اجرى الحوار / علي العامر
في لقاء خاص مع «المستقل»، الكابتن إبراهيم سالم يفتح قلبه ويشخّص أزمة الحراسة ويُقيّم واقع الاتحاد والمنتخب الوطني
حين يتحدث إبراهيم سالم، يصمت الضجيج ويُصغِي الميدان. فهو ليس مجرد اسم في سجل الحراس، بل علامة فارقة في تاريخ الكرة العراقية، حارس دولي سابق ومدرب متمرس، جمع بين البراعة الفنية والنزاهة الأخلاقية، وترك بصمته في كل محطة مرّ بها.
وفي حديثه لـ«المستقل»، فتح سالم أبواب الحقيقة دون تردد، وتحدث بصراحة نادرة عن أزمة الحراسة، واقع الاتحاد، وحظوظ المنتخب الوطني، واضعًا النقاط على الحروف بلغة من يعرف، ويجرؤ، ويحرص على مستقبل اللعبة.
سالم، الذي يشرف حاليًا على تدريب حراس مرمى النجف، تحدث لـ«المستقل» عن أبرز الملفات الساخنة في الكرة العراقية
هل تمر حراسة المرمى في العراق بأزمة؟
“نعم، هناك أزمة حقيقية ستظهر قريبًا. غياب دوري الأعمار السنية، وضعف الاهتمام، والمجاملات في اختيار مدربي الحراس، كلها عوامل وضعت هذا المركز في خطر.”
هل هناك حراس شباب قادرون على حماية عرين المنتخب؟
“بالتأكيد. هناك أسماء واعدة مثل علي كاظم (زاخو)، محمد صالح (القوة الجوية)، رضا عبدالعزيز، وكميل سعدي. هؤلاء يمتلكون الإمكانيات، لكنهم بحاجة إلى دعم وتطوير.”
كيف ترى حظوظ المنتخب الوطني أمام الإمارات؟
“الحظوظ قائمة، لكن الطريق صعب. الإمارات منتخب جيد، وقد فرّطنا في أسهل تصفيات لكأس العالم، وهذا ما يجعل المهمة أكثر تعقيدًا.”
تقييمك لأداء الاتحاد العراقي الحالي؟
“نحتاج إلى الهدوء الآن، لكن بعد التصفيات، أتمنى من الجميع المغادرة وفسح المجال لوجوه جديدة. الاتحاد الحالي يعاني من ضعف الانسجام، ورغم وجود ستة أعضاء من خلفية كروية، إلا أنهم لم ينجحوا كمنظومة متكاملة.”
رأيك في انتقادات بعض المحللين للاعبينا المحترفين؟
“النقد البنّاء مقبول، لكن النقد الهدّام مرفوض. هناك من يسعى للتسقيط، لا لتطوير الأداء. من يرتدي قميص المنتخب يجب أن يكون بمستوى المسؤولية، سواء كان محترفًا أم محليًا. شاهدنا مهند علي، منتظر ماجد، زيدان إقبال، كيفن يعقوب، ماركو فرج، يوسف الأمين، وميرخاس دوسكي، جميعهم قدموا مستويات جيدة. بالمقابل، هناك من لم يُقنع مثل أسامة رشيد وأمير العماري، ونقدنا لهم فني وليس شخصي. أما من ينتقد المحترفين بشكل عام، فغاياتهم معروفة، وبعضهم يتمنى خسارة المنتخب فقط كي لا يُحسب الفوز للكابتن عدنان درجال. هذه عقليات يجب أن تُراجع نفسها.”
كلمة أخيرة؟
“أنا مؤمن بأن كرة القدم مسؤولية جماعية، وإذا لم يتأهل المنتخب، فعلى الجميع تحمّل المسؤولية، وترك المجال لمن يملك مشروعًا حقيقيًا للتأهل إلى كأس العالم 2030. من فشل يجب أن يغادر منظومة كرة القدم العراقية. وتمنيت من قلبي أن يتأهل المنتخب، لأن العراق يستحق الفرح.”
حديث إبراهيم سالم لم يكن رأيًا عابرًا، بل شهادة من رجل خبر المرمى لاعبًا ومدربًا، وارتدى قميص الوطن في أصعب المراحل. كلماته خرجت من قلب يؤمن بالإصلاح، وستبقى تتردد في الوسط الرياضي كنداء صادق للتغيير.
