لمش١١٤  ( يوميات جندي مكلف طبيب)  الجزء الخامس

لمش١١٤ ( يوميات جندي مكلف طبيب) الجزء الخامس

د. احمد مشتت

الجزء الخامس

انطلق فصيل الطبابة مغادرا بغداد. كل منهم اخذته الافكار بعيدا عن صخب الحياة الذي احاط بهم ربمالتذكيرهم بانهم بعيدون قليلا عن الحرب وفي منأى ولو مؤقت من شرها المستطير.

باسم كان يفكر بمشاكل ابيه مع اخوته الذين سرقوا حصته من ارض ابيهم وهو يلهث وراء حقه منذخمس سنوات دون فائدة ورغم انه كان يشتغل معلم في مدرسة ابتدائية في الحلة لكن ايراده الشهريلم يكن يكفي حق الدخان،

فاضطر للعمل كسائق تاكسي مع احد

اصحابه.

وكل ما مضى باسم في اجازة الى الحلة يبدأ موال الارض المعتاد، محاكم ومحامين وعشائر ووساطاتدون فائدة. كان باسم يحتفظ بمسدس رقم 13 في غرفته، اشتراه مرة من شخص محتاج . كان وراء هذاشغفه الشديد بافلام الويسترن التي كان تُعرض تباعاً و دون

توقف في سينما الادارة المحلية الوحيدة في

المنطقة.

كان طويلا ونحيفا وذو شاربان خفيفان ولو تملّى وجهه في المرآة عميقا لوجد في وجهه ملامح ابطالالافلام الامريكية جلياً. لأنه لم يستخدم المسدس اطلاقا ويريد ان يجد فرصة ملائمة فكان يلح على ابيهان يصفي الخلاف العائلي على طريقته الخاصة. وكان يحتد احيانا مع ابيه رغم احترامه الشديد له.

انت اللي خليتهم يدوسون ببطنك.

ابني ما أكدر أأذيهمأخوتي

و لو همه أخوتك من صحيح چان اخذوك وجرجروك للمحاكم واقسام الشرطة

غواية دنيا ابنيالله يسامحهم

كان باسم ُيقضي كل ايام اجازته بحرق اعصاب اهون منه البقاء في الثكنة. كان لايشرب الخمر ولايدخنوحين يخرج مع اصحابه الذين يشربون ويدخنون بنهم شديد كان لايستمتع الا باحاديثهم عن البنات. لمتكن لديه مغامرة مع اي فتاة رغم انه في السادسة والعشرين من العمر، على عكسهم تماما هم الذينيروون دون توقف قصص غزل لاتنتهي مع بنات الجيران وطالبات الثانوية، أما هو فينتهي بأن يفور دمهويلعن اعمامه الذين يمنعونه من الاقتراب من بناتهم ويلعن حتى احترامه لأبيه الذي عوّده ان النظر لأبنةالجيران خطيئة

النبي وصى على سابع جار.

المرة الوحيدة التي اقترب فيها من بنت كانت قبل زمن طويل حين كان في الثالثة عشرة حينما ذهب معأمه لزيارة مرقد الكاظم في بغداد ونزلوا بعد ذلك ليقضوا الليلة في بيت عمته الذي كان عبارة عن غرفةواحدة وحوش. الغرفة الوحيدة في الدار كانت تستخدم للنوم  وللمعيشة ولدراسة الولد وللخطار وأحياناكحمام، إذ كان البرد في شباط لا ُيحتمل. و الحمام الأصلي في الدار قديم غير مباض من الداخل والهواءيتسرب من عشرات الفتحات في الحيطان. فكانت العائلة تضطر لاستخدام الطشت في الغرفة الوحيدةفي الدار، والبريمز لتحمية الماء. عادة يدخل من ينتهي حمامه في الفراش مباشرة وإلا دخل البردعظامه. ولأن باسم وأمه كانا ضيفين على عائلة العمة فقد تغيرت جغرافية الغرفة بشكل أثار انتباه الأبناء،إذ انتقل الطشت والبريمز الى سطح الدار وحمل الاب كل ملابسه الى الحمام وفُرِشَت السجادة الحمراءالقادمة قبل عشرين عاما من مرقد الرضا في مشهد بأيران. كانت ملفوفة بعناية فائقة ومخبأة بحرصللمناسبات الخاصة فقط ومنها زيارة الاقارب.

جلس الصغار جميعا عليها وتمددوا وحكوا وجوههم بنسيجها الناعم فنهرتهم الأم

وقالت:

محد يگعد على زولية الكاشان هاي للخطار.

يمه خلينا ننام عليهه اليوم. قال احد الأولاد.

أشعلت الأم بخوراً في طاسة معدنية بعد أن أغلقت الباب والشباك الوحيد في البيت، وكان حجر البخوريبث دخانا ابيضا كثيفا حتى اصبحت الغرفة ملائمة لتحضير الأرواح. جلس الاب في الحوش ُيهيءالمدفأة النفطية ويبدل الفتيل المحترق. سألت الأم.

ما صار لهه شهرين واحترقت. هذا صالح ابو الصوبات يريد ها كثر فلوس حتى يبدلهه

كتله هيه شيرادلهه واحنا معاميلك من زمان. –كللي الحياة صارت صعبة والزقنبوت غالي. وانكب الاببتركيب الفتيلة الجديدة وبعد ان انتهى

آني  رايح للسوك شوي و أرجع. أصدرت الام اوامرها اليه بحزم:

لاتلعب دومنة ولا تتعارك.

اليوم ماعندي واهس للعركات.

قال لها بتعب

بعد ذلك بمدة قصيرة وصل باسم وامه الى بيت العمة التي استقبلتهم بالاحضان وطبعت قبلة كبيرةعلى خد باسم ثم شمته

من عنقه مما اثار فيه رعشة لذيذة.

يمه شكثر صار ماشايفينك.

وفرشت لهم المخدات على السجادة الحمراءثم صبوا العشاء في صينية كبيرة. كان الخبزحار ودخلترائحة الرز والمرق خياشيم باسم الذي كان يعشق الاكل في بيوت الاقارب لأنهم يضعون لحما في صحنهويبالغون في تدليله، عكس امه التي تحرص على اللحمات القليلة في القدر وتدخرها للأب المصاب بفقرالدم .

عدا الدلال والنوم على زولية الكاشان كان باسم يحب زيارة بيت عمته في بغداد لانه يحب ان يري  بناتعمته يجلس معهن ويتسامرون سوية ويشعر انه في عالم آخر غير عالمه المقفر في الحلة.

كان باسم  يشعر بحرارة الاجساد المجاورة له. كان ذلك بالنسبة اليه اول وأخطر اكتشاف للأنثى في حياتهاليابسة. اكتشاف سيظل حتى لحظة استغراقه بالتفكير في سيارة الاسعاف، وهم على حدود بلديةبعقوبة، الاكتشاف الوحيد للكائن الآخر.

اما سلام  (القروي)كما يحلو لبهاء ان يصفه. فكانت عقدته الاساسية زواجه من بنت احد شيوخ العشيرة،كان لها اخوة ضباط في جهاز المخابرات و اولاد عم في الامن الخاص. كان لهم بيت اشبه بالقلعةوبساتين وماشية وخلفة لاتعد ولاتحصى من الابناء والاحفاد والاحقاد. كانت زوجة سلام قروية اكثر منه ،بالنسبة لها معاملة الرجل لاتختلف كثيرا عن معاملة البقرة وربما كانت الأخيرة بالنسبة لها أهم. كانتتقرف منه بلاسبب خصوصا حين يشرب العرق مع اصحابه له في اطراف القرية وحينما يقضون بعضالليالي بصحبة الغجريات ويعود محملا برائحة والعرق والفساد، كانت تستقبله كما ُيستقبل الخائنوتضعه في الفراش بعد شتائم كان من حسن حظه انه لايسمعها باهتمام بسبب سكره الشديد.

ورغم انها انجبت له سبعة ابناء في سنوات زواجهم السبعة ولم تطرح ولا مرة ولم تمر ليلة كانا فيها فيالفراش معا دون إضافة طفل آخر الى تاريخه الملئ باللوعة. كان يبحث عن حجة احيانا لقضاء يوم اويومين من اجازته في الموصل ليذهب الى بيت اخته هناك. يذهب الى السوق ويتغدى في مطعم سمعةكبابه لا يتجادل فيها اثنين ثم يجلس في احد المقاهي ٌيدخن نرجيلة ويتبادل احاديث غير مهمة معشيوخ متقاعدين موهبتهم الوحيدة هو بث الامل في قلوب الشباب امثال سلام الذي كان يقول لهمحكمته الشهيرة.

الزواج وباء من يصيبك  يهلكك.

فيضحك الشيوخ ويقولون له.

تكبر وتنسى.

كان أحيانا يتحامق ويذهب للعب القمار ويخسر نصف راتبهوينتهي باحدى الخمارات وإن حالفه الحظوبقيت بعض دراهمه فينتهي  مع بغي في احدى الدور القديمة باطراف المدينة، ثم يأخذ تاكسي الى بيتاخته التي تخجله بحنانها فيلقى فراشاً نظيفاً ومحبة تبكيه احيانا وتشعره بالندم على ايام الطفولة التيقضاها سعيدا بالمقارنة مع ايام زواجه الشقي.

احسن شي اقتل نفسي واخلص.

كان يقول وهو ينظر في المرآة وينفجر ضاحكا من سخافة الفكرة.

احسن شي اگعد على قلبها حتى تفحط وتموت.

أن صلب المشكلة في قسوة أخوانها الضباط وقدرتهم على الفتك به مثلما يفتكون بعصفور فهم بلاضميرمثلما تعرف كل العشيرة.. ويلعبون بالمسدسات مثلما يلعب الاطفال. في السنة الماضية قتلوا احد ابناءجيرانهم لأنه القى نظرة من اعلى السطح في احد ايام الصيف على احدى اخواتهم وهي نائمةوكاناللحاف تحت ركبتيها بشبر. فجندلوا الصبي امام ابيه وانتهت المشكلة دون تدخل الشرطة بشكلعشائري ودي. اذا كانت لدى سلام محاولة لفك الارتباط القسري مع زوجته فانه بعد هذا الحادث صاريقبل بكل الخسائر التي توجت حياته مع سليلة العائلة الصارمة. اصبح لايجادلها كثيرا وحين حاولاقناعها بالكف عن الحبل ولو لسنة واحدة ثارت ثائرتها ولملمت ثيابها في صرة واخذت اصغر اولادهامعها الى بيت ابيها قائلة بالحرف الواحد.

تعال اخذني من بيت ابويه اذا انت رجال؟

ورغم ان الدم صعد في وجهه وحلقومه لكنه شرب كاس ماء بارد وتعوذ من الشيطان قبل ان يسبعائلتها ويمسح بهم الارض في سره بالطبع مع ابتسامة مكلفة جداً ُرسمت

على وجهه.  عاد بها من بيت  اهلها بعد أن مضى خلفها وهو يعلق كرامته على الباب دون مشكلة، قاللامها:

عمة.. صبحية هي كل حياتي، شلون تعقليها آني ازعلها.

صاحت هي من المطبخ

يريد يعقرني.

حاشاالله بس انس گلت نأجل الخلفة – .شوية

شبيهم الجهال رزق من رب العالمينليش هالبطر؟

لا بس گلت لمن اخلص العسكرية – ….عود

دخل في هذا الاثناء اخيها الاصغر الذي كان لايطيق سلام وكان يطالب منذ وعى الدنيا بانفصال اختهصبحية عن هذا الكحف ابو الدرابين، فلم يسلما على بعضهما. لم يأبه سلام كثيرا لانه يعرف ان المفاتيحالآن بيد امها. إذ لاخوف مادام ابوها وباقي الاخوة المسلحين غير موجودين في الدار، فالأمور قابلة للحل. ذهب الى المطبخ خلف زوجته وقال لها بدلال.

صبحية امشي اليوم نروح للسينما.

انت تخبلت؟

لعد امشي نرجع للبيت ونكمل حجينا هناك

اني تعبانة

آخذلج تاكسي

اريد اشوف ابوي واخوتي، اجي باچر

وظلت لمدة ساعة كاملة تتدلل عليه حتى صالحها بقبلة على رأسها و وعد بأن يشتري لها قرط منالذهب.. وأن لايعود ثانية للحديث عن منع الحمل ويدعها براحتها لأن الجهال ونسه مال الله.

بعد هذا الحادث هدأ سلام كثيرا وأصبح لا يهتم إن جاءت صبحية بثلاجة جديدة او باعت الكومييدينوالايطالي، جهاز عرسهم، أو غيرت سجادة  الصالون او لم تلقح احد ابناءه ضد الجدري فالامر بالنسبة لهاصبح سيان. انغمس بشرب العرق ولقاء اصحابه واجترار الماضي السعيد حين كان في المعهد الطبيالفني.

أما محمد محسن الذي تطوع في الجيش حين انتهت الحرب مع الاكراد في منتصف السبعينيات. كانيعيل أخواته الخمس وأخيه وأمه ووجد في الجيش دواء لكل داء. حين دخل دورة سواق صنفوه الأوللمهارته في قيادة كل انواع السيارات العسكرية الصغيرة والكبيرة. كان يعتقد انهم لو امهلوه فرصة ثلاثةايام اخرى لتعلم قيادة الطائرات الحربية ولأصبح طيار الجيش الأول دون

منازع.

كلها محرك وانگر سلف وابوك الله

يرحمه.

كان مطيعا لأوامر رؤسائه و لا يتجرأ النظر في عيونهم وحتى حين يمنعون عنه إجازته الدورية فهو يذهبليشكرهم بحرارة اكثر مما لو اعطوه الاجازة . كان لايناقش في السياسة، وحين أمضى احدى فتراتخدمته في معسكر الرشيد ببغداد لم يذهب الى علاوي الحلة الا أربع مرات ليأكل كبة من باعة العربات

(تدني النفس) كان يقول لاخواته حين يعود في الاجازة ويسرد لهن، اسطورة ذهابه مرة الى علاوي الحلةولقاءه بعدنان احد اقرباء ابيه من بعيد فعزمه على مطعم فاخر هناك حيث يقدمون الكبة في صحنمرق مع كرفس وخبز حسب الطلب ولم يرضى عدنان ان يدفع محمد الحساب

بل نهره قائلا: – انته مو ابن أجاويد.

ذهب مرة الى شارع الرشيد لشراء ساعة. وكانت تجربة تستحق النسيان لأن بائع الساعات البغداديالأملط باعه ساعة راس كوب عطلت بعد يومين ورفض اعادتها اليه بحجة انه لايتذكر (تحفة) مثل محمداشترى منه شيئا قبل يومين. لم يغظ محمد انكار البائع له بل أغاضته كلمة (تحفة) التي اطلقها البائعبغلاظة اشعرته بالغربة وتمنى لو انه يعود الى الرفاعي يفلح في الأرض و لا هالعيشة الزفرة، رمى الساعةبوجه البائع وقال له بكل جديةاشبع بيها

وبصق في الارض فاستفزه جدا و مسك البائع الذي كان بحجم محمد محسن خمس مرات، وله ملامحقطاع الطرق مسك محمد محسن من ياقته ورفعه عن الارض، ولو لا تدخل بعض الطيبين وبعضالحرامية الذين سرقوا محفظة النائب ضابط لانتهت المشادة بمعركة حامية الوطيس ولأفلس محمدمحسن من ساعته ومن وجهه في آن واحد، لأن البائع اصر على تهشيم وجهه ببوكس حديد اخرجه من

جيبه متهيأ لاستخدامه

. عاد محمد محسن في ذلك اليوم الى المعسكر ابكر من المعتاد. حتى انه لم يذهب لزيارة الكاظم كماكان مقررا في جدول زيارته التاريخية للعاصمةودخل الفراش قبل الغروب ولم يتعشى حتى ولم يفتحالراديو ليستمع الى نشرة اخبار الثامنة مساءا وغفى وهو يدردم

العن ابو الساعات على شارع الرشيد على ابو بغداد.

وحين بدأت سنوات الثمانينات بطرد الكرد الفيلية الذي اطلق عليهم تبعية ونشوب بوادر الحرب معايران قبض على اخيه صاحب من قبل رجال الامن بالمنطقة بتهمة الانتماء الى حزب ممنوع .

كان صاحب قد انتهى لتوه من دراسته الاعدادية ونجح بمعدل 65 وكان يفكر بالتقديم على دار المعلمينالعالية ببغداد.كل هذا بتشجيع من محمد الذي اعطاه الضوء الاخضر

أكمل دراستك واني اخوك حزام ظهرك

لكن محمد لم يكن يدري ان صاحب سياسي ومطلوب ولم يصدق حين ذهب الى مسؤول الحزببالمنطقة ليسأله عن مصير اخيه فقال،كل اللي اعرفه اخوك مشبوه

وانتهى اللقاء باسرع مما توقع وانقطعت اخبار صاحب حتى هذه اللحظة التي يجلس فيها الآن محمدمحسن خلف مقود السيارة يفكر فيما لوكان صاحب قد اكمل الدراسة في دار المعلمين العالية وكيف لوانه تعين وشاركه حمل اخواته الخمس. ماذا كان سيفعل لو انه خطب له احد بنات الرفاعي. وكيف كانسيرقص في عرسه ويملأ الجو بالطلقات وزفر بحسرة وشعر بالذنب لأنه سمح لاخيه باكمال الدراسةالاعدادية بدل ان يدفعه لاحدى

كراجات تصليح السيارت  او ليتطوع في

الجيش مثله لربما تغير مصيره ولربما كان الآن بينهم يعيش وياكل ويتنفس مثل البشر وتاهت افكارهاكثر حين تذكر الذي تعرض له هو بالذات بعد ذلك من مضايقات في الجيش كون اخيه من حزب معارضللسلطة وكيف وقع مئات التعهدات وكيف راقبوه بالمعسكر وهددوه بالطرد من الجيش وسمموا حياتهواصبح يحذر الذهاب حتى الى سوك هرج وحين بدأت الحرب بالفعل دفعوا به الى الخطوط الاماميةللجبهة وكاد ان يقتل في قتال الشوارع بالمحمرة وعاش الماساة المريعة في عبادان ومهران وكلمستنقع الدم الذي دخل فيه الجيش منذ عام ١٩٨٠ وحتى الآن.سمى احد ابناءه بصاحب وكان يشعربالغصة كلما ناداه ولم يعرف طيلة سنوات اختفاء اخيه. ماذا يعتبره ميت ؟ ولكن اين قبره؟ مسافر؟ اينعنوانه؟ ورفض مرة اقتراح اعمامه بان ينصبوا له قبر رمزيا في النجف ومجلس فاتحة على روح المرحوم  لان ذلك اثوب عند الله

قال لهم:

شلون!!

وكفوا عند هذا الحد لانهم راوا في عينيه تساؤل ليس بمقدور حتى رابطة الدم المقدسة ان تجيب عليهوتُِرك الامر هكذا ولا احد يتجرأ على الحديث عن صاحب حتى ملابسه وكتبه لم يمسها بشر ُيذكروحينرزق محمد بابنه الثاني سألته زوجته ماذا يسميهقال دون تردد

صاحب

وبكى لأول مرة على اخيهولم يتوقف حتى وضعت زوجته الوليد الجديد بين يديه، فسبح بالرحمن وقالياعلي ومضى الى السوق مباشرة بعدها ليشتريعشاءا للنفسة وهو مفتوح الصدر كأنه سجين أُطلقسراحه الآن. وفي صباح اليوم التالي قام بتعليق صورة اخيه في وسط الديوان ونظف خزانة ملابسه ومسحالتراب عن كتبه.

اجتازت سيارة صغيرة سيارة الاسعاف بسرعة فانتبه محمد محسن الغارق في افكاره فاخرج راسه منالنافذة.

ياستار!! وصحا جليساه من حلم اليقظة فقال باسم:

خل ننزل نكتله. فاردف سلام كأنه في كوكب آخر:

شوكت نوكف نتغدى. موهسه تطوحلت؟

قال باسم

ابو الهوا تسمي الخبز والجبن مال – .الصبح اكل

قال محمد بعد ان عاد اليه الهدوء. – هسه نشوف مطعم ونوكف

يتبع

(Visited 6 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *