القاهرة : المستقل
توج فيلم “أحلام عابرة” بجائزة أفضل فيلم فلسطيني في اختتام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث شكر مخرج الفيلم رشيد مشهراوي مهرجان القاهرة على المساحة التي أتاحها للسينما الفلسطينية والتفاعل مع الجمهور. كما حصد فيلما “حالة عشق” و”أحلام كيلومتر مربع” جوائز المسابقة المخصصة للأفلام الفلسطينية.
كما حصل الفيلم الفلسطيني “حالة عشق” على جائزة خاصة من لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي الطويل. وأعربت مخرجتا الفيلم، منى خالدي وكارول منصور، عن فخرهما بالجائزة التي أهدياها لكل طبيب وكل طواقم الطب والإسعاف وكل بطل في غزة.
وعلى الرغم من الفوز، أكدتا أنهما لا يمكن أن تشعرا بالسعادة وسط ما يحدث من مجازر في غزة ولبنان، واختتمتا حديثهما بعبارة “فلسطين حرة”، التي لاقت تصفيقًا حادًّا من الحضور. كما حصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم من “آفاق السينما العربية”، وهي الجائزة التي أهدتها صانعتا الفيلم لأهالي غزة
أثناء الإعلان عن جوائز “من المسافة صفر”، أشارت الممثلة كندة علوش، عضو لجنة التحكيم، إلى أن هذه الأفلام تأتي “طازجة من غزة، من قلب الحرب”، معبرة بشكل شديد الخصوصية عن معاناة الشعب الفلسطيني ورفض الواقع المرير للاحتلال.
وحصلت أفلام “جلد ناعم” و”خارج التغطية” و”يوم دراسي” على الجوائز. وحرص صناع هذه الأفلام على نقل واقع الحرب من خلال السينما، فيما دعت مخرجة أحد الأفلام الحضور إلى الدعاء لهم بالسلامة بعد معاناة أشهر في الحرب.
وفي الجوائز الأخرى حصل الفيلم المصري “أبو زعبل 89” على تنويه خاص من لجنة تحكيم الوثائقي، التي أشارت إلى تمكن المخرج من التصدي لمنطق الصوابية السياسية في تقديم الذاكرة والحاضر.
وأهدى المخرج بسام مرتضى الجائزة لفيلم “آخر المعجزات” الذي تم منعه من العرض قبل افتتاح الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائي بقرار من الرقابة. كما حصل الفيلم على جائزة من لجنة تحكيم الفيلم الأفريقي “بلا فلتر“.
ذهبت جائزة شادي عبد السلام لأفضل فيلم إلى “الماس الخام”. فيما اعتذرت مخرجة فيلم “الأم والدب” الحاصل على جائزة أفضل فيلم قصير عن الحضور، لكنها حرصت في رسالتها على التحدث عن مقاومة الشعب اللبناني والفلسطيني، مؤكدة أنها ضد الاحتلال.
وبالمثل، أعربت جواهر العمري مخرجة الفيلم السعودي “انصراف” عن دعمها لفلسطين والسودان ولبنان أثناء تسلمها الجائزة.
وحصل الفيلم المصري الطويل “دخل الربيع يضحك” على جائزة لجنة النقاد الدولية “فيبريسي“.
في “آفاق السينما العربية”، حصلت الممثلة اللبنانية دياموند عبود على جائزة أفضل ممثلة عن فيلم “أرزة“.
وفي كلمتها، عبّرت عن فخرها بالجائزة، قائلة: “اليوم عيد الاستقلال اللبناني، أهدي الجائزة إلى بيروت ولبنان والظروف الصعبة التي نمر بها، لكني أثق في أن العدل سينتصر والخير سيربح“.
كما حصل فيلم “أرزة” اللبناني أيضًا على جائزة أفضل سيناريو. وفي المسابقة الدولية ذهبت جائزة الهرم الذهبي لأحسن فيلم ويمنح للمنتج بوجدان موريشانوعن الفيلم الروماني “العام الجديد الذي لم يأت أبدا“.
