نتوء ” قصة قصيرة “

نتوء ” قصة قصيرة “

 

ناظم حسين – قاص عراقي

في حي منعزل وصغير، كان بيت جميلة*، في مثل هذا الوقت كل يوم تمارس العادة السرية بانتظام، لحظات، يطرق الباب، إنَّها جارتها أشواق، تشربان الشاي ببطء، ويستمر حديثهما عن الرجال لا غير، لكن هذه المرة كان الحديث مصحوبا بألم كبير، بدأت جميلة بالحديث المؤلم، الذي كانت تخبئه عن جارتها طوال السنوات المنصرمة، بدأت بكلام كثير، لم أعد أطيق هذه الجدران، القبح يزداد مع تقدم الأيام وشهيتي للرجال أصبحت بحجم السماء، هل تصدقين أنَّني أرى الرجال على شكل قضيب، لم أحتمل المكوث في البيت بمفردي، يداي تعبتا كثيرا لممارستي العادة السرية، دون نفع يا صديقتي، لا فائدة من أن يضاجع الإنسان نفسه، لا توجد أية لذة، الاحتكاك لا غيره هو الحل، حين يحتكُّ جسدك بجسد آخر، هنا يكمن السر واللذة معا، أن تمارس شيئا بمفردك حماقة وسخافة كبيرة، خاصة الجنس، تقول لها جارتها بعطف: حين أعود من العمل سأجلب لك هدية ستحبينها كثيرا، في الغسق سأعود انتظريني، لم يتأخر الغسق كثيرا، عادت الجارة وبيدها شيء ملفوف بقماش أسود لم يتبين منه شيء، أعطت الجارة الشيء لصديقتها، أخذته، وبرفق أزالت عنه القماش، وكأنَّها تقشر الموز، حتى تبين أنَّه قضيب، ارتبكت في البداية، لكن سرعان ما تداركت الأمر بابتسامة واسعة، بعدها أطلقت ضحكات متتالية بصوت عال، قالت لجارتها كم سعره، ردت الجارة، لا ليس للبيع، إنَّه الذكرى الوحيدة من زوجي، في تلك الليلة كان الوقت الثانية عشرة ليلا، كان نائما وكنت أنا قربه صاحية ومشتهية كثيرا، مرّرت يدي على قضيبه فانتصب بسرعة، لم أمارس معه حينها، بل قبّلته عدة مرات فقذف، بعدها لم يستيقظ زوجي، حين انتبهت لأنفاسه، كان لا يتنفس، فعلمت بأنَّه قد مات، ليلتها لم أنمْ إطلاقا، كنت أمارس الجنس معه، مارست أكثر من طاقتي، آمنتُ بأنَّني لن أمارس الجنس بعد اليوم، كان القضيب يعمل، بمجرد أن ألمسه ينتصب بقوة، فكّرت أن أقطعه ولم أتردد، وهو الآن بين يديك، العجيب أنَّه منذ سنوات، ما زال ينتصب ويقذف النطف وكأنَّه معلق بجسد رجل، غدا سأعود في الصباح لأخذه، لو لم تكوني عزيزة عليَّ، ما أعطيتك إياه، والحقيقة أريد أن تمارسي جيدا معه، لأنني أظن أنه يعمل معي فقط، ترد البنت على جارتها” لا عليك سأجربه الليلة وغدا سأرجعه”. أخذت ساعات تهيئ الغرفة وترتب السرير حتى حل الليل الذي تأخر هذه المرة، أحضرت البنت القضيب، لمسته فانتصب بسرعة دون أيّ مقدمات، أخذت تقبّله ببرود، لم يكن مجرد قضيب فحسب، ذابت بالمضاجعة، لم تصدق كيف لقضيب أن يجعلها سعيدة ومنتشية لهذا الحد! كانت فرحتها لا توصف، مارست الجنس حتى الفجر، كانت ليلة من ليالي عمرها، نامت والقضيب بيدها، وفي الصباح نهضت من الفراش، تذكرت أن القضيب كان في يدها، أخذت تبحث في كلِّ زاوية ولم تجده، كيف؟ بقيت صامتة حائرة لدقائق، بعدها قامت بتفتيش البيت كله، لكن دون أن تعثر عليه، أخذت الحيرة تسكنها، تذكرت أنَّها لم تبحث في حديقة البيت، خرجت مسرعة، وجدت القطة تأكل شيئاً ما، تقربت مسرعة منها، وجدتها تأكل القضيب، حاولت أن تمسك بها، لكن القطة هربت، وتركت جزءا صغيرا من القضيب، وبينما رجعت للغرفة بمأساتها، حاولت أن تحضّر عذرا لكن بلا فائدة، جلست حزينة وبيدها الجزء الصغير من القضيب، لحظات ويطرق الباب، تلعثمت، كيف تخبر جارتها؟ لا يوجد أي عذر لتقوله، فتحت الباب دخلت جارتها، سألتها فورا كيف كانت ليلة أمس؟ أجابتها، كانت ليلة عظيمة، رجعت الجارة للسؤال: تبدين حائرة أو خائفة من شيء، ماذا بكِ؟ تحدّثي. “لا شيء، لم يحدث شيء صدقيني”، تفاجأت الجارة بالرد، حاولت أن تسألها، لكن سرعان ما تكلمت البنت بارتباك، صدقيني لم يكن الأمر بيدي، استيقظت صباحا ولم أجد سوى هذا الجزء الصغير، كان طوال الليل بيدي، أرجوك ركزي معي، القضيب أكلته القطة، تصمت الجارة قليلا، ثم تجهش بالبكاء والصراخ، يا ملعونة! أيتها القحبة، ماذا فعلتِ بقضيب زوجي؟ كيف لي أن أصدقك؟ “أنعل أبو شهوتك” التي ستحرمني من أعز شيء عندي، لم يكن ذنبك أنا بنت قحبة، لأنني ساعدتك، ابقِي وحدك أيتها القوادة، هذا آخر ما قالته، قبل أن تخرج بغضب واستياء.
بقيت جميلة ليومين حزينة وعصبية ومتوترة، لكنها أصبحت طبيعية وأخذت تبرر لنفسها، عادت لممارسة العادة السرية، بعد انقطاع دام يومين ، عند إكمال الممارسة، تذكرت بأنَّها تخبئ الجزء الصغير من القضيب-منذ أن نهشته القطة- في دولاب الملابس، سارعت بإحضاره، لمسته فانتصب، ابتسمت وقامت بالممارسة معه، في اليوم التالي مارست أيضا، الصادم في الأمر أن هذا الجزء الصغير والغريب، يقذف أيضا، لكن ليس كما القضيب الطبيعي، بعد شهرين بالتمام، علمت جميلة بأنها حامل من القضيب أو من الجزء الصغير؟! لا تعرف بالضبط، المهم أنَّها حامل فحسب! ومع تقدم الأيام والعمر والحمل، ظلّت محتفظة بقضيب غير عادي! خيالي!! كما أطلقت عليه جميلة.

توفيت جميلة بعد إنجاب الطفل المشوّه، كما وصفه الأطباء في المستشفى، لأنَّ الطفل ولد بلا قضيب، سوى جزء صغير منتصب طوال الوقت، وبعد أيام ستجرى عملية لإزالة هذا النتوء.

(Visited 270 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *