المحايدون..هم اكثر الناس خيانة .

..

                        (نصير جبرين)

حيث ينتظرون لمن تميل الكفة فيميلون معها ….الاغلبية المحايدة لاتقل ظلماً للبلد المنكوب …..اماتكن مع الوطن او ضده ….. أيها الأخوة هذا عصر التجاذبات والاتهامات والتخوين، وهذا زمن اللعب علىالحبال، ولكي نعترف في محكمة الضمير وأمام قاضي الحكمة أعلن عن عمالتي وتجنيد كل ما أملكلصالح وطن هو غرة الأوطان وسيد البلدان، وهي تهمة خطيرة تستحق الاعدام عند الذين أعمى اللهبصرهم وبصيرتهم، وأعترف أن الانتماء لهذا الوطن قد منحني الكثير من ألوان الفقر والجوع والقهروالخوف.

أعترف أيها الاخوة ، وأنا بكامل قواي العقلية التي ترعرعت في حاضنة كبيرة مغمورة بنور الله، بأنّ الحياةعشق ومحبة وسعي ومثابرة، وهي تضعك أمام خيارين لا يعرفان التوفيقية ولا التقارب: إما أن تقرع علىأبواب حياتك حتى تتقشر أصابعك، وتبصم بدمكّ عليها لتطمئن انك إنسان تستطيع المقاومة والثباتبعيدا عن النتائج التي يفرزها دمكَ، وإما أن تضع الحبل على رقبتكَ لتقاد إلى الحظيرة.

نعم الوقوف على التل نوع من النفاق عندما يكون الوطن مثخناً بالجراح.

والوطن، باختصار، وجود مقدس، وكبرياء لا يليق إلا بالفرسان، وطريق لا يسير عليه إلا الشجعان، وحياةحرة كريمة يعشقها أصحاب النفوس الكبيرة والضمائر النيرة والقلوب العامرة بالإيمان

هكذا هي معادلة الحياة، بلا تعقيد أو رتوش أو إطارات، وأنت تواجه وطناً تنتمي إليه، وتتفاخر بشرفالانتساب إلى ترابه، وهكذا هي قوانين الحياة دون تزييف أو تعتيم، فالحياة تحتاج إلى إنسان يتمسكبإنسانيته قبل كل شي، والى شعب يعرف كيف يصنع حياته ويدفعها نحو مرافئ الحرية والاستقرار،والشعوب التي تجهل أسرار صنع حياتها لا تستحق العيش إلا في القبور.

لا احد يستطيع أن يوقف الحياة، ولا توجد قوة في الكون تستطيع ثنيها عن التقدم، وإذا ما توَهم البعضبأنه قادر على إيقاف عجلتها، فإن الذي سوف يحدث هو أن المسيرة تتقدم، والتأخر سيكون من نصيبهؤلاء، فالحياة لا تعرف المراوغة ولا الخداع، لكنها تعرف التميز بين من يخونها وبين الإنسان الذي يدفعبإنسانيته باتجاه تطورها، والمواطنة أولى سمات الإنسان فهو بلا مواطنة مخلوق مزيف، والشعوب الحرةالمثابرة لصنع حياة كريمة لابد أن تضع أوطانها في قمة الهرم لسر بقائها ومعنى العيش فيها، وتعرف أنالخائن لوطنه يبقى خائنا ولو ألبسته كل نياشين وألقاب الوطنية، فالمواطنة لا تقبل التسويفوالمماطلة، فإما أن تكون مع الوطن، وبذلك قد تكون وضعت نفسك باتجاه الخطوة الأولى لسّلمإنسانيتك، وإما أن تكون خائنا للأرض التي أرضعتك فتلتحق إلى فريق أعداء الحياة، والمواطنة تضعكأمام حقيقة مفادها: أما مع الوطن أو ضده ..


مشاركة المقال :


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *