المطلوب رأس طهران

كتب المحرر السياسي المستقل:

ما قاله الرئيس الايراني مسعود بزشكيان ان ” واشنطن وتل ابيب تسعيان إلى اسقاط النظام “  أصبح معروفاً للقاصي والداني ، واصبح الجميع يعرفون ان المطلوب ليس البرنامج النووي ولا برنامج الصواريخ الباليستية ، بل رأس النظام .

فلا أحد يعوِّل على مسرحية الحوار النووي  سواء مع الولايات المتحدة او مع  دول الترويكا الاوربية ” بريطانيا المانيا ، فرنسا ” فكل الحوارات هي فصول من مخطط كبير ، ومبررات لاقتناص الفرصة لإيقاع إيران بالفخ .

لقد أعلنت الترويكا الاوربية بانهم سترجع إلى القرار 2231, لتفعيل آلية الزناد  او ما  أطلقوا عليه « سناب باك»  وهي العودة إلى فرض العقوبات القاسية على ايران .

لم تكن عملية اخطار مجلس الامن من قبل الاوربيين. إرادة اوربية ، أو قناعة اوربية بفرض عقوبات على طهران ، بل هي أوامر أمريكية ، كان على الاوربيين الانصياع لها.

فالشركات. التي ألغت تعاملها وتعاقداتها مع إيران عقب الاتفاق النووي في عام 2015 , كلها شركات اوربية, فالمتضرر من انسحاب امريكا من الاتفاق هي اوربا وشركاتها .

اذاً لما تماهى الموقف الأوربي مع  موقف واشنطن ؟؟

الجواب هو ان ما حدث كان صفقة بين اوربا وامريكا.

لم تكن الصفقة بين  دول الترويكا و واشنطن مجانيّة ، بل كانت مدفوعة الثمن .  ماهو الثمن ؟

لا يخفى على المتابع ان اوربا انزعجت كثيراً من لقاء بوتين – ترامب ، وقالها المسؤولون الاوربيون علانية ، بان ما قام به الرئيس الأمريكي خطوة خاطئة، ويجب تصحيحها ، وعلى طريقة ترامب في تمرير الصفقات ، قامت واشنطن بمقايضة اوربا بإدانة ايران والضغط عليها مقابل التخلي عن  تسوية الحرب الاوكرانية الروسية .

لذا ما تمخض عن لقاء ترامب بوتين لم يطبق او يتابع بأضعف الايمان ، وربما يمكن القول بانه فاشل .

فهمت موسكو هذه اللعبة وحولت مسارها  نحو حلفائها القدامى ، وتفاهمت مع الصين في تقديم مشروع  مقابل الخطوة الاوربية في اخطار مجلس الامن عن اخلال ايران ببنود الاتفاق النووي الذي عقد في 2015 وكذلك عدم  التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ،

  المشروع الروسي الصيني  يقضي بتمديد مدة  الاتفاق ستة اشهر  بلا شروط قاسية .

وهذا لن توافق عليه واشنطن  ومن خلفها الدول الثلاث صاحبة مشروب العودة للعقوبات .

فالعقوبات بالاساس هي ذريعة للوصول إلى الغاية. وهي  المواجهة مع ايران ، من بعد  اضعافها ومن ثم اسقاط النظام .

وكانت روسيا والصين قد انتقدتا قرار دول الترويكا الاوربية ، فقد اعتبرت الخارجية الروسية، في بيانها ، أنالخطوة الاوربية “تشكل عاملاً خطيراً لزعزعة الاستقرار، وتقوّض الجهود المبذولة على مختلفالمستويات لإيجاد حلول تفاوضية“.

وأضافت الوزارة: “ندين بشدة هذه الإجراءات من جانب الدول الأوروبية، وندعو المجتمع الدولي إلىرفضها“.

فيما أكدت الصين أنَّ تفعيل دول الترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا)، آلية إعادة فرضالعقوبات الدولية على إيران، على خلفية أنشطتها النووية، خطوةغير بنّاءة“.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جو جياكون إنَّ تفعيل هذه الآلية ليس بنّاءً، وسيضرّ بعمليةالتسوية السياسية والدبلوماسية للملف النووي الإيراني.

وأوضحت الخارجية الصينية أنَّ الملف النووي الإيراني يمرّ بمرحلة حرجة ويجب استئناف الحواروالمفاوضات.

الإيرانيون من جهتهم  اعتبروا ان قرار الترويكا   ليس له اي سند قانوني ، وفي الوقت نفسه يعلمون ان  ما وراء هذه الخطوة  هو ابعد من الاتفاق النووي .

وسواء رضخت ايران ووافقت على شروط واشنطن  او لم توافق ، لن يتخلى الأمريكان والاسرائيليون عن هدفهم الرئيسي وهو اسقاط النظام الايراني .  وهذا ما قالها وزير الخارجية الأمريكي روبيو, وكذلك ما تحدث به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  علنا عن احتمال تغيير النظام في إيران، على الرغم من التأكيداتالسابقة من كبار المسؤولين في إدارته بأن الإطاحة بالجمهورية الإسلامية ليست هدفا أمريكيا.

بات من الواضح للجميع ان المعركة القادمة بين امريكا  وايران هي معركة وجود . وان البرنامج النووي هو حجة وتبرير للوصول إلى الهدف الذي تسعى له إسرائيل منذ زمن بعيد ، ويعتقدون بان الوقت قد حان لتنفيذ الوعد الإلهي “الوهم الإسرائيلي ” في اسرائيل الكبرى ، المذكور في سفر التكوين  18 – 15 الذي يقول : ( فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقًا قَائِلًا: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِالْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ.”

ويبدو ان طريق اسرائيل الكبرى يمر بطهران  


مشاركة المقال :