مالمو / د. حسين الأنصاري
تصوير / خليل كساب
شهد مسرح الكونسرت هاوس الذي يعد واحدا من اكبر مسارح مدينة مالمو السويدية الغافية على بحر البلطيق والتي تقع في جنوب البلاد محاذية لكوبنهاجن الدنماركية والتي تتواجد فيها اكبر الجاليات العراقية والعربية حيث تجتذب الكثير من المبدعين لتقديم إبداعاتهم الفنية والثقافية
وقد شهدت ليلة الجمعة الموافق 17/1/2925 حفلا كبيرا أحياه اثنان من الفنانين العراقيين المميزين هما الهام المدفعي ومحمد حسين كمر. بصحبة فرقته الموسيقية (جالغي كمر)
غصت القاعة بجمهور غفير من الجالية العراقية والعربية إلى جانب الكثير من الجمهور السويدي الذي يتطلع لسماع الموسيقى العراقية بعد ان زار المدينة عدد من الفنانين العراقيين المعروفين الذين قدموا إبداعاتهم فيها
لكن ما ميز الحفل الأخير هو عبق التراث الذي اشترك فيه كلا الفنانين حيث سحر الموسيقى والغناء العراقي الأصيل. كلمات وألحانا وإداءا حيث إستمتع جمهور الحاضرين وتفاعلوا مع مجمل الفقرات الموسيقية والغنائية التي قدمت في الحفل الذي قدم بجزئين بدأ الجزء الأول بافتتاح من قبل جالغي كمر الذي يشرف عليه مؤسسه الدكتور محمد حسين كمر والذي عرف الجمهور السويدي من خلال تقديمه شرحا ملخصا باللغة الإنكليزية عن المقام العراقي مكوناته وسماته الأدائية
توالت بعدها فقرات ولمحات جميلة من التراث الموسيقي والغناء المقامي البغدادي تضمن موسيقى مقام الحليلاوي حيث اظهر من خلال هذه القطعة إمكانيات الالات التراثية كالجوزة والسنطور والناي والإيقاعات المتنوعة التي رافقت الفرقة كما قدم الفنان مقام الحكيمي والركبانية وبعض البستات البغدادية اضافة إلى مقام الهمايون بقصيدة قدت قميصي و هي تقدم للمرة الأولى كتب كلماتها الشاعرالدكتور فريد مسعود وأغنية. ردتك أنة للشاعر جبوري النجار وأغنية من فرگتك لليوم وكلها بصحبة جالغي كمر المؤلف من الفنانين : عدنان شنان. على الة الناي خالد حسين كمر على الة العود والرق والفنان سيف وليد على الة السنطور وإيقاعات سيف وبدر كما استضافت الفرقة صوتين نسائيين هما الفنانة ليلى خلف والفنانة وفاء عياش وكلاهما من فرقة ما بين النهرين السويدية
استمتع الجمهور بالبستات البغدادية ورددوها مع جالغي كمر
والمعروف عن الفنان كمر:
انه يعمل وبكل جهد واخلاص ومنذ اكثر من ثلاثين عاماً على نشر التراث العراقي إلى العالم وبصورة راقية وجميلة وله دوراً كبيرا في الحفاظ على هذا الفن الأصيل الذي توارثه من الفنانين الكبار منير بشير يوسف عمر وشعوبي إبراهيم .
اما الجزء الثاني من الحفل فقد أحياه الفنان الكبير الهام المدفعي الذ ي اعتلى المسرح واستقبله الجمهور بالترحيب والتصفيق وعبارات التقدير وقدم في هذا الحفل واحدة من إسهاماته المتميزة بصحبة فرقته الموسيقية الرائعة حيث قدم اختيارات مميزة من أغانيه الشهيرة التي رددها معه جمهور الحاضرين مثل خطار عدنا الفرح. ومالي شغل بالسوگ. وبين العصر والمغرب. وغيرها من الأغاني المعروفة استمتع الجمهور الحاضر بفقرات الحفل الكبير الذي نظمه وأشرف عليه الفنان. رام النشمي بدعم من بعض الجهات السويدية في المدينة التي تحتضن اكبر الجاليات وتعمل على استضافة مختلف الفنون والثقافات العربية والعالمية تأكيد لمبدأ التنوع الثقافي واحترام الهويات والثقافات والتي تشكل فيها الموسيقى والغناء جانبا ثريا كونها تصل إلى الجمهور دون وسيط .