تتحقق / مروة جعفر
العراق
أستطاعت النساء العراقيات رغم الظروف الصعبة التي مررن بها ، والمساحات. الضيقة التي اتيحت لهن ان يُسخرّن التكنلوجيا في العمل ويشاركن في صناعة الحياة، للنهوض والارتقاء بالمستوى المعيشي لعوائلهن ، وتبقى المرأة العراقية متفردة في عطائها كبصمة يدها.
تًاصل العطاء وتتحدى الصعاب ، فهي دائما ما تبتكر مساحات لاثبات وجودها ، تتسلل كضوء الشمس الذي يمنح الدفء والحرية. والنور ، تتأثر بالمتغيرات وتؤثر في محيطها لتصنع الحياة .
خلال تصفحنا لمواقع التواصل الاجتماعي بكافة تطبيقاته وجدنا العشرات من الصفحات المخصصة للبيع وترويج السلع المختلفة من الاعمال اليدوية، والاطعمة، والملابس، وتنظيم الحفلات والحلاقة وغيرها الكثير والتي تديرها نساء من مختلف طبقات المجتمع وبرؤوس اموال بسيطة ومن داخل البيوت لسهولة العمل وكونه من داخل المنزل ويتناسب مع طبيعة تعقيدات المجتمع التي تفرض على المرأة شروطاً خاصة في حركتها، وقد طالعتنا في هذه الجولة شرائح مختلفة من النساء بينهن الخريجات اللواتي لم يحصلن على فرص عمل مثلهن كمثل الكثير من الشباب بعد عام 2003الذين لم يحصلوا على التعيين الا من خلال جهود شخصية.
العمل عبرالانترنت
العمل عن طريق الشبكة العنكبوتية نظام مختلف عن باقي الاعمال، وخاصة لشريحة النساء ، وبهذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد تزايد اعداد العاطلين وتراكمات اخرى يصعب السيطرة عليها ، فقد كشف لنا مدير دائرة العمل والتدريب المهني في محافظة النجف السيد محمد رضا شبع ، ان احصائية العاطلين منذ ٢٠٠٦ الى العام الماضي ٢٠٢٠ مئة وستين ألفا وثلاث مئة وثلاثين المسجلين اما المستحدثين اي اذا ما طرح منهم المهاجرين والوفيات والذين وجدوا فرص عمل ليتبقى المحدثين الفعليين سبع وسبعون الف وسبعة مئة وخمسة، بين ذكور و اناث ونسبة الاناث المسجلة ربع العدد في حين ان اغلب العاطلين هم من الخريجين إذ تتراوح أعمارهم من ١٨الى ٥٥ سنة ، الدائرة المعنية بأيجاد فرص عمل لهم من خلال الخطة السنوية والفصلية التي تقوم بأشراف الوزارة في تهيئة الدورات التعليمية والمهنية التي تتراوح من شهرين إلى ثلاثةأشهر ومنح بعض القروض للمشاريع و إيجاد فرص عمل في القطاع الخاص من خلال التنسيق مع منظمات المجتمع المدني.
و في جولة لنا بين صفوف النسوة العاملات في هذا المجال . قالت صاحبة مشروع (جمانه للهدايا ) : اسمي بنين غانم الفتلاوي مواليد 1986 حاصلة على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال و حاليًا ادرس مسائي قانون مرحلة ثانية.
2016/12/1 يوم مختلف في حياتي، وتاريخ لا ينسى ، فهو بداية اول مشروع ربحي لي ، لكن عملي منذ الصغر تقريبا أي مد كنت في العاشرة من عمري بدأت في هذا العمل ، اذ كان شغفي بعمل الديكورات و التصاميم المنزلية ، ودون مردود مالي، بالنسبة لي كان الدافع الاساسي دخولي الى مجال الأعمال اليدوية والبحث عن عمل عبر الانترنيت، إذ عانيت من ظروف قاسية في ظل مرض والدي إذ كنت أفتقر إلى أبسط المتطلبات التي تحتاجها البنت وبعد وفاة والدي، كان لابد لي ان ابحث عن عمل يحفظ كرامتي واحافظ به على سمعة عائلتي . بدأت في خطواتي الاولى ، فقد كنت مبدعة في مجال تصميم وتنسيق الديكور فعرضت اعمالي على المقربين من صديقاتي، فشجعوني ، و بدأو بالشراء والترويج لعملي ، ساعدني هذا العمل على حصولي على دخل لا بأس به ، مكنني نن الاكتفاء المالي من الرزق الحلال، وصرت ادخر بعض المال .
و سألنا بنين عن المشكلات والمعوقات التي واجهتها في هذا المجال، قالت :
لابدّ من وجود بعض المعوقات خاصه في بداية العمل ، فقد عانيت بعد فترة من العمل من ضعف النظر ، وعلى صعيد التعامل ، لمست عدم مصداقيه بعضالزبائن وتحايل اصحاب التوصيل عليَّ لكوني فتاة حيث يأخذون المال من الزبون في اكثر الاحيان ويلوذون بالفرار هاربين ،ولكن الخبرة علمتني الكثير ، فمنذ عامين لم اواجه اي معوقات وذلك يعود لإكتسابي الخبرات تدريجياً ، وتغلبت على المعوقات من خلال صمتي وسلوكي الذكوري لذي يحتاجه السوق في بلدنا ، الذي طغى على سلوكي الانثوي ، ووضعت خطط لتنمية افكاري من خلال الاقتباسات والاعمال التي اشاهدها، و سوف يتمالكك العجب لو قلت لك ان كل عمل أقوم به ولم يكون لي خبرة اه ع الى اليوتيوب لاتعلم ، و الحمد لله أنا أبيع بالمفرد الى زبائني والى الصفحات، وكان همي أن ابيع بأرباح رمزية كي أكسب الزبون
\
وتقول جمانه صاحبة مشروع “فضل للاكلات” عن تجربتها التي لا تختلف كثيراً عن زميلتها ، ” أن اغلب العاملات عبر الانترنيت يجدن فسحة عمل لا بأس بها ، والهدف من عملهن ، التخفيف من اعباء المعيشة .
( ش فرج الله ) فتاة عملت منذ الصغر في مجال الحياكة اليدوية تقول : منذ اربع سنوات امارس هذه المهنة، سخرت الكثير من الوقت وانفقت كمية من المال ، فقد انشأت صفحة في موقع (فيسبوك ) للترويج عن عملي ، فكثير من الناس يحبون العمل اليدوي، فقد تفاعلوا معي ، وتابعوني وشجعوني ، وكان وكلامهم يدفعني ويحفزني بإتجاه المزيد من التركيز والاتقان لانجز أعمال اجمل وأكثر، كي اقدمها باحلى صورة لهم
واضافت فرج الله ، “ان الأعمال اليدوية متعبة و تتطلب جهداً كبيراً حيث إنها تستغرق وقتاً طويلاً فالقطعة الواحدة تتطلب ساعات طويلة من العمل تصل الى ثلاثة أيام و لا احد يقدر قيمتها المادية” ، وفي الاخير ابيعها بثمن بسيط لايكفي لسد حاجتي ، فضلاً عن المواد غير المتوفرة بصورة جيدة من نوع الخيط والالوان وارتفاع اسعار المواد الاولية
لم يختلف كلام هؤلاء الثلاثة عن ما قالتهُ ام سجاد للكيك ، والورقة الخضراء لتجهيز المناسبات وغيرها الكثير الذين اجمعن على إن متطلبات الحياة وقسوتها هي من يدفعهن للعمل وهي مهن صعبة في زمن أصعب عسى ان ينعمن بمستقبل أفضل في قادم الايام.
[01:59, 26/06/2021] Alaa Alkhatib: السابعة