د. عبد الحميد الصائح
انتشر في وسائل التواصل تسجيل مصور لشخص اسمه محمد سعود يتحدث اللهجة السعودية ينال فيه من الفسلطينيين والمقاwمين ويدعي ان شعب المملكة لاعلاقة له بفلsطين وان الكيان له الحق في ان يعيش بسلام ،وهو اسلوب معروف يتكرر مع شخصيات اخرى من هذا النوع ، في سياق حملة تشويه مدروسة في هذا الاتجاه ضد شعب المملكة .
في البداية ودون تردد : ان مايقوله سعود ليس فقط لايمثل شعب المملكةَ العربية َالسعودية ولا تاريخها ولا روحها القبائلية العتيقة الأصيلة ومحرابها الديني الفخم، بل لايمثل حقيقة المتحدث هو شخصيا ، لأنّ مايقوله ليس تعبيرا حراً عن الرأي وليس قناعة حقيقية نابعة من صلبه ،انما هو تبرير للجبن الذي هو عليه ، وهي حالة تبرير للهروب من اتخاذ قرار او أسقاط ضعف القدرة كاداة دفاعية كما في التحليل النفسي.
.فهو شخص جبان خائف يائس يحاول أن يفلسف الاحساس بالعدالة والخديعة الغيبية التي استند اليها الغزاة في فلsطين مما لايقبله منطق طبيعي، بل يرفضه أيضاً التعصّب الذي حملته دماء وجينات سعود وابيه وجده وكل سلالته، وهو خوف تعمل الالة الاعلامية والعمليات النفسية للعدو على تهويله لتغيير قناعات المحاربين بعبثيةِ مواجهتهم ثم يذهب ذلك ليشمل الناس في بيوتهم .
(دون تحليل أو تأويل : ان مايقوله سعود ليس فقط لايمثل هذه الأرض بل لايمثل حقيقته هو شخصيا ، فما يقوله ليس تعبيرا عن الرأي وليس قناعة نابعة من صلبه ،انما هو تبرير للجبن الذي هو عليه)
قضية مثل فلسطين ابعد من معركة بين فريقين ،لا تنطبق عناصر الحرب التقليدية عليها ، وللأسف ساهم الكثير من الكتاب العرب العاملين في سلك اعلام العدو أو المغفلين الذين تأخذهم لومة اللائم بسهولة. ساهموا في قلب الحقائق واجتزاء الأحداث والانصياع للسردية الصH يونية المخلة بالشرف والمنطق والتاريخ والحياة البشريتين. والضغط على اصحاب الارض الحقيقينن الاصليين لعبادة صك الغيب الذي هجّرهم وقبلهم آباءهم من ديارهم.
مشكلة الكثير منا ان اتجاهات كثيرة تتنازعه بشأن فلسطين القضية التي كلما نامت في ملفات السياسة أيقظتها دماء الشهداء ، وإعادتها إلى أولويات الاهتمام الدولي ، بعد محاولة تغييب بفعل التأثير المكثف للتصاميم التي تبثها وسائل الإعلام والحرب النفسية، وأهمها تغيير قناعات المواطن العربي بشأن فلسطين وتهوين أهميتها، وانتاج ذرائع تبدو موضوعية في ظاهرها مثل : انها قضية تتم المتاجرة بها من تيارات دينية ، او انها تنمو وتتمدد وتكبر عمراً مع تعدد حركات المقاومة، ، اوانها خيار ايران الحالية او ان فلسطينيين شاركو النظام العراقي السابق قمع انتفاضة العراق او ان حماس اقامت عزاء لصدام بعد اعدامه وأن الاهتمام الدولي اليوم ينصب على الحلقات المهمة المباشرة ، اي انه اهتمام محلي بالاوطان منفردة ، فشاعت عبارة ، مصر اولا والعراق أولا ولبنان أولا ، وقد سرى هذا على المدن فتجد البصرة اولا وبغداد وبيروت ودمشق وهكذا .. في وقت لايمكن أن تكون فلسطين قصة معزولة عن العالم تتمثل بنزاع بين فريقين او دولتين او طرفين متكافئين ، انها جريمة العصور ، وان اغتصابها وابدال شعبها بشعب افتراضي جمع من الشتات بناء على فرية غيبية أمر يعني كل من يتنفس على هذه الارض وليس الفلسطينيين وحدهم . ربما يختلف البعض على اسلوب المواجهة أو توقيتها او أو ..لكن غير مسموح الاختلاف على معقولية الاستسلام للمغتصب وانهاء الملف بحجة اختلاف ميزان القوى أو تجنب هول الجرائم التي يرتكبها الاقوى في المنازلة . هذا ما لايمكن قبوله من أي عربي ، حتى وان ادعى ذلك علناً ، انها قراءة للجينات العربية وللاصول وللمتوارث ، فلا يوجد عربي اليوم اذا لم نقل ابعد من ذلك يقبل با ن تحتل ارض ويشرد شعب على هذا النحو ،حتى محمد سعود في داخله وان ادعى ذلك كما يرد في الفديوهات المسجلة ، فهو اقل وارخص من شجاعة القول هذه ، انه كلام الجبناء الذين يبررون هروبهم من المواجهة بتغيير ارائهم في جوهر الموضوع حتى وان بدا ذلك مخزياً ومضحكا ايضا.