حاوره : علي العامر
في حوارٍ اتسم بالصراحة والوضوح، استضافت صحيفة المستقل – لندن عضو المكتب الإعلامي في الاتحاد العراقي لكرة القدم، الكابتن رياض هادي، الذي يُعد من الأصوات الإعلامية الهادئة والمهنية داخل المؤسسة الكروية، والمعروف بقدرته على التوازن بين النقد المسؤول والدفاع عن منجزات الاتحاد.
فتح رياض هادي ملفات حساسة تتعلق بأداء البرامج الرياضية، واقع المنتخب الوطني، مستقبل المدرب أرنولد، وموقف الاتحاد من الانتقادات المتصاعدة.
لقاءٌ حمل نبرةً نقدية مسؤولة، وطرحًا مهنيًا يعكس حرصًا على إنقاذ ما يمكن إنقاذه في واحدة من أكثر المراحل تعقيدًا في تاريخ الكرة العراقية.
البرامج الرياضية… هل تخدم الكرة العراقية؟
هناك منابر إعلامية رصينة تقدم مادة جيدة وتنتقد نقدًا موضوعيًا يخدمنا كمؤسسة، لكن في الفترة الأخيرة شهدنا إسفافًا بالطرح واستقطابًا لضيوف غير مناسبين، مما شوّه ذائقة المشاهد وأبعد العائلة العراقية عن متابعة البرامج الرياضية. للأسف، بدأنا كمؤسسة لا نستمع لما يُطرح رغم أننا كنا نأمل أن تكون هذه المنابر مرآة لعملنا.
تهديد سامر سعيد للصحفي ضياء حسين… موقفك؟
أسفي على الطرفين. سامر نجم دولي وكان عليه أن يكون أكثر حكمة، وضياء زميل إعلامي قدير. ما حدث مؤلم ولا يعبّر عن ثقافة الاختلاف. أدعو لتشكيل لجنة خاصة لرصد جودة البرامج الرياضية، وأنا مستعد للعمل فيها مجانًا.
هل فقد الاتحاد ثقة الجماهير؟ وماذا عن أرنولد؟
أرنولد باقٍ، وسيُعقد اجتماع قريب لوضع برنامج لمباراتي الإمارات. نعم، الجمهور فقد الثقة بعد مباراة فلسطين، ثم استعادها جزئيًا أمام كوريا والأردن، لكن مباراة إندونيسيا أعادت الشكوك. الاتحاد وفّر كل شيء، لكن الأداء خذلنا. التأهل بلا طعم إن لم نبدأ بغرفة عمليات حقيقية.
معسكر جدة… هل كان مثاليًا؟
نعم، من أفضل المعسكرات منذ عقود. تغيّرت السياسة الإعلامية والإدارية، وتم توفير كل ما طلبه المنتخب، حتى الطائرة الخاصة. لكن الأداء لم يكن بمستوى التحضير، وبعض اللاعبين لم يقدموا ما يُنتظر منهم رغم تألقهم في أنديتهم.
الهجوم على المحترفين… هل هو مبرر؟
مرفوض تمامًا. كل لاعب يحمل شعار الوطن هو محترف، ولا فرق بين المحلي والمغترب. هناك من يحاول دق إسفين بين الطرفين، لكن اللاعبين منسجمون. من يقلل من قيمة أي لاعب فهو قليل القيمة.
نعتمد على المحترفين كأوراق رابحة، فهم هبة من السماء.
لجنة تقصي الحقائق… متى تُعلن نتائجها؟
لا نعلم الموعد بدقة، لكن المتوقع خلال عشرة أيام. التوصيات ستُبنى على ما قُدم من وثائق، والهدف هو رسم خارطة طريق لانتخابات نزيهة. وهي مسألة وقت ليس إلا وتصدر التوصيات لانتخاب مكتب تنفيذي جديد لقيادة الكرة العراقية لأربع سنوات قادمة، لأن وضع كرتنا غير مطمئن لما لحق به من خذلان خلال الفترة السابقة من قلة المواهب وندرتها.
منتظر ماجد… لماذا يُستهدف؟
منتظر لاعب محترم ومجتهد. من يقلل من أي لاعب عراقي فهو غير محترم. علينا دعمهم وتحفيزهم، لا التنكيل بهم.
تقييمك لعملك في الاتحاد؟ وهل الإعلام تلوث؟
استمراري مرهون بحاجة المؤسسة. عملت في ظروف صعبة، وسط خلافات وتقاطعات، ونجاحي يُقيّمه الجمهور والزملاء. الإعلام تلوث بسبب غياب المعايير، وتحول بعض المنابر إلى ساحات لتصفية الحسابات. كنا نأمل أن يكون الإعلام شريكًا لا خصمًا.
ختاماً
لقاء الكابتن رياض هادي مع صحيفة المستقل لم يكن مجرد إجابات، بل كشفٌ صريحٌ لواقع الإعلام الرياضي، وهموم المنتخب، وتحديات الاتحاد.
كلماتٌ تنبض بالحرص، وتدعو إلى إصلاح عاجل قبل أن تضيق مساحة الأمل.
نُقدّر للكابتن رياض صدقه ووضوحه، ونأمل أن تجد دعوته لتشكيل غرفة عمليات صدىً لدى أصحاب القرار.
