علي الدليمي
الخطاط و الباحث العراقي علي الدليمي
– أنا خرجت من معطف (كراسة قواعد الخط العربي) للخطاط الكبير هاشم البغدادي
لقاء: أمير الخطيب
علي الدليمي، خطاط وباحث، ورسام كاريكاتير، وكاتب عراقي، ولد في بغداد عام 1963، بكالوريوس، ودبلوم خط عربي وزخرفة، من كلية ومعهد الفنون الجميلة ببغداد، يعمل حالياً مدير المتحف الوطني للفن الحديث في دائرة الفنون التشكيلية – وزارة الثقافة والسياحة والأثار، وهو صاحب إمتياز ورئيس تحرير مجلة (الخطاط) الشهرية، رئيس تحرير مجلة (تشكيل) المتخصصة في الفن التشكيلي، أقام معرضه الشخصي الأول عام 1982، والثاني عام 1987، شارك في أغلب معارض ومهرجانات ومسابقات الخط العربي والرسم والكاريكاتير والبوستر السياسي… أقام عدة معارض على هامش مناسبات ثقافية خاصة. حاز الجائزة الثالثة في مسابقة (مؤيد نعمة) للكاريكاتير التي نظمتها جريدة الصباح سنة 2006. حاز على الجائزة الثانية في (مسابقة فـن الملصق) التي نظمتها وزارة الاسكان والاعمار في موضوع (الاسكان إستثمار للأجيال) سنة 2008. حاز الجائزة الثالثة في (مسابقة الإبداع الثقافي) التي أقامتها هيئة النزاهة في مجال الرسم الكاريكاتيري 2011. كرم بوسام المبدعين العراقيين من وزارة الثقافة سنة 2016. منح جائزة الإبداع من جمعية كهرمانة للفنون، للحفاظ على الأعمال الفنية المتحفية سنة 2016. حصل على العديد من الشهادات التقـديرية وكتب الشكر والمكافأة العينية الأخرى لمشاركاته الفعالة. رسام ومصمـم جريدة (بغـداد أوبزرفـر) من سنة 1995-2003. محرر صفحة (فضاءآت تشكيلية) الإسبوعية ورسام كاريكاتير في جريدة المؤتمر سنة 2008. صمم أربعة بوسترات إرشادية عن السلامة المهنية – طبعت سنة 1981. حاصل على شهادة في صيانة ومعالجة الأعمال الفنية عن المركز الأقليمي لصيانة الممتلكات الثقافية في الدول العربية / بغداد سنة 1994. دورة إدارية في توثيق الآثار على الحاسبة/ منظمة اليونسكو/عمان- سنة 2004. حاصل على شهادة (دبلوم) في دورة لمشروع تعزيز وتطوير الكفاءات والأنظمة الإدارية في المؤسسات المتحفية في العراق/ منظمة اليونسكو/عمان سنة/ 2007. عضو في كل من: جمعية الخطاطين العراقيين. نقابة الصحفيين العراقيين. نقابة الفنانين العراقيين. عضو فخري في جمعية الخطاطين الأردنيين.
تحاوره المستقل بصفته (خطاط) وصاحب مشروع (فني/ ثقافي/ صحفي) مهم في إصدار مجلة (الخطاط) وهي أول مجلة شهرية ورقية في العراق، والوطن العربي، بعد مجلة (حروف عربية) الإمارتية الفصلية. على أن نلتقي معه لاحقاً بصفته رسام كاريكاتير وكاتب قصة:
– أنت خطاط بارع، و كذلك كاتب جميل، إلى أيهما تميل اكثر؟
– منذ أن تم تسليمي القراءة الخلدونية في الصف الأول الإبتدائي، وأنا عشقت الخط العربي والرسم معاً، وقد تعلمت القراءة والكتابة بسرعة عجيبة بسبب حبي للحروف العربية العجيبة من خلال هذه القراءة، بعد أن فككت وتعلمت حروفها التي كانت بخط الكبير هاشم البغدادي، والتي ما زلت محتفظاً بها حتى اليوم.. فكانت دراستي فيما بعد تخصصية في قسمي الخط العربي والزخرفة في كل من معهد وكلية الفنون الجميلة ببغداد.
أما فن الكتابة بجميع فروعها النثرية فهي تحصيل حاصل من خلال هوايتي المحببة في القراءة لجميع ميادين الثقافة والفنون والأدب والسياسة، والرواية والقصة القصيرة، كذلك مارست كتابة النقد التشكيلي ونشره منذ الثمانينات في الصحافة العراقية وبعض الصحف والمجلات خارج العراق.. فضلاً عن كتابة القصة القصيرة والمقالات السياسية والمتابعات المهمة.
فأنا أميل لكل من الخط والزخرفة والرسم الكاريكاتيري والكتابة ولا أفرق بينهم قيد أنملة.
– من هم الأستاذة الذين تاثرت بهم؟
– أنا خرجت من معطف (كراسة قواعد الخط العربي) للخطاط الكبير هاشم البغدادي (رحمه الله)، والتزمت بمنهج (مدرسته البغدادية المتميزة) التي أعتز بها حتى أخر لحظة من حياتي.. فضلاً عن تأثري بالخطاطين الأخرين أمثال: عباس بغدادي وروضان بهية وخليل الزهاوي وطارق العزاوي والعديد من أساتذتي في قسمي الخط العربي والزخرفة في معهد.. وكلية الفنون الجميلة.
– مجلة الخطاط، أنت صاحب الإمتياز، وصاحب الفكرة أيضاً، هلا حدثتنا عنها أكثر، أقصد هيئة التحرير، المواضيع التي تناولتموها، كم عدد صدر منها لحد الان، ومن هو الممول لكم؟
– منذ بداياتي في العقد السبعيني، كنت أبحث عن إصدار متخصص بفن الخط العربي، كحال مطبوعات الأجناس الفنية والأدبية الأخرى، التي كانت تصدر، فكانت خيبة كبيرة لنا نحن معشر الخطاطين في العراق، الذي نشأ فيه هذا الفن التاريخي، ولم تكن لدينا مجلة متخصصة، فكان طموحي أن أكسر هذا الصمت والتهميش بعدما قطعت الأمل كلياً، و(أغامر) بإصدار مجلة تليق بفن الخط والخطاطين، لا سيما وان هناك مجلة فصلية تصدر في دولة الإمارات العربية المتحدة باسم (حروف عربية) رائعة في تصميمها وموضوعاتها، ولديها فريق متخصص كبير وإمكانيات مادية هائلة، فكيف لي أن أصدر مجلة لا دعم مادي، لا فريق عمل، لا جهاز كومبيوتر متقدم، لا مكان لا.. لا..، فكان العدد الأول جاهز عندي لمدة أكثر من سنة، ولكني كنت وجلاً ما بين إمكانياتي المادية الصعبة، والإلتزام بمواعيد إصدارها الشهري وصعوبة توزيعها.. إلخ، ومع ذلك إتخذت قراري (التاريخي) الجريء، الذي سيخلدني في مسيرة فن الخط العربي والمشهد الثقافي عموماً.
وهكذا.. صدر العدد الأول من مجلة (الخطاط) في تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2019، بـ (32) صفحة ملونه من الغلاف الأول حتى الغلاف الأخير، بقياس 22سم × 33سم، وقد تصدر مساحة غلاف العدد صورة لعميد الخط العربي هاشم البغدادي، مع ملف خاص عن مسيرته الإبداعية مع مقالات أخرى عديدة.. أما التصميم فقد وضعت فيه عصارة خبرتي وتجربتي وإطلاعاتي وعملي في الصحافة على مدى أكثر أربعين سنة.. فأنا أنضد المواد، وأحرر المقالات التي ترد للمجلة، وأصممها، على جهاز لابتوب صغير، في ركن من غرفتي الخاصة في البيت!!
والحمد لله، طبعتها بطباعة أنيقة فاخرة تليق بفن الخط، على ورق آرت 150غم مع الغلاف.. فكانت آية من آيات فن الإصدارات، إلا انها مكلفة مادية، من المطبعة بـ بخمسة دولات، حيث تم تسويقها بسعر الكلفة وبلا ربح.. بل كنت أدفع للباعة من جيبي الخاص.. وما يؤسفني حقاً انني أرسلت منها نسخ ورقية لكل من رئيسي الوقفين (السني والشيعي) من أجل دعمي، ولكن الحمد لله لا أحد منهم أستجاب لي!!!
نعم خسرت مادياً.. لكني ربحت نجاح باهر جداً.. وخصوصاً بعدما إصدار العدد الثاني وبعده الثالث ورقياً، وبنفس المواصفات اللائقة، وتم نشرها على صفحتي الخاصة في الفيس بوك.. ولكن جائحة كورونا اللعينة، حالت دون مواصلتها ورقياً.. ولكني لم أتوقف بل واصلت إصدارها (الكترونياً) وبمواعيدها المحددة بداية كل شهر، بحيث وصل الآن العدد (20) الذي سيصدر بداية شهر حزيران إن شاء الله.
والجدير بالذكر بعدما صدر العدد الأول منها وحتى الآن، بدأ العديد من الأساتذة الكبار في فن وتاريخ الخط العربي من داخل العراق وخارجه برفد المجلة بمقالاتهم الرصينة (دون مقابل)، كما لا أنس موقف الأستاذ الدكتور الخطاط روضان بهية وهو يمدني بمقالات وصور ويخط عناوين الغلاف، مما شكل بهذا الزخم الرائع حضور مهم وكبير للمجلة في الأوساط الفنية (عالمياً) حسب المكالمات والرسائل التي اتلقاها دائماً على إيميلي وصفحتي الخاصة.. وهناك طلبات من خارج العراق لإقتنائها ورقياً، لكن هكذا مشروع بحاجة إلى شركات ودور نشر وتوزيع عالمية. وإمكانيات هائلة.
– هل لديكم في كل عدد تسليط ضوء على نوع من أنواع الخط العربي، أم انكم تتناولون الخط بكل انواعه و ألوانه؟
– منذ إصداري العدد الأول حتى الآن حرصت أن يكون داخل كل عدد ملف خاص عن خطاط عراقي أو عربي أو إسلامي، بأقلام متنوعة وبعض ما نشر عنهم مع وثائقهم الخاصة.. فضلاً عن رسم الشخصيات على الغلاف بريشة الفنان التشكيلي البارع (صالح رضا) وهو مهتم برسم البورتريت لكثير من الشخصيات النخبوية..
أما ما ينشر في المجلة، هو تناول تاريخ وفن مسيرة الخط وبداياته وأنواعه العديدة وأهم رموزه، كما اننا تناولنا تجارب فنانين عرب وعراقيين لا على التعين.. كما أحرص على نشر الوثائق المنشورة وغير المنشورة، المهمة لغرض الحفظ عليها، وجعلها مصدر للباحثين المتخصصين.
– كنت سنة ٢٠١٣، في جامعة “سلجوق” في محافظة قونيا التركية، كنّت في قسم الخط العربي، وقسم الخط هذا يقع في الطابق الخامس من الكلية، شاهدت نماذج رائعة من الخط، مخطوطات تراثيه ومخطوطات حديثه، الحقيقه تأسفت على عدم وجود مثل هذه الكليات في العراق، أنا أعرف انه في الثمانينات من القرن الماضي، كان هناك قسم للخط العربي في معهد الفنون الجميله بغداد، هل لا تزال هذه الأقسام، وهل هناك في النية إقامة كليه للخط العربي؟
– نعم موجودة أقسام الخط العربي في معاهد الفنون الجميلة المنتشرة في محافظات العراق كافة، كذلك أسس قسم الخط العربي والزخرفة في كلية الفنون الجميلة – جامعة بغداد.. وهذه الاقسام تخرج عشرات الخطاطين والمزخرفين في العراق.. إلا انه للأسف ليس كل الخريجين يتواصلون مع الخط كـ (فن) بسبب الأوضاع الاقتصادية والإجتماعية الأخرى.. ومنهم من يذهب إلى التدريس.. لدروس غير إختصاصه!!
– هل أثرت برامج الكمبيوتر على الخطاطين كحرفة أم ان هناك سوق لا تزال رائجه للخط العربي؟
– صدقني كل التقدم التكنولوجي الهائل والمتطور، لا يستطيع الوصول والإرتقاء إلى روحية وإمكانية الخطاط المتحركة، والمتقدة إبداعاً وتميزاً، الكمبيوتر، نعم، يساعد على سرعة عمل مانشيتات الصحف والمجلات والأعمال التجارية الأخرى. لان عمل الخطاط اليدوي يحتاج إلى وقت طويل وصبر جميل وتركيبات وتكوينات متميزة.. وهناك سوق رائج ومتذوق للوحة الخطية (الأصلية) التي فيها روح الخطاط الفنان.. لا يعرفها ولا يتذوقها إلا أهلها.
فاطمئنوا لا خوف من الكمبيوتر على شموخ فن الخط العربي