نصير جبرين
نعرف جيداً أن الوجوه لا تبشر بخير لاتملك لا مؤهل علمي ولا وطني ولا علاقه بالشعب سوى نظرة ضيقه مفادها أن كل مافي العراق لهم لا لغيرهم وما على الاخريين إلا أن يتقبلوا الفتات شاكرين لا ناقمين مستسلمين لا ساخطين وليعلموا لسنا مع الواقفين على التل لغرض التفرج على ما يدور في بلدنا ، ولسنا مع أحد ممن يغرينا بنوع الخطاب الذي يرغب في الكتابة عنه، ولسنا ضد تيار يريد البعض الإساءة اليه،باختصار مفيد نحن مع وطن ومع شعب يشكلان بوصلة الهدف الذي نتمنى لهما الخير .
دعونا أيها السادة من التوقف عن اطلاق البالونات الملونة ، ومن هدير الشعارات، ومن سحر الوعود،فالسياسة لا تسير على خط الاماني ، والنجاحات لا تتحقق بالأحلام في وطن عانى من المحن والويلات،ومن شعب عاش كل صنوف ألوان الخيبة والمرارة والاحباط ، وأمام هذا الوضع المترهل لابد من الوضوحفيما نكتب، فقد اثبتت التجارب وبما لا يقبل الشك ان الشعارات الحريرية الناعمة لا تشبع جائعا ، ولاتكسو عريانا، ولا تمنح العافية لمريض ، واذا ما بقي نهج التبرير قائماً ، والخطاب الاسمنتي الذي لا يعرفالمرونة ولا احترام الرأي الآخر، فلا بد من خروج المولود الجديد منغولياً او مشوهاً في وقت نتطلع فيهالى ولادة تزدانها العافية، والى فتح صفحة جديدة قائمة على تشخيص الخلل بعقل منفتح وبروح لاتعرف التعصب او التزمت .
لم يكن العراق أبا لأحد دون غيره، ولا ثرواته ملكاً لجهة أو قوم، إنما هو وطن الجميع، وثرواته ملكللجميع، ومن هذا المنظور نحن امام حكومة تقف امام امتحان عسير مليء بالصعوبات والتحديات، فهياما ان تكون لها القدرة على تحقيق متطلبات المرحلة ومعالجة الازمات ، وهذا ما يتطلع الجميع إليه،واما ان تكون عاجزة وتنتهج الطريق نفسه الذي سارت عليه الحكومات السابقة عندها سنواجه المزيدمن الاختناقات .
الشارع العراقي يراقب اداء الحكومة الجديدة، ويتمنى منها حل الازمات الاقتصادية والسياسيةوالاجتماعية التي يعاني منها العراق، ويتمنى وضع الحلول الموضوعية الناجحة لخلق وطن معافىوشعب عانى كثيراً من الفقر والعوز.
لا يأخذنا التفاؤل أكثر، ولسنا من هواة التشاؤم ، فالمستقبل القريب سوف يكشف الكثير، وأملنا دخولالوعود العسلية ، والشعارات المخملية، والعبارات الوردية في ميدان التطبيق، وان يتمتع الجميع بخيراتالعراق ، وأن يسود الامن والامان ربوع عراقنا الحبيب .
لا نملك غير اقلامنا والدعاء، وما دمنا قد فرغنا من مهمة القلم، علينا بالدعاء الصادق الصريح: اللهمهذا العراق وشعبه بين يديك، يتضرع الى جلالتك بأن تمنحه لطفك وعطفك ورحمتك.