فيما منحت جائزة الهرم الفضي، جائزة لجنة التحكيم الخاصة المخصصة لأحسن مخرج، لناتاليا نزاروفا عن الفيلم الروسي “طوابع بريد”.وذهبت جائزة الهرم البرونزي لأفضل عمل أول أو ثان للمخرج بيدرو فريري عن الفيلم البرازيلي “مالو“.
ونال جائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو، الفيلم الإيطالي “ريا” إخراج أليساندرو كاسيجولي، كيسي كوفمان.
وحصد جائزة أحسن ممثل الفنان ليي كانج شنج عن دوره في الفيلم الأميركي “قصر الشمس الزرقاء” للمخرج كونستانس تسانغ، وكذلك الفنان ماكسيم ستويانوف عن دوره في الفيلم الروسي “طوابع بريد” للمخرجة ناتاليانزاروفا.
وذهبت جائزة شهادة تقدير لأحسن ممثلة للفنانة ألينا خويفانوفا عن دورها في الفيلم الروسي “طوابع بريد” إخراج ناتاليا نزاروفا. فيما حصدت جائزة أحسن ممثلة الفنانة يارا دي نوفايس عن دورها في الفيلم البرازيلي “مالو” إخراج بيدرو فريري.
وحصل المخرج نجمي سنجاك على جائزة هنري بركات لأحسن إسهام فني عن فيلمه التركي “آيشا“، وكذلك المخرجة نهى عادل عن فيلمها المصري “دخل الربيع يضحك“.
وكانت فعاليات الدورة الـ 45 لمهرجان القاهرة السينمائيقد اختتمت بحفل إعلان الجوائز، الذي بدأ بعرض مميز لفرقة “وطن للفنون” القادمة من غزة، حيث قدمت مقطوعات من أشعار الشاعر الفلسطيني محمود درويش، منها قصيدة “على هذه الأرض ما يستحق الحياة“.
في كلمته أكد رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي على دور مصر والسينما في دعم فلسطين ولبنان، مشددا على أن “هذا الواجب ليس جديدا على مصر المعروفة بمواقفها وفنها وقنانيها الذين حرصوا على حضور الفعاليات والأنشطة السينمائية“.أكد الفنان حسين فهمي على إصرار إدارة المهرجان على مقاطعة أي شركة أو جهة موجودة على قائمة المقاطعة، ذلك دعما للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وهو موقف ثابت بعيدا عن أي تحديات.
وأضاف فهمي : إن الظروف الاقتصادية التي يواجههاالمهرجان لم تغير من هذا الموقف، خاصة أنها تحديات تواجه جميع المهرجانات في العالم، وسعت إدارة المهرجان على استعادة ثقة الرعاة والجهات الأخرى ودعم الشركات المصرية والصناعة المحلية.
وتحدث عن تأجيل الدورة العام الماضي، وقال في حوار المركز الإعلامي للمهرجان إنه “لم يكن بالإمكان إقامة المهرجان في ظل المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، حيث يُدمر الوطن ويتعرض الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن للقتل“.
وأضاف أن قرار تأجيل الدورة العام الماضي كان دعما للقضية الفلسطينية، وكذلك قرار استئناف المهرجان جاء دعما للقضية من خلال التركيز على القضية وإبراز صوت الشعب الفلسطيني.
واستشهد بالمهرجانات الدولية مثل برلين وفينيسيا وغيرها من المهرجانات الكبرى التي ركزت على الحرب في أوكرانيا التي يتضامنون معها، ويحق لمهرجان القاهرة التحدث عن قضايا الوطن العربي، وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني، وهو السبب وراء إقامة الدورة الجديدة كون المهرجان فرصة لتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين واللبنانيين والتضامن معهم.
وكشف فهمي عن وجود العديد من الفعاليات خلال فترة المهرجان لدعم الشعب الفلسطيني واللبناني، ورفض المهرجان الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وهو أمر لا يمكن التسليم به تحت أي ظرف، وهو الموقف نفسه تجاه الاعتداء على الشعب اللبناني.