كتب المحرر السياسي للمستقل / مقاطعو الانتخابات يبدأون حملتهم بمباركة احزاب السلطة.

كتب المحرر السياسي للمستقل / مقاطعو الانتخابات يبدأون حملتهم بمباركة احزاب السلطة.

كتب المحرر السياسي .

لاحل الا بمقاطعة الانتخابات ..لا حل الا بالمشاركة في الانتخابات ..لا حل الا بمواصلة التظاهرات وببقاء الاحتجاجات في الشارع . لا حل الا بالتنافس المباشر مع احزاب السلطة وازاحتهم سلميا .. لايمكن ازاحة السلطة الحالية واحزابها سلميا. الحل هو الرحيل ..الحل هو البقاء ومواصلة المعركة . جميع هذه الاراء بدات حراكها وحججها وتفسيراتها مع عدم ظهور أي بوادر لتأجيل الانتخابات المبكرة مطلع شهر تشرين اول المقبل .ويبدو ان الحالة العراقية الملتبسة هي التي تغذي جميع هذه الطروحات بتناقضاتها وبتزاحم الياس والامل من ان تنتج الانتخابات المقبلة واقعا مختلفا عما هو حاصل اليوم .السؤال هل تتغير اللعبة السياسية كي يحصل التغيير ماذا يمكن ان يتوقعه المراقب بناء على المشهد الحالي .

قراءة مبكرة
رئيس تحرير المستقل الاستاذ علاء الخطيب عرض لهذا المشهد في قراءة مبكرة للانتخابات في حال اجرائها يمكن تاشير بعض اهم النقاط الي اشار لها في عرضه وهو يتساءل هل ستتغير خارطة الانتخابات القادمة كمستحقات للمرحلة المقبلة بعد تغيير قواعد اللعبة السياسية الذي فرضته ساحات التظاهر، ؟ وهل ستبقى الكتل السياسية الحالية مسيطرة على المشهد أم ان تغييراً سيطالها بنسبة او باخرى ؟

بالتأكيد سينعكس تأثير الاحتجاجات التشرينية على شكل مجلس النواب القادم ، ولكن ليس بشكل كبير ، كما يتوقع البعض .
ستبقى المحاصصة المكوناتية سارية المفعول، إلا أنها ستحمل بذور فنائها للدورة القادمة .

حجم التغيير السياسي

التأثير الاكبر سيطال الكتل والاحزاب الشيعية ، كرديا لاتاثير كبيرا وان حصل تباين فهو لاسباب داخلية تتعلق بالخلافات الكردية الكردية سيبقى حزب السيد مسعود البارزاني هو صاحب اليد الطولى في عدد المقاعد، وستبقى القاعدة الشعبية للحزب الديمقراطي الكردستاني الاوسع والاكبر في الاقليم . ربما ستتراجع حظوظ الاتحاد الوطني الكردستاني نتيجة الانشقاقات وغياب القيادة القوية. اما حركة التغيير ( گوران ) فانها تمر بدور الكهولة المبكرة على ما يبدو . وفيما يخص الاحزاب الاسلامية الكردستانية فانها ستبقَ غير ذات تأثير في رسم المشهد السياسي .
وما يخص مشهد الكتل والاحزاب السنية ربما سيزداد عدد مقاعدها وسيكون للسيد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي النصيب الاكبر في عدد المقاعد ، وذلك للشعبية التي يتمتع بها في المناطق السنية ، بسبب دعمه لاهالي تلك المناطق وقيامه بزيارات ميدانية ، ولعل ما تشهده الانبار والفلوجة من تطور عمراني خير دليل على ذلك

تاثير المظاهرات
فيما يخص المشهد الشيعي. وهو الاكثر تعقيدا في معادلة الانتخابات القادمة ، فقد طرأت عليه متغيرات كبيرة في واقع محافظات الوسط والجنوب، فالجميع يعلم ان هذه المحافظات بما فيها العاصمة بغداد شهدت تظاهرات منذ تشرين الماضي الى اليوم، وهي صاحبة الفضل ” أي المظاهرات ” في هذه الانتخابات. وهي من فرضت هذه المعادلة واجبرت الطبقة السياسية على الرضوخ لمطالبها.
لكن هذه المحافظات هي التي انقلبت على الاحزاب والكتل السياسية والتي بمعظمها تنتمي للتيار الاسلامي وهي تيارات مرتبكة سياسيا بفعل التظاهرات ولم تبلور حتى الان موقفاً سياسياً موحداً يلبي طموحات الشباب والمحتجين على سوء ادارتها .
السيد مصطفى الكاظمي الباحث عن ولاية اخرى والساعي الى ايجاد موطيء قدم في الانتخابات من خلال مايشير له الخطيب بحزب الكاظمي ويقصد المحيطين به من موالين معتمدا على بعض طروحاته في استعادة الهوية العراقية كهدف اساسي، ليكون قريبا من ساحات التظاهر هو الاخر يامل بالحصول على عدد ونسبة مهمة من المقاعد في مجلس النواب القادم. بطريقة غير مباشرة .
اذا من المرجح ان الكثر من الاحزاب والتشكيلات كالتيار المدني و نصف المدني ستمنى بخسارة من خلال المعطيات التي يعرضها المقال وابرزها .

احزاب تتراجع واخرى تختفي

بناء على ذلك فان الاحزاب الدينية التي تراجعت شعبيتها بنسب كبيرة امام رفض واضح لها في الشارع ، كذلك اضمحلال بعض الحركات الشيعية مثل تيار الاصلاح الذي اختفى زعيمه واعتزل السياسة وانسحب من المشهد وبالتالي لم يعد هذا التيار فاعلاً ، وكذلك المجلس الاعلى الذي اعلن زعيمه الشيخ همام حمودي اعتزال العمل السياسي . وحزب الدعوة ، وشخصيات كانت مؤثرة وانطفأ بريقها .
حتى الان لاتوجد احزاب سياسية حقيقية كبديل مقنع للمتظاهرين او في اطار مطالب المتظاهرين ورؤاهم العامة حتى من الاحزاب التي تدعم التظاهر وهي منخرطة في العملية السياسية مثل الحزب الشيوعي ، لذلك نجد تيارا يرفض المشاركة في الانتخابات ، و يدعو لمقاطعتها ، واخرون لا يعترفون أصلا بالاحزاب التشرينية الجديدة . .
المشاركة والمقاطعة
لكن هؤلاء امام حيرة اذاً.. فالتيارات الاساسية في المشهد العراقي رتبت شؤونها تماما ، وجهزت اتباعها للتصويت كالمعتاد ولم يعد يعنيها ارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات او انخفاظها ، بل ان بعض الاحزاب السياسية تشجع على المقاطعة لان المقاطعين سيكونون حتما من الاطراف الرافضة لوجودها وغيابهم التام يتيح صعودا مريحا الى دفة الحكم والنفوذ ، هنا المفارقة اذا تدخل احزاب تشرين معتمدة على الاصوات الرافضة ، الاصوات الرافضة ربما تختار المقاطعة ، المقاطعة تنفع الاحزاب الحاكمة ، مما يجعل مستقبل الانتخابات حتى الان غامضا ومصير التشرينيين الذين قرروا المشاركة السياسية قلقا في ظل هذه المعادلة .

(Visited 12 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *