شيماء طالب صادق
ماجستير فلسفة معاصرة
بناء صورة من اللاواقعية و أجتياز الواقع نحو الخيال عملية أبداعية, لا نقصد بالابداع هو أظهار صورة مغايرة تماماً عن الواقع, بل بناء صورة تكون سوريالية او كالتمثال المنحوت من حجارة الواقع, فمثلاً القنطور او ما كان يسمى بالسنتاور, هو رأس و جسد انسان و جذع حصان, الكائنان المذكوران موجودان ولكن السانتور من وحي الخيال, وكذلك الأشعار و الأنتاجات الادبية واللوحات الخالدة, أو السيمفونيات العالمية, فنرى أن للخيال قدرة في قلب التفكير و أنتاج ما هو جديد, فمثلاً الشعور الذي ينتجه مجموعة الكلام النثري او الابيات المصفوفة المسمى بالشعر, شعور غبطة ومتعة القراءة تولد التأمل اللامتناهي, فكأنما هذا الشعور الخيالي يُضاف كنور للوعي ينير لنا ويسعد ثغرات في الوعي تفتح آفاق خيالية ممتعة, فالتخيل عملية نشطة, بمعنى ان عملية التخيل هي نشاط, كلمة نشاط هذه تذكرنا بتقنية الخيال النشط, او الخيال الحركي يكون كالحوار الديالكتيكي بين اجزاء اللاوعي المختلفة, أي انه اشبه بالحلم ولكن الفرق ان تجربة الخيال النشط نكون بلحظة أستيقاظ ومدركين لما يحدث, حيث نستحضر مجموعة صور لا واعية مختلفة في المخيلة, فنبدأ بالتحدث والتداول معها فيكون كحوار متبادل وكأنما الصور تكون حيّة, و نبدأ بتوجيه الاسئلة والكلام, فتصبح كمحادثة حيّة فننتهي من هذا الحوار برصيد خيالي معرفي ناتج عن الحوار والشخصيات الخيالية داخل تقنية الخيال النشط, تساعدنا هذه التقنية على فهم رموز الخيال وأشاراته, فنستطيع القول ان الخيال النشط هو تأمل واعي, وحاول كارل غوستاف يونغ ان يطور هذه التقنية في بداية القرن العشرين, ورأى ان من ازدادت محاولاته او خوضه بتجربة الخيال النشط تتضائل كمية احلامه الليلية او اللاواعية, ورأى ان المشاعر وحضور الأنا(انا اذهب, انا اشعر,..) هما جوهر الخيال النشط, فمن خلال هذه التقنية يتم تحويل الاحلام اللاواعية المشوهة الى احلام واعية وواضحة وقوية, فيكون دور الخيال النشط هو توثيق الصة و الوصول الى الأنا الداخلية, بمعنى أننا نقوم بترأيس الوعي وسيطرة الأنا على اللاوعي للوصول الى خيال يقظ وهي تجربة نفسية و بالتالي نلتمس النتائج عند الخوض بها.