إنّهم كذابون يحترفون الدجل /. حسين الصدر

إنّهم كذابون يحترفون الدجل /. حسين الصدر

 

كتب : حسين الصدر

1- ليس العجيب أنْ يلجأ المحتالون الى احتراف الدجل ، وينصبون أنفسهم أدلاء على ما سيقع في المستقبل .. ذلك أنّ اقتناص الأموال بالطرق اللا مشروعة أمر معروف عند أبناء كل جيل وفي مختلف بقاع المعمورة ،
ولكن العجيب هُروع بعض مَنْ يَدَّعِي الفَهْمَ والثقافة اليهم ،والتصديق بكلماتهم ..!!
انّ الغيب لا يعلمه الاّ الله ،
ومن يُطلعه الله عليه ،
أما سائر الادعياء الذين يسردون ما يسردون مِنْ خُدَعٍ وأكاذيب فلا ينبغي لأحد أن يصدقهم في ما يقولون .
وقد قال أحدهم لأحد السلاطين :
انك لن تعيش الاّ بضع سنين ( حدّدها له ) ،
فاغتمَّ السلطانُ كثيراً
فَبادَرَهُ أحد المقربين اليه قائلا :
لا تغتمْ إسْأَلْهُ عَنْ عُمرهِ ، فسأله فقال :
انه سيعيش كذا سنة …
وهنا أشار الرجل المقرّب من السلطان عليه أنْ يأمر بقتل المُنّجِم فَضُربِتْ عنقه في الحال ، فقال للسلطان :
أرأيتَ كيف يكذب ؟
انّ هذا المنجم القتيل يجهل مقدار عمره فكيف يعلم بمقدار عمرك ؟
وبقتله الآن تكون قد أيقنت بكذبه
وهكذا لقي الدجال حتفه .
-2- أنّ العديد من الرؤساء اليوم مُحاطون بِمَنْ يدّعون القُدرة على كشف الأحداث المستقبلية لهم ، وهم يأخذون بأقوالهم ..!!
3 – قرأتُ في كتاب (المنتظم في تاريخ الملوك والامم لابن الجوزي ) انّ محمد بن عبد الباقي (ت 535 هـ) قال :
( مولدي في يوم الثلاثاء عاشر صفر سنة اثنتين واربعين واربعمائة )
( وانّ مُنَجِمْين حضرا حين ولدتُ فأجمعا أنَّ العمر اثنتان وخمسون سنة)
وقال :
( وها أنا قد جاوزت التسعين )
المنتظم /ج18 /ص13
ومما قَالَهُ محمد بن عبد الباقي :
لي مدةٌ لابٌدًّ أبلُغها
فاذا انقضتْ وتصرّمتْ متُّ
لو عاندتني الأُسُدُ ضاربةً
ما ضرّني مالم يجي الوقتُ
وهذا هو الصحيح
فانّ لكل واحد منا أَجَلاً لا يتخطاه.
ومن الكلمات الذهبية الخالدة لامير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (ع) :
( كفى بالأجل حارساً )
4- وقد تنبأت عرّافةٌ لبنانية شهيرة بانّ سعد الحريري سيشكل في لبنان وزارةً يطول أمدها ،
وهذا مالم يحصل على الاطلاق ، ولقد بادر الحريري لتقديم استقالته …
وربما كان الخبر مدفوع الثمن ..!!
5- وللاسف فانّ متتبعي ما ينشر في المواقع الإعلامية من تنبؤات المنجمين بخصوص ” الابراج” وأصحابها ليسوا بقليلين ..!!
وهذا يعني أنّ للدجل سوقاً رائجة ..!!
6- وأفظع ألوان الدجل : الدجل السياسي وهو ما ابتلينا به ( في العراق الجديد) بفصوله العديدة وأساليبه القديمة الجديدة …
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم اكفنا شر الدجالين .
وأبعد عنا الفاسدين الخادعين .
وانصر العراق الحبيب نصراً مؤزرا ، واكتب لأبنائه السلامة والكرامة والأمن والاستقرار انك القادر على ذلك وأنت القريب المجيب .
حسين الصدر
Husseinalsadr2011@yahoo.com

(Visited 11 times, 1 visits today)

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *