علاء الخطيب
غنت المطربة السورية ” ميادة الحناوي ” « فاتت سنة ومرت سنة .. حتى الجواب منكم ما وصلشي » .
لم يصل الجواب يا ميادة ولن يصل مادامت اوضاع اوطاننا من سيءٍ إلى أسوء ، لم تصل لأن ساعيالبريد لايريد إيصال الرسالة، وربما نحن لا نريد قرائتها، فكلما مر بنا كان محبطاً مخيباً لآمالنا كشعوبوكأمة، نعم فاتت سنه وشهدنا فيها تدمير وحروب وانكسارات ، فاتت سنة ورأينا إسرائيل تدمر غزةولبنان، وتحتل اجزاء من سوريا وتهدد بتدمير الباقي .
فاتت سنة. وترامب يعود رئيساً لأمريكا ، ويهدد وجودنا والاستلاء على ثرواتنا .
فاتت سنة والخوف يسيطر على شعوبنا مما قد يداهمها من مخاطر .
فاتت سنة ولم نتعض من تجاربنا وما مررنا به من مآسي .
فاتت سنة والعثمانيون الجدد يغزون بلادنا ولا مستنكر .
فاتت سنة ونحن نتآمر على بعضنا البعض.
فاتت سنة وبتنا أكثر فرقة وتناحر وكراهية.
فاتت سنة ولم نتعلم التسامح والحب، وبقيت تلك المفردات مجرد أماني وأحلام .
حتى أهازيجنا مرعبة ” لا تتمادى نخبرك خبز العباس “ و ” نكسر خشمه اللي يتعدى “ وتستمر مفردات العنف لتأخذ دورها في عقولنا وأذهاننا .
لم تعد الأعوام جديدة إلا بلغة الأرقام، كلُ ما يحيط بنا هو التاريخ والماضي ، وكل ما يدفعنا هو التمجيد به .
لم تعد لغة التفاؤل موجودة إلا بالمفردات الفارغة من الروح ، نحتاج إلى جسد الكلمة مع روحها ، كيتتحول إلى واقع .
على اعتاب العام الجديد، هناك من يحلمون بالتغيير ، وهناك من يتمنون التدمير ، وشتان بين الاثنين .
يتربص احدهما بالآخر ، وكل ٌ يرى العام الجديد بما يحلو له، الوطن ليس مهما، المهم هو الاشخاصالذين يتحكمون بالوطن .
لا يمكن ان نحلم بعام جديد مختلف ما لم نحمل الحب للأرض وللإنسان .
الجديد في العام الجديد هو التغيير الداخلي ، هو استبدال الكراهية بالحب والقطيعة بالتواصل .
الجديد في العام الجديد هو تحقيق الأماني بالعمل وليس بالقول الفارغ .
نعم فاتت سنة وعلينا ان نتعلم من اخطائنا ونكرس الصح .
فاتت سنة ومرت سنة والأماني كلها بانتظار من يحققها.
وبانتظار الجواب