البقلاوة تشعل الجدل والرجل هو الخطر

البقلاوة تشعل الجدل والرجل هو الخطر

 

لازالت قضايا المرأة وحقوقها تشغل بال المجتمع العربي الذي يعاني من ازدواجية النظرة بالنسبة للأنثى، فهي اما تثير شهوته أو هي كائن هامشي مغلوب الإرادة ومسلوب الحقوق.
هذه الثيمة تناولها الكتاب والمثقفون من رجال ونساء وكتب عنها الكثير، وقد تناولت السينما العربية عدة موضوعات في هذا الجانب.
الفنانة اللبنانية ريمي عقل تناولت المرأة بشكل مختلف وباطار يكاد يكون غير مطروح سابقاً وقدمت لنا المجتمع الابوي أو الذكوري على حقيقته ودون رتوش وبكلمات صادمة.
فقد استقت فكرتها من الواقع الشعبي في التعامل مع الأنثى. فاستخدمت مفردة شعبية متداولة بين الرجال تطلق على النساء في لبنان « بقلاوة» وقد تضارعها مفردات أخرى في باقي الدول العربية مثل الكيكة في العراق والقشطة في مصر ، وهي ترمز الى شهوانية الرجل وربما للتحرش الجنسي الذي ينتشر في شوارع بعض الدول العربية.
فيديو بقلاوة التي طرحته الفنانة عقل، ربما كان صادماً للعقل والروح، فقد حقق أكثر من 3 ملايين مشاهدة ، بحسب مؤسسة أبعاد منتجة الفيلم في 4 أيام ، بعد عرضه على منصات التواصل الاجتماعي ..
الفنانة ريمي عقل علقت على الفيديو قائلة: «الأحمر هنا لا يرمز للميلاد، وهذا الفيديو يحتوي على مشهد لم يتم عرضه من قبل، ولم أقُم بجعله أكثر دراما، هو فقط يؤذي العقل والعين القلب والرّوح بحقيقتِه ووقعِه على النظر الخيال الذاكرة والصحّة النفسيّة، لكنّه ليس دراميًا لا تَقلَق».
ومع ترديد عبارة «لأنك خطر»، تطالب الفنانة اللبنانية الشابة بإعطاء الأمان لمن تمنح الرجال الأمان والطمأنينة في حياتهم.
إلا أن الفيديو الذي لم تتجاوز مدته الـ 3 دقائق خلق حالة من الجدل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تنازعت الآراء حول وضوح الفكرة من عدمها، لكن ما لفت الانتباه هو تزايد الرفض النسائي لمحتوى الفيديو الذي يرى القائمون عليه أنه داعم لحقوق المرأة.
حيث انتقد عدد من النساء الفيديو وذهب بعضن في ذلك إلي تزاحم الأفكار المطروحة بداخله، بينما ذهبت أخريات إلى أن الفيديو يعبر عن حال المرأة العربية التي تعاني من العنف الجسدي بشكل متزايد في الأعوام الأخيرة لكن مع تعميم عنف الرجل وهذه وجهة نظر غير صحيحة.
في حين رحب البعض بالفيديو مع التحفظ على رمزية المرأة بـ «البقلاوة: « و الرجل بـ «الخطر»، واعتبر أصحاب هذا التوجه فكرة «البقلاوة معطاءة جميلة صانعة أمان وأن الرجل خطرو سيئ في كل شيء وعبء على البقلاوة في كل الاتجاهات…» هذا تعميم يساهم في خلل العلاقات الاجتماعية.
وذهب القائمون على هذا الفيديو بالقول إن «المرأة التي تضفي على حياة الرجل حلاوة وطمعًا جميلا؛ تتعرض للقمع والعنف في ظل نظام ذكوري أبوي؛ ينظر إلى الجنس اللطيف نظرة دونية وعلى أنها أداة للمتعة يجري هضم حقوقها كما يتم تناول حلوى البقلاوة».
في المقابل أطلق بعض النساء دعوة لرفض وصف «البقلاوة» عليهن وقد أرسلت احداهن برسالة مطولة للفنانة اللبنانية؛ قالت فيها «ريمي الفيديو رائع على المستوى الفني في الحقيقة، لكن المحتوى لا يدعم قضية المرأة بل بالعكس فهو يضرها ويحط من مكانتها».
وتابعت «إننا نطالب بحقوقنا من منطلق إننا الأضعف أمر غير مقبول، نحن لسنا صانعات أمان، بل نحن بشر ولنا حقوق إنسانية ونطالب بها من المنطلق».
بينما قالت أخرى «نحن لا نستجدي حقاً من الرجل الأقوى الذي سيتفضل علينا بحقنا ، لأننا في الأخير نحن من ننجب ونربي ونرعى الأطفال الذين سيصبحون رجالاً، المطالبة بحقوقنا هي مطالبة بالمساواة في الحقوق والواجبات من منطلق مساواة الإنسان».
وتابعت «هذا المحتوى لا يعبر عن حقوق المرأة بل يدعم نفس الثقافة الذكورية السائدة في المجتمع، مع كل احترامي وتحياتي لك و لصناع هذا العمل الفني فهو أكثر من رائع فنيا لكني لست متفقة مع المحتوى».

(Visited 7 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *