تحقيق / وسام رشيد
ذكر الصحفي العراقي الكبير جعفر الخليلي في كتابة المعروف ” هكذا عرفتهم ” وهو يتحدث عن الشاعر محمد رضا الشبيبي وهو يشير الى مكانة الكتاب في المجتمع العراقي : كانت محلات البقالة تقبل الكتاب كرهينة مقابل ان تقرض صاحبة مواداً غذائية لحين تسديد المبلغ .
وهذا يؤشر الى قيمة واهمية الكتاب .
ولا يكاد بيت ستبقاً يخلو من كتاب او مكتبة ، وقد اشتهرت الكثير من المكتبات البيتية .
وكان هناك قول ٌ شائع ” مصر تكتب وبيروت تطبع والعراق يقرأ ” فهل يا تُرى. ما زالالعراق يقرأ ؟ ، وهل ما زال الكتاب خير جليس ؟
وهل المكتبات البيتية تحضى بمكانتها في بيوتنا .
رغم ان مكتبة البيت هي ليس دليلاً على ان من يضعها في بيته يقرأ ما فيها من مصادروكتب ، لان البعض يضعها كجزء من ديكورات المنزل، ولكي لا نستبق الاحكام قررناالتوجه لمعرفة واقع المكتبات البيتية.
المستقل تسبر اغوار المكتبات البيتية وتستطلع اراء المثقفين والكتاب. ورجال الدينواصحاب المهن .
يقول غيث حسن وهو مهندس حاسبات لا توجد مكتبة في بيتي ، لكن لديّ بعض الكتبعن علم الاجتماع وفي مجال اختصاصي، ولا ازور اي مكتبة عامة، وعند سؤاله عما اذاكان يبحث عن تاريخ العراق قال اكتفي بما درسته في المدارس.
اما علاء السفير وهو يعمل بالاعمال الحرة من مدينة النجف، يقول:،امتلك مكتبة بسيطةفي منزلي لكني لا استفيد منها بسبب انشغالاتي بأمور الحياة والعمل، الا ان افرادعائلتي يطالعون تلك الكتب وخاصة زوجتي التي تستغل اوقات الفراغ وتروي لي ماقامت بقرائته بشكلٍ دائم.
سارة عامر تعمل في شركة طيران وهي ناشطة في مجال العمل الانساني تقول: انها لاتهتم بوجود مكتبة رغم امتلاكها لبعض الكتب التي تطالعها لكنها تهتم بقراءة كتبالتاريخ الحديث والسياسة ايضاً،
وتتابع انا دائما احث الفتيات على متابعة النشرات والجرائد والاهتمام بالمجلات لكنالاستجابة ضعيفة للاسف الشديد وغالبية الفتيات يرغبن في الاهتمام بالسوشيال ميديا.
يؤكد السيد علي حسين حبل المتين طالب علوم دينية على امتلاكه مكتبة متنوعة منشعر وادب وتأريخ اسلامي وحديث فضلاً عن كتب علم النفس الاجتماعي الا انه اشارلابتعاد عامة الناس عن المطالعة ووصف ذلك بالعزوف الجماعي.واوعز ذلك ربما الىتأثير مواقع التواصل الاجتماعي ، وانشغالات الحياة الكثيرة .
السيد مهند الشمري مدير مدرسة ثانوية وعاشق للمسرح قال: انه لا يمتلك اي مكتبةلكنه يقتني مجموعة من الكتب الخاصة بالدين والسياسية والفنون كوني مختصبالمجال المسرحي اساساً، وعند سؤاله عن هل لا زال الكتاب خير جليس في الزمان قال ؛للاسف الكتاب لا مكان له في مجتمعاتنا وحلّ محله الموبايل والبحث عن الاثارة وتركالمعرفة والتسطيح هو السمة الابرز لهذا العصر .
الاتحاد العام للادباء والكتاب في النجف مؤسسة عريقة تضم مجموعة كبيرة منالشعراء والكتاب و الادباء ويهتم بجوانب كبيرة وواسعة في الحقل الثقافي والمعرفي منها ما يتعلق بالرويات وقصص الاطفال والشباب توجهنا لرئيس اتحاد الادباء والكتابفي النجف السيد محمود جاسم عثمان رئيس فرع اتحاد الادباء والكتاب في النجفبالسؤال التالي :
ما هو دور اتحاد الادباء والكتاب في عملية تحفيز المجتمع على القراءة واكتساب المعرفة؟
فاجاب :
” اتحادنا يمارس دورهُ المعرفي في إشاعة الثقافة من خلال الندوات والمؤتمرات الثقافيةالمفتوحة للجميع بدون قيد أو شرط. وكذلك من خلال جلسات الحوار مع شرائح المجتمع. كما نقوم وفق منهج منظم بطبع وتوزيع مؤلفات الأدباء كي تصل إلى أكبر قدر منالمواطنين،إضافة إلى إيصال هذه المطبوعات إلى المكتبات العامة والكليات والجامعاتحتى تكون في متناول يد الباحثين والدارسين، وأما عن المكتبة المنزلية فهي فرع مهم منفروع الثقافة المجتمعية، فهي أداة لخلق نمط ثقافي إيجابي داخل الأسرة وتسهم فيغرس حب الكتاب وممارسة القراءة عن أفراد الأسرة،
صحيح انها تشكل ركنا جماليا في البيت وتحديدا داخل الصالة أو الغرفة الخاصة بها إلاأنها يجب أن لا تكون غايتها إضافة ديكور آخر لاثاث البيت.
ويأتي دور الوالدين في العمل على غرس حب القراءة عند الأبناء وتشجيعهم أولا علىاحترام الكتاب ثم مساعدتهم في اقتناء الكتاب الذي يناسب أعمارهم ويتفق مع رغباتهمحتى يقبلوا على قرائته بشغف. وكلما كانت المكتبة متوازنة ومنوعة فإن أوعية المعلوماتفيها ستكسبها أهمية كبيرة وستشعر أفراد الأسرة أن هناك إضافة نوعية لافكارهموأعمارهم من خلال استيعاب تجارب وأفكار الآخرين.
علي السنبلي احد الناشطين في ” منظمة بصمة عراقية“ التي كان لها
نشاطات متواصلة على مدار سنين تلخصت بتشجيع اقتناء الكتب وعدم ترك الدراسةمنها حملة ما اترك المدرسة وفيها عدة مضامين وبالتعاون مع منظمات اخرى، وكذلكاستطعنا تأسيس نادي للقراءة في بعض المدارس لاخراج الطلاب عن النمطية غير المحببةللمناهج، والمساهمة بإطلاق هاشتاگات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، مثال“انا أقرأ إذاً أنا موجود“.
يرى السيد السنبلي ان
مشكلة العزوف عن القراءة تكمن في المؤسسة التعليمية الحكومية والاهلية فهي غيرقادرة على خلق جيل قادر على التعلم ضمن المنهج وخارجه بسبب سوء التخطيط وعدمقدرتها على توفير مناخ تعليمي قادر على احتواء الطلبة من مختلف المشارب وكذلك دورالعائلة في عدم تشجيع الشاب على التعليم والتقليل من شأنه خصوصاً في مناطقالقرى والأرياف والعشوائيات، وكل تلك العوامل ساهمت في تقويض محبة واحترامالكتاب والعزوف عنه.
كذلك الكتاب ينحسر على الأغلب بطبقة محددة وهم المتعلمون ، ونسبة الذين لا يقرؤوناعلى من نسبة القراء وهذا ما ينعكس يومياً في حياتنا العامة وعلى كافة المفاصلوالمستويات.
أخيراً: يبدو اننا امام سيل جارف من التسطيح المتعمد والممنهج واللامبالي لمجموعةالقييم الاخلاقية السائدة منذ قرون، وما تبقى من تقاليد تحافظ على الشكل الانسانيالذي يحترم بقائة.
ورغم ان هناك حرية، وسرعة، وعدم محدودية في تلقي المعلومة من خلال شبكاتالتواصل الاجتماعي، فان هذا الامر استخدم بشكل مغاير في ظل ضعف حالة الوعيوانحسار التثقيف الصحيح والتوجيه نحو تصويب الاخطاء ودفع المجتمع نحو الاصلاحوالانتاج والابداع.
فقد وفرت المنصات الرقمية منابراً متوازية ومتساوية للجاهل التي استمد قدرته الاعلانيةمن شبكة الانترنيت، والمثقف الذي حصّن نفسه واجتهد في المعرفة ومصادرها الرصينةعبّر احترامه للكتاب وما يمثله من عصارة جهد حقيقي لمجتهدين ومبدعين اثرو الحياةبكل ما هو جميل وممتع ومفيد.
الخلاصة: ان ثقافة التسطيح ونقص التعليم انتج مفاهيم مجتمعية جديدة وطارئة وغيرصحية وفرت بيئة غير صحية لنمو ثقافات غريبة وشاذة اصبحت قواعد لمراكز قوى قدتتطور وقد تكون في صدارة المشهد الاجتماعي والثقافي بعد ان تصدرت المشهدينالسياسي والاقتصادي.
لقد انحسرت لغتنا العربية الجميلة واصبحت مركونة في زوايا المثقفين وبين صفحاتالكتب الرصينة، ولعل كثير من اجيالنا الحالية والاتية لن تستطيع ان تتعرف على هويتها الثقافية وتراثنا الادبي في ظل العزوف عن الكتاب ، واذا كان الشاعر ابو الاسودالدوئلي قد اشتكى من لحن ابنته في اللغة وراح يشتكي الامام علي فانتج علم ” النحو“ يا تُرى الى مَنْ نشتكي من تردي لغتنا العربية اليوم وماذا سننتج ؟ .
Yes of course you can but with millions of IP addresses available behind the RFC 1918 IP space why in the world would any homeowner need to I couldn’t use up all of the ipv4 NAT private IPS if I triedAnd every single one of my neighbors could repeat the same trick endlessly and simply not to our carriers public IP