المستقل- الشارقة- سعاد زاهر
للتراث تأثير مستمر على الهوية الثقافية والاجتماعية، إنه جزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية، حيث يتجسد في القيم والممارسات التي تشكل المجتمع، في وقفة امتلأت بعبق الماضي وثراء مفرداته التقت (المستقل ) برئيس معهد الشارقة للتراث الذي تحدث بداية عن الحضارة والعراقة التي يتمتع بها الموروث السوري، معتبرا أن سورية بلد الحضارات، وهج الشام موجود في دمشق وحلب وحماة ومختلف المدن السورية….
وأكد المسلم نحن منفتحون لأي تعاون ثقافي- تراثي مع دمشق ومع كل الدول وحاكم الشارقة يشجع هذا التعاون دائما، لأن همه الدائم الثقافة.
وفيما يتعلق بخصوصية معهد التراث في الشارقة قال د. عبد العزيز: أنه معهد ثقافي أكاديمي، يعمل في مجالات التراث من خلال الترميم والصيانة لكل المباني التاريخية في الشارقة، مثل قلاع، مدارس قديمة، مساجد، أيضا يعمل على التراث الشفهي، من خلال مركز يسمى مركز التراث العربي.
ينقسم المعهد إلى عدة مباني، مبنى المعهد الرئيس وهو الذي تتم فيه الدراسة في المدينة الجامعية في مويلح تضم مجموعة من الجامعات، تقريبا ثمانية مؤسسات جامعية…
ونحن احدى هذه الجامعات، التي تمنح شهادات دبلوم مهني، خمس دبلومات، أيضا لدينا اتفاق بيننا وبين جامعة الشارقة وبين منظمة ايكروم في روما لمنح ماجستير في التراث الثقافي لكن الدراسة تتم عندنا في المعهد.
ويتابع د. مسلم نحاول أن نغني المحتوى العربي من خلال منشورات تعنى بالتراث العربي حيث ننشر مئة كتاب كل عام عن التراث العربي، ولدينا مجلة علمية محكمة تسمى الموروث تصدر كل ثلاثة أشهر، اضافة إلى مجلة شهرية متخصصة في التراث تسمى مجلة مراود.
كما ندعم مشاريع البحوث في الوطن العربي، فقد دعمنا بحوثا عديدة في السودان وموريتانيا ومصر…حسب نوعية المشاريع على سبيل المثال دعمنا مشروع لأحد أساتذة التراث في مصر ومشروعه اسمه مكنز التراث العربي، هو عبارة عن مفتاح المفاتيح للكلمات وأصدرنا منه 6 أجزاء حتى الآن، كما أصدرنا مطبوعات كثيرة تجاوزت (800) مطبوعة في مجال التراث العربي، إضافة إلى اهتمامنا في مجال ترميم المخطوطات والوثائق من خلال مختبر هام خاص بنا.
فيما يتعلق بالفعاليات يقول د.مسلم:
لدينا فعاليتين هامتين… الأولى تسمى ملتقى الرواي وهي تتفق مع برنامج اليونسكو لرعاية الكنوز البشرية الحية، حملة التراث الشفهي في الشام تطلقون عليهم الحكواتيين، نحن نسميهم الرواة، هؤلاء ندعمهم من خلال مشاريع ومن خلال ملتقى دولي، وباستمرار لدينا مشاركات من سورية حيث لديهم طريقة مميزة في قص الحكايا.
لدينا أيضا موسم يسمى أيام الشارقة الثقافية وهو عبارة عن مهرجان تراثي يتزامن مع يوم التراث العالمي في اليونسكو الذي يصادف (18) نيسان، وفيه نستعرض الفنون الشعبية والحرف، والتقاليد الشعبية، المهرجان بدأ من سنة (2002) عمره 22 سنة.
كما نشارك من إدارة المحتوى كناشرين لكتب التراث في معارض مختارة مثل معرض الشارقة وأبو ظبي والرباط والقاهرة.
وحول انشغاله بالتأصيل والهوية يؤكد د.عبد العزيز لدينا برامج تشتغل على هموم التأصيل والهوية منذ مراحل عمرية مبكرة فمثلا: لدينا برامج موجهة للأطفال من خلال مدرسة تابعة للمعهد، تدعى مدرسة الشارقة الدولية للحكاية وهي تشتغل في المدارس وتشارك في المهرجانات وتختص بإعداد الحكواتي الصغير.
كما نشتغل على برنامج أكاديمي نؤهل عبره باحثين جدد في مجال التراث الثقافي لكي يكونوا مؤهلين ومدربين، ونعقد شراكات كثيرة مع مؤسسات مشابهة في الوطن العربي ولدينا من ضمن المباني لدينا مبنى المنظمات الدولية للتراث الثقافي وهذا المبنى فيه ست منظمات دولية، مثل المنظمة الدولية للألعاب الشعبية، المنظمة الدولية للفنون والحرف، والمركز الدولي لدراسة وصون التراث الثقافي تسمى ايكروم ، مقره في روما والمقر العربي لدينا والمعهد الوطني للعلوم والآثار والتراث في المغرب، لديه فرع عندنا ويعطي ماجستير عن بعد.
وفيما يتعلق بمستقبل التراث العربي يقول د. المسلم: للأسف أرى أن المستقبل مظلم نوعا ما لأنه هناك بعد كبير عن التراث العربي والتغريب وصل لحدود غير مطمئنة، التراث العربي شيء مستقل عن كل معتقد ولا يجب ربطه بدين أو عرق ويجب أن يكون كذلك، خاصة مع دخول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لأن هذا لا يستقيم مع التراث، فنمط الحياة العصرية الآن جعل المستقبل مظلما.
الجدير ذكره أن الشاعر والكاتب الإماراتي الدكتور عبد العزيز المسلم قد توج بجائزة رجل التراث العربي العام 2023، خلال فعاليات المنتدى العربي الثالث للسياحة والتراث وحفل “أوسكار الإعلام السياحي 2023” الذي نظمه الاتحاد العربي للإعلام السياحي تحت رعاية جامعة الدول العربية.
واعتبر أن تكريم المبدعين العرب أحياء بادرة طيبة، لأنهم عادة ما يكرمون بعد الوفاة، وأنا سعيد لتكريمي في هذه الفترة بالذات لأنني في أوج عطائي، وباتت المسؤولية أكبر الآن بعد هذا التكريم، وهو ما يدفعني للمزيد من العطاء خلال الفترة القادمة، كما أنه قد يكون حافزا للأشخاص الآخرين من أجل السعي للحصول على هذا التكريم أيضا، التكريم كذلك قد يفتح آفاقا أخرى لمؤسسات أخرى قد تكون غافلة عنك.