أحمد الشيبة: عازف العود اليمني الذي خاطب العالم حين عزف لحن الشرق بلغة الغرب

دنيا صاحب – العراق

وُلد أحمد الشيبة في صنعاء عام 1990، وفي قلب الاضطرابات والانكسارات التي عصفت باليمن، نما حلم صغير يحمل في جوهره نغمة لا تعرف حدودًا. لم يتلقَّ أحمد تعليمًا أكاديميًا في الموسيقى، بل تعلّم العزف على العود سماعيًا، “غارقًا في سحر عوده، هائمًا في أعماق أنغامه”، حتى حوّله لاحقًا إلى جسر نابض يصل الشرق بالغرب.

لم يكن مجرّد عازف تقليدي، بل موهبة استثنائية آمنت بأن آلة العود قادرة على ترجمة لغة المشاعر الإنسانية وتحويلها إلى خطابات روحية تُصغي لها الأذن الشرقية والغربية على السواء.

بدأت رحلته نحو العالمية منذ لحظة اختياره الهجرة إلى الولايات المتحدة عام 2012، حاملاً عوده اليمني في يده اليمنى، وحلمه في اليسرى. في شوارع نيويورك، وعلى منصات الإنترنت، راح يلفت الأنظار بأسلوبه الفريد في عزف مقطوعات عالمية على آلة العود، مبرزًا قدرة هذه الآلة الشرقية على أداء أنغام الغرب بلحن جديد مختلف… تجسدت فيه مشاعر السلام ، الحب، التفاؤل، الأمل، الشوق، الحنين ، وأحيانًا شجن ناعم، لكنه كان دومًا مدهشًا في عزفه الاستثنائي.

مزج أحمد الشيبة بين موسيقى هانز زيمر، وأنغام أشهر الأفلام العالمية، وموسيقى البوب الغربية، ليعيد توزيعها بطابع شرقي لم يُفقدها جوهرها، بل أضفى عليها عمقًا روحيًا جديدًا.

لم تقتصر شهرته على الفضاء الرقمي؛ بل اعتلى المسارح وقدّم عروضًا أمام شخصيات بارزة، مثل هيلاري كلينتون والرئيس التركي. ومع مرور الوقت، تجاوزت مشاهدات مقاطعه المصوّرة على وسائل التواصل عشرات الملايين، ليغدو رمزًا موسيقيًا يمنيًا وعالميًا في آنٍ واحد.

وفي أغسطس 2022، أطلق ألبومه الوحيد “مالاهايد”، متضمّنًا عشر مقطوعات موسيقية على العود، عبّر فيها عن رحلته، وحلمه، وحنينه إلى وطنه.

لكن القدر لم يمهله طويلًا. ففي 28 سبتمبر 2022، خطفته حادثة سير مفاجئة في نيويورك، لتُطوى صفحة من أجمل صفحات الموسيقى اليمنية الحديثة.

رحل الشيبة شابًا، لكنه ترك أثرًا خالدًا، إذ ألهم موسيقيين من العالم العربي والغرب على السواء لإعادة اكتشاف العود كآلة عالمية، وَحَّدت من خلالها ثقافات الشعوب.

لم يكن مشروعه مجرّد فن، بل رسالة إنسانية: أن الموسيقى هي اللغة الوحيدة التي تفهمها الأرواح دون ترجمة، وأن من سحر العود يمكن أن تُعزَف كل لغات العالم… حتى صار الحلم حقيقة.


مشاركة المقال :


2 thoughts on “أحمد الشيبة: عازف العود اليمني الذي خاطب العالم حين عزف لحن الشرق بلغة الغرب

  1. ادا سمحتم لنا شكرا لكم وعلى القلب الكبير نضع بعض السطور بواحدة من ريش الهدهد الشجاع تحت ظل هد ا الخبر الفني الموسيقي الغنائي ان من الألات الموسيقية التي نجت من الشيب والهرم آلة العود فلازالت محافظة على اسرارها بداخلها ولم تبوح بواحدة منها حتى الدين تفننوا في العزف عليها ورغم توسلهم لها وجعبتها مليئة بالنغمات الموسيقية المتنوعة والمختلفة كدالك على سبيل المثال تجعلك ترقص تجعلك تبكي تجعلك تنام كدالك فهي بدورها دكية ويكفيها فخرا واعتزازا حضورها في بعض الأعراس التي يقيمها الشعر وفي بعض المسرحيات وفي بعض الصور السينمائية العربية وهد ا صحيح ماقلنا هده الكلام من باب الخيال لا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *