محمد العطار
لا تُشْرِق شمسُ الثقافة إلا من خلال الإعلام، فثقافةُ بلا إعلام هي ثقافة الكهوف المظلمة والقلاع المنسية في أدغال الغابات وفي متاهات البيداءِ. كما لا يكتسب الإعلام قيمته ـ كصانع وَعْي نَوْعيّ إلا من خلال مُتَضَمّناته الثقافية المباشرة وغير المباشرة. وبهذا يتّضح أن للثقافة بكل فروعها، وعلى اختلاف تجلّياتها
علاقة جدلية/ تفاعلية واسعة النطاق مع الإعلام
منذُ سنة 2019 وأنا أعتذر عن ظهوري في البرامج التلفزيونية العراقية لأسباب كثيرة ليس من باب التكبر أو الغرور لكننا للأسف وبكل صراحة مُطلقة أصبحنا نشاهد نوعية ومادة البرامج التلفزيونية الحالية أصبحت تجارة من أجل صعود الترند
عكس ما كُنا نأمل أن تعكس صورة الفن العراقي الأصيل الذي يمتد لآلاف السنوات أضافة إلى ذلك أفتقار الأعلام العراقي للثقافة الحوارية التي تتطلب ألمامه بكافة المجالات وخصوصاً مجال الموسيقى فنجد أغلب أسئلة المقدمين الروتينية عند أستضافتهم للفنان هي
(كيف بدأت) (بمن تأثرت) (ماذا تطمح) ؟؟؟
للأسف نلاحظ بعدم وجود ثقافة الفنون لديهم
بل أصبحوا عالقين في سلسلة التقليد فعلى سبيل المثال كنت اتمنى ان نجد برنامج مهم عراقي يتكلم عن تأثير الفنون عند البشر
ومفهوم تأثير الموسيقى على المستوى النفسي والأجتماعي
كما أننا لم نجد يوماً أعلامي يناقش فنان عن ثقافات الموسيقى في البلدان العربية والعالمية والمقامات والمقطوعات المهمة بالأضافة إلى المدارس الموسيقية والقوة الناعمة والشخصيات التي ساهمة في خدمة المجتمع في جميع المجالات الفنية
وكيفية تطوير جيل موسيقي وتغير المسار الحقيقي للشباب من خلال التركيز على برامج تلفزيونية مهمة ودورات وندوات تثقيفية وعدد كبير من الطرق التي تساهم في نهضة الموسيقى وعمل نقلة نوعية لتغير الأذن الموسيقية لشبابنا في هذا الوقت التي للأسف تَشبعت على ألحان مُزرية وكلمات خادشة
وبالطبع يجب على الجهات المعنية في هذه المجالات أن يكون لها دور حقيقي وفعال
كذالك لم نجد من يفتح باب النقاش لكيفية تغير الواقع الموسيقي الصعب في البلد وفتح باب الحوار اكثر فأكثر لتجلي فكرة عميقة قد تأثر تأثير إيجابي جداً لكل من شاهد الحوار،
نحن وصلنا إلى جيل يجهل .. بتهوفن .. موزارت ..
يوهان سباستيان باخ .. جوزيف هايدن .. شوبان .. أنطونيو ڤيفالدي .. كوكب الشرق .. عبد الوهاب .. العندليب..
فريد الأطرش .. أسمهان .. وردة الجزائرية.. بليغ حمدي .. السنباطي.. ميادة الحناوي؟ عثمان الموصلي ..
صالح الكويتي ..رضا علي، .. طالب القرغولي .. محسن فرحان .. محمد القبانجي..
ناظم الغزالي .. يوسف عمر .. جميل بشير .. منير بشير
.. عوض دوخي..طلال مداح..عبد الكريم عبد القادر ..
صباح فخري .. وديع الصافي.
وغيرهم من القامات الموسيقية الكبيرة،،
كل هذا عاتق على كتف كل فنان وأنسان لديه حس فني وأبداعي ان يساهم في نشره في كل مكان
وعتبنا الشديد أيضاً على مُعدي البرامج الذين تمحورت أسئلتهم على أسلوب روتيني نمطي لايتجدد وعدم توجيه مقدم البرنامج للأسئلة الحوارية الغير تقليدية التي تجبره على توسيع ثقافته لتتلائم مع نوعية البرنامج والموضوع
هل ياترى رأينا في هذا الوقت برامج تؤدب الذائفة الفنية لدى الفرد وتعزز ثقافته
صدقاً نحنُ بحاجة إلى نهضه فنية وثقافية بكافة الأصعدة وخصوصاً على الصعيد الموسيقي
لذا من الأهمية رصد النواقص الثقافية، من قبل جميع المعنيين بها، وعلينا الشروع بوضع الحلول اللازمة والصحيحة، في مبادرات متواصلة وتوصيات ومقترحات، تضع أمام صانع القرار خطوات فعالة وسهلة التنفيذ لصنع الآفاق الثقافية القادرة على ملء الفراغ الثقافي في المجتمع وخصوصاً للأعلامي العراقي الذي يمثل بلد الثقافة والحضارة والموسيقى والفن والجمال
لذالك أرجو التفهم عن سبب الرفض لكوني أُقدر الفن اكثر من كل شيء في الحياة
ويجب أن يكون للفن مكانه وقيمة حقيقية للفنان الحقيقي في كل مكان وعصر وزمان
مع التحية والتقدير الفنان محمد العطار..