سعاد زاهر / كاتبة سورية
ولد هذا العلم في بابل لتقدّم الفلسفة لاحقًا دعمها للتنجيم من خلال أتباع مدرسة نيوفيثاغورس والأفلاطونيون والرواقيون وهو التأثير الأساسي على تطور هذا الفن أو هذا العلم ليأتي بعدها المنجمون الهلنستيون والعصور القديمة المتأخرة ويطوروا حرفتهم عن التقاليد الفلكية البابلية والمصرية. ينطلقهذا النص الغرائبي والعجائبي لصاحبة “سلطانات الرمل” الكاتبة لينا هويان الحسن، من كون علمالتنجيم قد تبنّاه العديد من الفلاسفة، وبدورها تعيد التنقيب البحثي التاريخيّ وتستنطق الرموزالميثولوجيا رفقة اجتهاداتها الشخصية التي أشارت لها في أكثر من موضع في الكتاب، وبإسلوب سرديأدبي معرفي يبدو فيه النفس الروائي واضحًا بسبب سلاسته والطريقة المشوّقة التي كُتب فيها هذاالمؤلف الثري بمعلومات غائبة ومنسية. يعيد قلم هويان المجد لثيمات أدبية جذّابة مثل: ( القدر،الحظ، الصدفة، الضرورة . .)
تقول الكاتبة: “يُصنعُ الحظّ الجيد بالمعرفة، بينما يضيّعُ الجهلُ مكتسبات الحظّ.”
تبدأ من تساؤل: ماذا لو لم يكن الحظّ مصادفة، إنما هو موجود لكن يفوتنا التقاطه!؟
لاشكّ أنّ الكتاب يعدّ مغامرة أدبية قلما يقاربها الأدباء، لكن هويان التي فاجأتنا قبل سنتين بروايتها“حاكمة القلعتين” التي كانت في لائحة البوكر لسنة 2022 عن عالم الجن والسحر وهو أدب يحتكرهالأدب الشعبي الذي يروج حاليًا بين المراهقين بينما تعاملت الكاتبة بجدية تحترم عقل القارئ الناضجوأدخلته في لوائح الترشيحات لأهم الجوائز العربية.
تقول هويان الحسن: كل شيء فنّ، شبابنا، حضورنا، كلامنا، قناعتنا، أسلوب عيشنا، والفن لا يكون فنًّا دونالاجتهاد.
ومصيرنا، مثل العنقود الذي تُنضجه الشمس، أي شمس!؟ إنها شمس المعرفة.