أنا و ليلى…..

د . كاظم المقدادي 

على هامش مهرجان كلاويش بالسليمانية .. جرى بيني وبين السيدة العراقية ليلى الشيخلي .. ايقونة قناة الجزيرة القطرية.حديث طويل ، بهموم ذي شؤون وشجون ..! …

ليلى الشيخلى ، تثير الانتباه بوجودها ، لا بل أنها تشعرك بوجودها ،بثقافتها وأحاديثها .. و برشاقتها وأناقتها .. وشعرها الأشقرالطويل ..!!

ليلى الشيخلي … ليست كما نراها وسط الشاشة الملونة وهي تنير نشرة الاخبار ، او برامج من خارج الديار ، لانها قد تكون مقيدة بشروط العمل وآلياته البيانية ، وصرامة الاستوديو وقدسيته المهنية ، مع هذا فهي انتفضت ولم تتمالك نفسها .. يوم احتل المغول الجدد بلادها .

ليلى خارج الاستوديو .. هي امرأة اخرى عراقية بأمتياز .. امرأة يطيب لك الحديث معها ، بما لها من كاريزما محاطة بهالة المعرفة و الثقافة المتنوعة .

إعلامية متميزة ، قد تجلس صاغية تستمع اكثر مما تتكلم ، لكنها تظل مشاركة في كل موضوع يثار معها .. عن هموم الإعلام وهموم السياسة و العالم العربي ..من غزة ، إلى لبنان .. ثم اليمن والسودان ..!!

طيبة المعشر ، اجتماعية ،لبقة عفوية واقعية ، تتحدث مع الجميع بمحبة ، لا تنتمي إلى نساء جيلها ولو بمودة ، لا تميل إلى عمليات التجميل ، تراهن على عقلها ، وليس على قسمات وجهها وطبيعة جمالها ،اشاد بها كل من جلس معها من ضيوف المهرجان .

في جلستي معها .. و التي امتدت إلى ساعة ونيف ، كنا تتحدث عن اشكاليات الاعلام والخطاب السياسي الاعلامي ، وصعوبة البحث عن خطاب اعلامي موحد برسالاته وتجلياته ، مع وجود حرية للتعبير كسلطة رابعة ، وكيفية الافادة من وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت في حركات التغيير .. وعن الذكاء الاصطناعي الذي وضعنا امام واقع جديد ، لكنه مرير ..!

وعن تراجع توزيع الصحف الورقية ومازلت تتراجع وهي في حالة نفير ..!!

لكن النقطة المثيرة في الحديث ، كانت عن دور المرأة الإعلامية ومساهماتها في صنع أولويات هذا الخطاب .

يظن البعض ان ليلى الشيخلي هي مجرد مذيعة اخبار ، او مقدمة برامج كمثل اللاتي نشاهدهن يوميا على الشاشات العربية وحتى الاجنبية .

الحديث الذي استمر طويلا مع ليلى ، كشف لي كم هذه الاعلامية العراقية مثقفة وعذبة واجتماعية ، وعراقية أصيلة ، وكانها لم تغادر العراق قط .

ليلى … كانت تحدثني عن اهم صديقة لها، و هي السيدة فريال الكليدار وقصتها مع رحلة الأزياء العراقية ، وكم ان هذه العراقية رائعة وأصيلة .. وكيف استرجعت قسما من تصاميمها التي ذهبت مع ريح الاحتلال ومن جاء بالاحتلال .

ولم يخطر ببالي ان ليلى الشيخلي .. تتابع وتراقب كل ما يجري في العراق ،ليس بعين مذيعة ، انما بعين الجمال والانتماء للوطن.. تاريخاً وحضارة وأصالة .

كما انها صارت تحدثني بشغف عن احياء بغداد ، بين الرصافة والجسر وعن باب الشيخ والباب الشرقي وباب المعظم ، وشارع السعدون والرشيد .

ليلى الشيخلي من اب عراقي وأم دانماركية ، لكنها كانت ومازالت عراقية الهوى ، بغدادية الشذى ./ انتهى

 


مشاركة المقال :