رقيق عبد الله
ان الإيمان بالفكرة يخلق تأثيرا على ذواتنا و نظرتنا لـلحياة و الاخر .فالقيم و المشاعرالتي نتمسك بها بشكل كبير تؤسس للمنظومة الفكريّة للكل الاجتماعي عقيدة و بناءذهنيا.
فالسرديّة الفكرية لدى اي مجتمع تُبنى و ترسخ عبر الدور المحوري للايديولوجيا و التيهي عقيدة الفكرة و تجسيد الموقف. فالإمام أبو حامد الغزالي حين طرح ان “العقيدةحجاب،” و انه ليس حجابا عن إدراك الواقع والحقيقة و إنما تحجبه عن النفس والشيطان الذي يُفسدُها.
إنّ الايمان بالفكرة و تحولها الى عقيدة يعتبرها ماركس إيديولوجيا نتاج الشرطالتاريخي ومستوى الحياة، وهنا نختلف فالايمان بالفكرة و تحولها الى عقيدة و بناءموقف لا يخضع للشرط التاريخي ضرورة في نظرى و لا الى مستوى الحياة، إنمايخضع لمدركات الوعي و كاشفات الذات و امكانياتها لا موضوعاتها كما قال هايدغر.
ان الايديولوجيا فاعلة في السياسة كما الحياة و عبر كل تاريخ الامم، فهي ليست كمايعتقد الكثيرون على أنها تعزل الجماهير عن الواقع بل على العكس تماما فهي تبسطلهم الواقع وتفهمهم اياه.
فالناطق بالفكرة عقيدة ودعوة هو من يرسم تسامي الايديولوجيا او سقوطها.
ان الولاء للقيمٍ الاجتماعيّةٍ المشتركة و التعامل مع المحيط الطبيعي و الجغرافي والتاريخي يعتبر ايديولوجيا، ولكن لا من حيث وصفُها للواقعَ بل من حيث إنّها تعكستصوّراتِها هي عن هذا الواقع.
ان اشكالية الباحث العربي او المشتغل في الحقل الثقافي لا يدرك أن المجال العام تمارسفيه الايديولوجيا باحتدام منه في المجال الخاص و هذه ليست اشكالية بل يمكنها انتتحول إلى فاعلية فمثلا
جماهير الزوايا الصوفية واجهت حركات الإسلام السياسي و باتت رقما صعبا فيالمعادلات الانتخابية والتحالفات السياسية، وارتبطت بمؤسسات الحكم و انتجت سياسةعبر مشروع و قيم يعلو فيه الانسان و الوطن.
كاتب جزائري