أيَّ وطـنٍ نــريد ! … رياض الفرطوسي

أيَّ وطـنٍ نــريد ! … رياض الفرطوسي

كتب رياض الفرطوسي

هناك فخاخ جديدة يتم نصبها وتسويقها ونشرها تبدو للوهلة الاولى جميلة وناصعةوبريئة من خلال التظاهر بالزهد السياسي ( مواجهة مخططات الفاسدين ونشر معانيالسلام وحصانة السيادة والحدود وحفظ كرامة الشعب والقضاء على الفساد ومن هذاالبلف الذي الفناه كثيرا). واهم هذه الفخاخ رفع شعار ( دعاة وطن ) والتعامل مع الوطنكما لو انه سلعة ممكن وضعها في سوق وبورصة المزايدات السياسية عبر دمج مفهومالدعوة للوطن مع مفهوم السلطة والاتباع والحزب والتيار. بحيث ان العداء لأي من تلكالمفاهيم يعني عداءا للوطن والانسجام مع تلك المفاهيم يعني انسجاما مع الوطن . وحسبهذه النظرية يتحول الوطن من ارض وتاريخ وهوية الى عقار وملكية خاصة لجهة بعينها. حقيقة الامر ان هذه الفكرة قام بها النظام المقبور عندما اختزل الوطن في بداية عهدهبالحزب ثم بعد ذلك بالعشيرة ثم بالعائلة ثم بالاشخاص ثم بالرمز ( القايد الاوحد ). وشاهدنا كيف كانت النتيجة ( ان تحول الوطن الى مقبرة جماعية وخراب ). كيف تريدوطن وانت اساسا تعيش في الوطن ولا تستطيع اي قوة في الارض انتزاعك من هذا الوطنبغض النظر عن طبيعة النظام السياسيوالديمقراطية والخير والشر والعدالة او الفاشية( الا اذا كنت تريد ترويج خطابات للتسويق العام عن الوطن واللبن والسيادة والاستقلالالوطني والكرامة والتبن). لأن الوطن هو حق طبيعي لكل انسان ولا يمكن ان يكون مكرمةمن احد. الوطن شي والنظام السياسي شي اخر. الوطن هو الحياة والحرية والامل والحبوالارض والشراكة والحقيقة والشرف والنبل والحقوق الطبيعية للافراد. والنظام السياسيهو مؤسسات خدمية ( يفترض ان تكون مستقلة ومحايدة )وهذه متغيرة حسب الاحداثوالظروف والمصالح.لم يكن الوطن يوما تغريدة او صفقة او بيان او خطاب او شعارللمساومات او الصفقات. الوطن هو الصديق الحقيقيهو القاضي النزيههو المكانالامن وليس ملعبا للقتلة وتجار السلاحالوطن هو المقهى الذي اجلس فيه من دون اناشعر بالرقابة والتلصص التي تتربص بي من قبل الاخرين كما لو اننا في ثنكة ( وليسمكان للقاء الاصدقاء وللحوارات المفتوحة . تشعر كما لو ان الجميع يحاول ان يؤرشفحضورك). الوطن هو الشي الذي يضمن حياتنا وكرامتنا. لقد وقعنا جميعا في مصيدةالشعارات. وعندما تنقد الاصوات التي تبيع وتشتري بالوطن تتهم مباشرة بأنك ضدالوطن.فأي وطن نريدوهل نستطيع ان نكون كما نريد؟ او كما يراد لنا ان نكون؟ والحالاننا اكثر من شعب واكثر من تيار واكثر من فرد واكثر من قناعة واكثر من طموح ولكل واحدمن هذه لغة ومصلحة وارتباطات وعلاقات. هل تستطيع الثقافة السياسية السطحية انتكتشف لنا مواطن الخلل في فهمنا للوطن ؟!.

(Visited 14 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *