الكاتبة : دنيا / العراق
ابتدأت رحلتي في عالم الموسيقى المعاصرة بتأملي العميق في عالم الموسيقار العالمي نصير شمه ذلك الإنسان المفكر الواعي المبدع الفريد بحسه الفني المرهف الذي يغمرني بحزمة من المشاعر الوجدانية عبرت عنها بقصائد وأشعار صوفية، هي أساس انطلاقتي الأولى في عالم الأدب والفن والأبداع، مارست كتابة الشعر الصوفي بالتناص مع موسيقاه الصوفية بالحان آلة العود الملهمة للجانب الوجداني والروحاني، فهو فنان مثالياً جوهرياً و قدوة فذه للأجيال الناشئة في عصر الحداثة وتكنولوجيا { الموسيقى الرقمية } يعلمهم كيفية العزف على آلة العود الشرقية وتذوق الآلحان الموسيقية العربية الأصيلة، على سلم أوتار عوده الناطقة بمشاعره الوجدانية الغامرة في بحور الموسيقى الروحية الخيالية الهادئة، فبدأ الفنان نصير شمه رحلته الفنية برؤيته العميقة في جوهر الحياة الذي يتعايش معها بوضوح تام يطبق ما تعلمه من دروسها بحكمة عارف متنور البصيرة، فهو يرتقي بنبوغه الفكري والثقافي الواسع ليقطف ثمار انجازاته المبهره في كل مرحلة من مراحل مسيرته الثقافية الفنية العظيمة، بالتجديد والإبتكار في الموسيقى الروحية وفن التشكيل، حيث
يستجد خلالها وسائله التعبيرية وتقنياته الموسيقية بأسلوبه الخاص الذي يؤديه بجودة عالية بفصول متنوعة بين الإبداع والتناغم و التنسيق وتأليف ألحان مقطوعاته الموسيقية الخالدة، يجسدها بمنحى فني جمالي آخر على شكل لوحات تعبيرية تشكيلية يترجم من خلالها أطروحاته الموسيقية لإظهار الجمال في حياتين خاض غمارهما وفق بنية تكوينات لونية تجريدية برؤية فلسفية تحاور الإنسان في معرفة حقيقة وحدة الوجود كما إنه يتمتع بقوة التعبير عن مشاعره الوجدانية في كتابة الشعر بسحر البلاغة والبيان، فهو يتقين صياغة الحروف والكلمات بمهارة شاعر وفنان أسطوري، لديه مواهب خارجه عن المألوف بقدرته على التعبير عن الواقع والخيال { بالصوت – اللون – الكلمات } فهو فنان جامع للمصادر الثقافية والأدبية والفنون الموسيقية والتشكيلية. نستنهل من فكره الثقافي والإنساني المتنور سبل السلام وقضايا التعاون المشترك والتضامن والتكافل بين أفراد مجتمعات الشعوب، ويتميز الموسيقار نصير شمه بالجودة في أداء العزف المنفرد والجماعي وقدرته المذهلة على قيادة أوركسترا في مجموعة كبيرة من العازفين الرواد بتنوع الآلات الموسيقية من مختلف الثقافات العالمية، في حفلة ليالي العشق الإلهي وحفلة ألق بغداد وأيضاً ينظم حفلات موسيقية أوركسترالية مع كادر من الموسيقيين العالميين يسافرون بقيادته برحلة تجوالهم حول ألعالم يقدم مبادراته الإنسانية للشعوب. وأريد أن أوضح لكم في هذا الكتاب جملة من المعاني والأوصاف التي يتحلى بها الفنان السامي بصفاء روحه الإنسانية الخلاقة المبدعة، مؤلفة لمجموعة من الدراسات النقدية احتوت آخر أعماله الفنية الموسيقية والتشكيلية. وهكذا نستلهم من فكر الفنان والموسيقار العالمي القدير نصير شمه المعرفة بآفاقها الواسعة بما قدمه لنا من إلانجازات العظيمة وارتقائه بالفكر الثقافي والإنساني الموسوعي الشامل نحو إحياء القيم المثالية في المجتمعات الإنسانية والمشاركة لإحياء الثقافات وتراث الشعوب ودمج ثقافتها بلغة المشاعر الإنسانية الواحدة يستعرض مواهبه العديدة الفريدة بنموذج مميز يتحدى بقدراته الخلاقة التصنيف و الاختصاص بمنهج فني أو موسيقي واحد وذلك بتوزيع طاقته الإبداعية وتحويله النغمات الموسيقية الى لوحات تعبيرية تشكيلية جذابه بإسلوبه المتنوع الذي يتجاوز حدود المعقول، يوزع هرمونية الألوان في نمط الرسم التجريدي، على شكل رقصات صوفية في دائرة الحركة كونية حيث نرى ميلاد فجر إنساني جديد يرافقها قيم روحانية واستقرار وتأمل (مرموز لها بالألوان الفاتحة والداكنة) تعني الحب للحياة والنمو والإزدهار والإستقرار الإنساني للبشرية جمعاء إن الرسالة الفنان والموسيقار الملهم نصير شمه المشفرة في لوحاته التشكيلية هي رسالة أمل إنسانية جامعة وشاملة لكل البشر وتحتضنهم كلهم. إنها دعوة للتركيز على جوهر الإنسان وامتداد في هويته بأنه إنسان مكرم من
الإله متعلق بين فضاءات الحياة العلوية وأخرى أرضية. نستبين الرؤى التعبيرية في إسلوبه الشيق المحبب إلى نفوس الجماهير الذين جعلهم ينجذبون إلى عالمه الفني الواسع الرحب من مختلف دول ألعالم تأتي للإنتشاء الروحي بأنغام ملك العود العربي الأصيل والإستمتاع بالمشاهده والتأمل في معرض لوحاته التشكيلية في محطة إستراحة من صخب وزحمة الحياة المعاصرة .