الموسوي لـ “المستقل”: فرحة البصرة بداية الطريق… والملحق العالمي يحتاج واقعية وشجاعة

علي العامر

من لندن، يطل الإعلامي الرياضي والكابتن ثائر الموسوي، المعروف بمواقفه الصريحة وتحليلاته العميقة، ليضع النقاط على الحروف بشأن الفوز الأخير للمنتخب الوطني على الإمارات. عبر المستقل، يتحدث الموسوي عن البصرة التي أعادت كتابة التاريخ، وعن التحديات المقبلة في الملحق العالمي، برؤية نقدية وواقعية تليق بمسؤولية المرحلة.

كيف تقرأ الفوز المهم للمنتخب العراقي على شقيقه الإماراتي بهدفين لهدف في البصرة؟
الفوز لم يكن تاريخيًا بالمعنى الدقيق، فالعراق يملك الأفضلية تاريخيًا على الإمارات منذ أول مواجهة عام 1973. لكن رغم الظروف الصعبة التي مر بها بلدنا، بقيت الغلبة واضحة لكرتنا، إذ فاز العراق في 12 مواجهة مقابل 9 للإمارات، وتعادل الطرفان في 11 مباراة.

كيف تقيم مستوى المنتخب الوطني في هذا اللقاء من حيث الأداء الفني والروح القتالية؟
الأداء لم يكن مقنعًا، خصوصًا في الشوط الأول الذي سيطر فيه الإمارات. لكن المهم في مثل هذه المباريات هو الفوز. دخول مهند علي كان نقطة تحول حاسمة، حيث ضغط بقوة وأسهم في هدف التعديل، قبل أن يحسم أمير العماري اللقاء بركلة جزاء في اللحظات الأخيرة. وأضاف الموسوي أن كرة خطيرة ارتدت من العارضة كانت لتغيّر مجرى المباراة بالكامل، لولا الحظ الذي ابتسم للعراق. وختم بالقول: “الفوز منحنا بطاقة الملحق العالمي، وأتمنى أن تبتسم لنا المكسيك مرة أخرى كما فعلت عام 1986.”

ما رأيك في نوعية اللاعبين المطلوبة ونحن مقبلون على الملحق العالمي؟ ومن برأيك يجب أن يغادر المنتخب مع توجيه الشكر لما قدمه سابقًا؟
لا أرى أن هناك توليفة جديدة غير التي يعتمدها المدرب غراهام أرنولد، فهو محترف ويعرف كيف يختار الأفضل. ربما تظهر أسماء جديدة خلال الأشهر المقبلة، لكن القرار النهائي بيد المدرب.

هل المنتخب العراقي يمتلك شخصية البطل القادر على مواجهة منتخبات عالمية في الملحق؟
بصراحة، منتخبنا غير قادر حاليًا على مواجهة منتخبات قوية. فقد أضعنا نقاطًا سهلة أمام الكويت وفلسطين، ولو استثمرناها لتأهلنا مباشرة. هذه الملاحظات تؤكد أننا بحاجة إلى سد فجوة كبيرة قبل مواجهة الكبار في الملحق.

ما هو العامل الحاسم الذي صنع الفارق في هذه المباراة: الجمهور، التكتيك، أم الروح القتالية؟
الجمهور كان عامل ضغط كبير، وربما انعكس سلبًا على الأداء مقارنة بمباراة الذهاب في أبوظبي. لكن أخطاء اللاعب الإماراتي يحيى نادر والتبديلات التي أجراها أرنولد ساهمت في قلب النتيجة. في النهاية، التأهل هو الأهم.

كيف يمكن للإعلام الرياضي أن يتحول من ناقل للحدث إلى قوة داعمة وصانعة للروح الوطنية في هذه المرحلة المفصلية؟
الإعلام العراقي بحاجة إلى ضبط إيقاعه والابتعاد عن الصراعات الشخصية التي أضرت بالمنتخب. نسبة كبيرة من البرامج تفتعل المشاكل بحثًا عن المشاهدات، وهذا انعكس سلبًا على صورة الإعلام محليًا وعربيًا. لكن لدينا قامات إعلامية كبيرة قادرة على تصحيح المسار ودعم المنتخب في مهمته الصعبة المقبلة. الإعلام يجب أن يكون قوة وطنية جامعة، لا ساحة خلافات ضيقة.

وفي الختام
بهذا الوضوح والصراحة، يضع الكابتن ثائر الموسوي أمامنا صورة دقيقة للواقع الكروي العراقي. فرحة البصرة بداية، لكن شخصية البطل هي التحدي الأكبر في طريق المونديال.


مشاركة المقال :