د.احمد الميالي
شهدت الفترة الاخيرة اسهامات ملحوظة لمجلس النواب في دورته الحالية في تدبير الشأن الدبلوماسي والاسهام الايجابي فيه، واتخذت الدبلوماسية للبرلمان العراقي ثلاث اشكال :
١- دبلوماسية برلمانية ثنائية تجسدت في الزيارات والبعثات الثنائية المتبادلة مع مختلف برلمانات العالم.
٢- دبلوماسية برلمانية جماعية، مارسها البرلمان على صعيد المنظمات والاتحادات البرلمانيك الدولية والعربية التي شكلت اهم قنوات تفعيل الدبلوماسية البرلمانية في العراق، واسهم بشكل فاعل في طرح العديد من القضايا والمسائل الشائكة وحل الازمات والتوصل الى مسارات تفاهم وتفاوض حولها.
٣- دبلوماسية برلمانية شخصية، جسدها رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي على مستوى زيارات عربية ودولية، او استقبال شخصيات سياسية على مستوى رؤساء ووزراء وفاعلين وصناع قرار ،وممثلي البعثات الدبلوماسية في العراق.
مثلت هذه المسارات والاشكال الثلاثة ربط التعاون بين البرلمان العراقي وبرلمانات العالم لاول مرة في تاريخ العراق المعاصر، واسهمت في حل العديد من القضايا العالقة والاسهام في حل النزاعات وشكلت لجان مشتركة للوساطة وتقريب وجهات النظر ، وهذا ماحصل على سبيل المثال بيت العراق الكويت فيما يتعلق بملف الديون والحدود والقضايا الاقتصادية المتبادلة.
في العراق كانت الدبلوماسية والسياسة الخارجية ترتبط بمفهوم المجال المحفوظ لرئيس الدولة او الحكومة وهيمنة السلطة التنفيذية على ادارة هذا المجال، الا ان خلال السنوات الاخيرة شهد العراق وجود رقابة برلمانية على الساسة الخارجية وتحتاج الى توسيع اكثر لهذا الدور الرقابي، المهم ان خصوصيات السرية والتكتم والتحفظ للسياسة الخارجية لم تعد من العوامل التي تحد من اسهام البرلمان العراقي في القضايا الدبلوماسية ولم تحرمه من احتلال موقع مؤثر في ادارة بعض القضايا الدولية الحساسة والمهمة للعراق، بدأت تتجاوز اعتبار السلطة التشريعية مجرد اداة تواصل وتعارف ومنتديات لتبادل الاراء ووجهات النظر او اصدار توصيات غير ملزمة الى الحكومة، بل اصبح له الى حد ما دورا يسمح له بتبني مواقف وتقريرية في ملف السياسة الخارجية وتنفيذ الدبلوماسية، وهذا الدور والتقدم قابل للتطور في المراحل القادمة ان عمل البرلمان القادم على ذات النهج الوتيرة التي اتبعها البرلمان الحالي ورئيسه في تفعيل الدبلوماسية البرلمانية في العراق.
الدبلوماسية البرلمانية في العراق
(Visited 57 times, 1 visits today)