علاء الخطيب
فرق كبير بين الخصومة والعداوة ، الخصومة تعني الجانب الاخر المعارض من الرأي ، لذا يقال للمشتكين في المحاكم ، ” الخصمان “اي كل له رأي، ومن يفصل بين الرأيين هو الواقع واهل العقل ، أما العداوة فهي ارادة السوء لمن تعاديه ، وهل إبعاد وسحق وإقصاء الاخر ، وفي العداوة التجاوز والاعتداء .
في وسطنا الثقافي او الاجتماعي هناك خلط كبير بين الخصومة والعداوة ،فكل من يختلف معك بالرأي ، يصيِّرك عدواً، وتضمحل صفة الخصومة، ويبدأ خصمك باتهامك بشتى التهم ، منها التخوين ومنها بانك قلم مأجور واخرى بانك عميل لجهة ما ، وهكذا دوليك .
من الطبيعي ان نختلف ومن الطبيعي ان تعدد وجهات النظر بقضية ما ..
لكن الغير طبيعي ان تشتمني أو تُسيء لي ، وتطعن بعرضي وسمعتي .
هذه الظاهرة تبدو واضحة عند كثير من المثقفين و المتثيقفين ، رواد مواقع التفاهة الاجتماعية .
رأيت هذه الظاهرة، بكل وضوح هذه الايام على مواقع التفاهة الاجتماعية ، حينما اكتب رأياً أحاول من خلاله التعبير عن وجهة نظري التي اعتقدها صوباً ، أشاهد كماً من الاعداء المفترضين ينهالون علي َّ بالتخوين وعدم المعرفة، واني صحفي مأجور ، والبعض يتنمر عليك ويستهزأ برأيك بطريقة حاقدة ، لا تخلو من السباب والشتائم الجاهزة .
لقد كشفت الحوادث الأخيرة الكثير من الاعداء المتخفين برداء الأصدقاء الافتراضيين، أو المتابعين الهلاميين .
حين نختلف تسقط القيم ، وتذهب العقلانية .
حين نختلف ننزع الاخلاق ونرتدي القباحة.
حين نختلف يجب ان ينتصر احدنا على الاخر .
حين نختلف نتحول إلى كائنات شرسة .
حين نختلف ننسى ان لدينا وجهات نظر وليس مسلمات .
حين نختلف نتغافل عن حكمة ٍعظيمةٍ في تراثنا العربي والإسلامي التي كان يرددها الامام الشافعي رحمه الله « رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب » .
حين نختلف تتسافل لغتنا الإنسانية.
حين نختلف نكشف عن معدننا الحقيقي ووجهنا الحقيقي دون زيف او تزويق .
نعم حين نختلف وللحديث بقية