علاء الخطيب
القدرة على استيعاب ما حولك وان تكون واعياً بذاتك ، واحدة من أصعب المهام. وأعقدها ، لكنك تتمكن من اكتسابها .
فهناك انماط كثيرة لبناء وعي جديد يرفض كل ماهو سلبي .
فواحدة من الخطوات المهمة في بناء الوعي هي قراءة التاريخ وفهم الحاضر والتخطيط للمستقبل .
فهناك جملة من الاسئلة لابد من سبر اغوارها، كي نكوَّن وعياً جديداً .
ماذا نفعل من اجل ان نكون متواصلين مع تاريخنا وماضينا ؟
وهل من الضروري ان ننشأ ثقافة جديدة للتواصل ؟
كم من الخطوات الضرورية التي يجب ان نخطوها كي نستعيد السير بتوازن ونتصالح مع ذواتنا وتاريخنا ؟
هل علينا بناء وعي جديد كـ “خطوة ضرورية وملحة” ، لأننا بحاجة كبيرة الى بلورة ثقافة جديدة تصبحمرجعية للأجيال التائهة بين الماضي والحاضر ،فلا يمكن لأي مجموعة بشرية في العالم ان تنجز منجزاً إنسانيا بدون الوعي الحضاري بحركة الزمن الذي تعيش فيه ومعنى الوعي الحضاري هو التفاعلوالانفعال والفعل بشكل إيجابي ، لذا لا يمكن ان نؤسس لحركة وعي جديد دون نتفاعل بفكرة ونفعلمعها لكي ننتج الفعل الحضاري. فلا يمكننا ان نمج الماضي بكليته ونرفض الحاضر بكليته دون ان يكونهناك خط فكري معين و واضح ، ايٍ كان توجهاته ، ربما يكون الماضي ممجوجاً لا يستحق ان نتوقفعنده لكنه بالنهاية هو جزء من شخصيتنا وهذه حقيقة لايمكن إنكارها ولا يمكن ان نستبدله بماضٍ اخرلكننا قادرون على صنع الحاضر والمستقبل بالتأكيد لأننا نملك الأدوات والإرادة ، وهذا ما فعله الأوربيون أسسوا لوعي جديد مبني على العقلانية ، حينما تُبنى رب العقلانية الأوربية الفيلسوف رينيه ديكارت ( 1596-1650 )مهمة بناء وعي عقلاني ثم توالت التنظيرات وصولا الى ڤيكو و جان لوك وغيرهم .
ما عملوه هؤلاء هو ثقافة التواصل ، وخلق البديل الحضاري، طرحوا فكرة رفض ثقافة القطيعة.
ثقافة القطيعة وهلامية الهوية أمراض لا يمكن ان تخلق مجتمعاً وتبني دولة ، لذا علينا ان ننظر للماضي بعين المُعتَبر المجرد من الأمراض والأوهام .