خروج القوات الأمريكية بين الاغتيالات وضرب القواعد

خروج القوات الأمريكية بين الاغتيالات وضرب القواعد

كتب المحرر السياسي للمستقل :

سجال عسكري بين امريكا  “وفصائل المقاومة ” وهجمات متبادلة بين الطرفين .

تقول امريكا: بانها تحمي جنودها  من الهجمات فهي تدافع عن نفسها ، فتقوم بعملية الاغتيالات وضرب مواقع عسكرية ومقار حكومية في سوريا و العراق  ، ولم تتسائل الولايات المتحدة عن شرعية وجودها في هذين البلدين !!

فهل القواعد العسكرية الأمريكية بموجب اتفاق بين حكومتي العراق وسوريا وواشنطن على غرار ما هو موجود في تركيا  وقطر والبحرين وبقية البلدان ، أم انها متواجدة رغماً عن الحكومتين ؟

كما يرى مراقبون ان ما تقوم به امريكا هو اعتداء وخرق للسيادة ، وهناك رأي آخر يقول : ان امريكا قوة عظمى ولها مصالح في المنطقة  فمن حقها ان تحمي مصالحها بكل وسيلة .

ربما يكون هذا الرأي مقبولاً إلى حدٍ ما ، ولكن المسيرات والاغتيالات ليست الوسيلة الصحيحة لحماية مصالح امريكا في المنطقة.

فالقوى المناهضة للوجود الأمريكي لن توقف  هجماتها ضد القوات الامريكية، وبالتالي هذه القوى تعتبر الولايات المتحدة دولة محتلة ومن حقها ان تقاوم .

والتبرير الذي تسوقه المقاومة هو ان ” التواجد الأمريكي غير قانوني وغير مرغوب به في المنطقة”

وان تواجدها حمايةً لإسرائيل.

فهي تدعم إسرائيل وتشجعها على القتل والإجرام بغزة ، وبما ان المقاومة  لا تعترف بالحدود، وتعتمد مبدأ “وحدة الساحات “، فهي جزء من المقاومة في غزة ولبنان واليمن وسوريا .

هذا المنطق ترفضه امريكا ، إذا تؤكد على عدم توسعة رقعة الحرب، لكنها في الوقت ذاته تقوم بتزويد إسرائيل بالمال والسلاح ،  وتستخدم حق النقض ” الفيتو” لاي قرار يدين جرائم إسرائيل .

فصائل المقاومة في العراق  تعتبر هذا موقفاً معادياً ، و تطالب برحيل القوات الأمريكية . الحكومة العراقية  تشكل لجنة لبحث خروج القوات وبنفس الوقت يصرح السيد لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي بان لا نية لواشنطن  بالخروج من العراق ، ومن جانب آخر  تصرح الخارجية الأمريكية. بان لا مانع لديها من التفاوض للخروج .

هذا الموقف المتناقض يمنح مبررا ً لفصائل المقاومة  باستخدام القوة ، كورقة ضغط ربما لتقوية جانب المفاوض العراقي ، أو لاجبار امريكا على التنازل  عن سقف مطالبها .

  وبالرجوع إلى الموقف العقلاني من المشكلة لابد ان نطرح سؤالًا مهماً : هل استخدام المسرات والقوة ستجبر المقاومة  التخلي عن الهجمات ؟

وهل استخدام طائرات B1 ستحل المشكلة ؟ ، وهل الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق  سيجعل امريكا تتخلى عن تواجدها بسهولة؟

اعتقد ان الطرفين يعلمان علم اليقين ان لا هذا ولا ذلك هو الحل ، لابد من ايجاد قاعدة مشتركة للحوار.

وقبل الدخول في التفاوض لابدان تتوفر عدة نقاط منها :

اولاً : على العراق ان يوحِّد جبهته الداخلية وان يكون الخطاب والموقف الرسمي العراق يخرج من بغداد  ومن الحكومة المتمثلة بالسيد السوداني بالتحديد وليس لاي شخص الحق بمطالبة امريكا. بالرحيل او البقاء.

ثانياً :  على الحكومة العراق ان تكون جادة في ضبط إيقاع المقاومة ، ويجب ان تضغط اكثر في طريق إيقاف العمليات ، لتثبت بانها هي صاحبة القرار.

ثالثاً : يجب ان نتفاهم مع الشركاء الكرد والسنة، الذين لديهم مخاوف من انسحاب القوات الأمريكية ،   وتطمينهم بان خروج القوات مصلحة مشتركة، وان  لا خوف من الفصائل .

رابعاً : على الفصائل ان تعلن بانها تتخلى عن استخدام القوة وتسليم سلاحها للدولة في حال خروج القوات الأمريكية من العراق ، وأنها لا تهدد اي طرف من الأطراف .

خامساً : التواصل مع  السيد مقتدى الصدر كقوة داعمة ومهمة وكشريك فاعل في هذا الجانب وان يستخدم نفوذه في إقناع الآخرين .

  واذا ما تحققت هذه الشروط سيكون هناك أوراق قوة بيد المفاوض العراقي ، و بدورها  امريكا سترى  جدية الموقف العراقي ووحدته.

لذا يجب التفكير بمخرج عقلاني ومنطقي لحل هذه المشكلة ، وان لا يبقى البلد بين القصف الأمريكي وبين هجمات فصائل المقاومة .

(Visited 31 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *