محمد الكلابي
التنظيمات الارهابية، وعلى رأسها “جبهة النصرة”، لم تعد سوى بيادق تحركها الصهيونية وأدواتها الإقليمية، في مشهد يُظهر عمق الخيانة لروح الأمة. هجماتها الأخيرة على الجيش السوري، بالتزامن مع تهديد نتنياهو للرئيس بشار الأسد، ليست سوى جزء من مخطط إسرائيلي لاستنزاف سوريا وإضعاف محور المقاومة. هذه الجماعات، التي تزعم الدفاع عن قضايا الأمة، تلتزم الصمت المطبق تجاه جرائم الاحتلال الصهيوني، بل تتحرك بما يخدم مصالحه.
إن استغلال هذه التنظيمات لضرب استقرار دول المنطقة ليس سوى وسيلة لتفتيت قوة الأمة وتشتيت صفوفها، بينما العدو الحقيقي يتوسع دون مواجهة. لقد أصبح واضحاً أن مصير العرب والمسلمين مرهون بقدرتهم على تجاوز خلافاتهم المصطنعة وتوحيد جهودهم لمواجهة المشروع الصهيوني، بدلاً من أن يُستخدموا كأدوات لهدم أوطانهم. إن بقاء هذه التنظيمات واستمرارها يعني مزيداً من التبعية والخضوع لمخططات تستهدف الجميع دون استثناء. الوقت حان لاستعادة البوصلة وإعادة توجيه الجهود نحو العدو الحقيقي، بدل أن يبقى بعض أبناء الأمة مجرد أدوات طيّعة بيد الصهيونية.