في يومكِ يا سيدتي

نهله الدراجي

في هذا اليوم المميز، يوم المرأة العالمي، أحمل قلمي المتواضع لأخط حروفاً تنبض بقصص نساء عراقيات صنعن من بساطة حياتهن ملحمة خالدة.

حين نكتب عن المرأة، فإننا لا نكتب عن كائن عابر في صفحات الزمن، بل عن روح صنعت التاريخ، عن قلب حمل الأوطان، عن يد بنت البيوت وزرعت الحقول وصاغت الحكايات التي لا تزال تُروى من جيل إلى جيل.

في بلدي، العراق، كانت المرأة منذ الأزل شاهدة على المجد وصانعة له. من شبعاد السومرية التي جلست على عرشها بحكمة، إلى كل أم عراقية تنتظر أبناءها عند مفترق الطرق بعيون تملؤها المحبة والصبر، إلى كل فتاة تحمل في قلبها حلمًا يتحدى الواقع، إلى كل امرأة تعمل بصمت، تحب بصمت، وتمنح دون أن تنتظر مقابلاً.

أن تكوني امرأة عراقية، يعني أن تكوني امتدادًا لنهري دجلة والفرات، أن تكوني كالنخلة، جذورها ضاربة في الأرض، وأغصانها تعانق السماء. أن تكوني قادرة على تحويل الألم إلى أمل، والدمع إلى ابتسامة، والانكسار إلى انتصار.

إن قوة المرأة تكمن في قدرتها على تحمل المسؤوليات وبناء المجتمعات، فهي ليست مجرد فرد في أسرة، بل هي حجر الزاوية الذي يبني الأجيال القادمة. ولعل أبرز ما يميز المرأة العراقية هو قدرتها على الدمج بين الأصالة والحداثة، فهي تجسد روح الحضارة التي تعود إلى آلاف السنين، وفي الوقت نفسه، تتطلع إلى مستقبل مشرق.

في يومكِ يا سيدتي، لا أملك إلا أن أقول لكِ: كل عام وأنتِ ملهمة، طموحة، قوية، ومنجزة. كل عام وأنتِ الوطن الذي لا يهتز، والمستقبل الذي لا يخذل. كل عام وأنتِ الحياة.


مشاركة المقال :


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *