصوراً في نطاق العواطف المشبوبة والتغزل بالجمال الساحروانما امتد الى كل نواحي الحياة وواكب حركة الانسان في سَفَرِهِ وحَضَره وفي حياتهوموته

ومن هنا قيل :

الشعر ديوان العرب

-2-

قد تضطرك الظروف الخانقة الى مغادرة الوطن ، وقد تصل الى بلاد لاتحبها ولا تحبأهلها ، فماذا تصنع ؟

هنا يرسم لك ( ابن شرف القيرواني) خارطة الطريق فيقول :

إنْ ترْمِكَ الغُربةُ في مَعْشَرٍ

قد جُبل الطبعُ على بُغْضِهِمْ

فَدارِهِمْ ما دُمتَ في دارِهِم

وأَرضِهِمْ ما دُمتَ في أَرْضِهم

-3 –

ويشيد الشريف الرضيّ بذوي النفوس الكبيرة والهمم العالية فيقول :

فَمنْ أخرّتْهُ نفسُهُ ماتَ عاجِزاً

ومَنْ قدَّمتْهُ نَفْسُه ماتَ سَيّدا

فمن الغبن الفاحش للنفس أنْ تتقوقع في دهاليز ضيّقة ولا يكون لها أشواقها الى اعتلاءروابي المجد .

-4-

ويكشف أحد الشعراء عن هُويَتهِ وهوايته فيقول :

حبيبي من الدنيا الكتابُ فليس لي

الى غَيْرِهِ مابي اليهِ مِنَ الفقرِ

كأنَّ لُصوقَ الرُوحِ بالروح ما نِحٌ

دُنوّاً بلا بُعْد ووصلاً بلا هَجْرِ

وهو في هذا يستشيرك ويدعوك الى معانقة الحِسان من الكتب ..!!

-5-

وفي هذا الباب يقول شاعر آخر :

رأيتُ العِزّ في أَدَبٍ وعِلْمٍ

وفي الجِهل المذلةُ والهوانُ

ولقد صدق فانَّ العلم حياةٌ والجهل موت حاضر ..!!

-6-

وينطلق شاعر آخر لِيُذّكركَ بما قد لم يكن حاضراً في ذاكرتك فيقول :

وَلَدتْكَ أُمُّكَ يا ابنَ آدم باكياً

والناسُ حولَكَ يضحكون سُرورا

فاجهْد لِنفسِكَ أنْ تكون اذا بكوْا

في يومِ موّتِكَ ضاحِكاً مسرورا

وهي دعوة صريحة الى الاستقامة على خطّ الطاعة ، وفي رحاب الالتزام بالقيم الساميةبعيداً عن كل الأدران والشوائب التي يطول معها وقوفك يوم الحساب .

-7-

ويقول البحتري :

اذا محاسني اللاتي أمت بها

كانت ذنوبي فقل لي كيف اعتذر ؟

وكأنّه كان ناظراً الى ما يعانيه اصحاب الخبرة والبراعات والمهارات والخبرة في العراقالجديد حيث همشتهم المحاصصات التي ما أنزل الله بها من سلطان حتى كأنَّ حسناتهمانقلبت الى سيئات ..!!

-8-

ويعبر بك ( العتابي ) الى الضفة الاخرى حين يقول :

ولقد بلوتُ الناس ثم سبرتُهم

وخبرتُ ما وصلوا من الأسبابِ

فاذا القرابةُ لا تُقَرِّبُ قاطعا

واذا المودّة أقربُ الأسبابِ

نعم

بالمودة نستطيع ان تنفذ الى قلوب الناس سواء كانوا من الأقرباء او لم يكونوا فقد تجدمن التحنان والاحسان عند الغرباء عنك مالم تجده عند الأقرباء .

-9-

ويحذر شاعراً آخر من الغلو والتطرف ويدعو الى التوازن والاعتدال فيقول :

ولا تَغْلُ في شيءٍ مِنَ الأمر واقتصدْ

كلا طَرَفَيْ قصدِ الأمور ذميمُ

ويمكن ارجاع معظم المشاكل الراهنة الى غِياب الوسطية والاعتدال تستوي في ذلكالقضايا الاجتماعية والسياسية .

-10-

ويشير شاعر آخر الى الدور الرائد للاقلام وما خَطَّتْهُ من علوم وآداب فيقول :

اذا افتخرَ الابطالُ يوماً بسيفهم

وعدّوه مما يكسبُ الحمدَ والكَرمْ

كفى قلمُ الكُتّابِ فخراً ورفعة

مدى الدهر أنَّ الله أَقْسَم بالقَلمْ

حسين الصدر

Husseinalsadr2011@yahoo.com

(Visited 3 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *