حاملوا الشهادات العليا و صناعة البطالة / أمير البركاوي

حاملوا الشهادات العليا و صناعة البطالة / أمير البركاوي

أمير البركاوي

مشاكل عديدة يعاني منها التعليم في العراق بشقيه الاولي و العالي   وهي ناتجة عن تراكمات سابقة لم توضع لها الحلول الجذرية، فأمتدت الى اعوام أدت الى تراجع مستوى  التعليم في ، البلد.
ما زلنا الى يومنا هذا نرى آلاف الحاصلين على الشهادات الجامعية ، لم يحصلوا على فرصة عمل في مجال اختصاصاتهم، مما اضطروا   الى العمل في مهن تبتعد عما درسوه، وقد اجبرتهم ظروف المعيشة لسلوك هذه الاعمال ، لاسباب منها عدم توفر الوظائف التي تستوعب اعدادا الخريجين ، وعدم وجود خطط حكومية لاحتوائهم ، تفشي ظاهرة   المحسوبية والمنسوبية في ادارة ملف الوظائف في العراق. ، بالاضافة الى الفساد المستشري .

و عندما نجد عاطلين عن العمل من حاملي الشهادات العليا، لابد انا ان نتوقف قليلاً ونراجع، على حساباتنا قليلاً، كي نضع ايدينا على الاسباب المؤدية لهذه الظاهرة .
تقشت هذه الطاهرة مؤخراً بسبب القرارات غير المدروسة في السياسة التعليمية كفتح الجامعات والتوسع في الاختصاصات ، وعدم حساب احتياج سوق العمل للكادر المهني والمتعلم ، وغيرها

اليوم اصبح لدينا افواج من حاملي الشهادات العليا يطالبون بالوظائف  و المسؤول الاول في صناعة هذا الواقع هو غياب التخطيط والرؤية غير الواضحة من قبل المسؤولين على ملف التعليم العالي في البلد.
ان اهمية الشهادات العليا هي تطوير حقل الاختصاص وذلك ينعكس في مجال عمل الحاصل على هذه الشهادة في رفد مكان عمله ومواكبه التطور العلمي والمعرفي واستثماره في تنمية المؤسسة ونجاحها صناعيا والذي ينعكس  مستقبلا على جودة ونوعية الانتاج.
ان التعليم هو حق لكل مواطن لكن يجب ان يقابله من يحصل على شهادة الدراسات العليا  لفرصة عمل وعندما لا يجد العمل هنا دخلنا  في  طور تضخم وبطالة للشهادات العليا.
ان بطالة الشهادات العليا تحتاج خطط استراتيجية من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعمل على وضع خطة الدراسات العليا ومقاعدها وفق احتياج السوق المحلي بقطاعيه العام والخاص لكي نستطيع توفير فرص عمل لحاملي الشهادات العليا ومنع اجتياح البطالة لتخصصات نادرة وانقاذ المتخرجين من الدراسات العليا من الوقوع في نفق البطالة القاتلة.

(Visited 11 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *