وجعان متلازمان لحياة المثقف العراقي الباحث
عن الطهر الغير مستدرج الحالم بحياة مستقرة
وكانت تراوده الاحام كالعصفور بان يجد الطائر
الحر الذي يشاركه في اقتسام الحنان على ارضية
هذا العش الذي يعني )الوطن( كان قلمه ثورة
ومداد حبره الالم المعتصر المختنق لا يزال تائها
بين الموت والحياة : الموت ليتخلص من حياته
الضنك الحالكة، والحياة الرغبة الجامحة بصناعة
واقع مغاير له ولاقرانه في الالم وشركائه بما
يسمى )وطن(.
شيء واحد يحقق له مفهوم )وطن( الجلوس
على اعتاب السلطان ولعق احذية الحكام والسير
بركابهم المباركة، والترنم بمنجزاتهم الرهيبة،
ولكن كيف بعد كل هذا الانحطاط والتقهقر يكون
جديرا بوطن ؟، جديراً بلقب الكاتب؟، الم يعلم
كاتبنا المسكين ان الكلمة مسؤولية، وان الضمير
هو صانع القرار الحقيقي؟ وان التعاليم السماوية
وكل ما احتوت الكتب المقدسة لا تستطيع ان
تعيد له وعيه ان لم يقل الضمير قوله ويدلي
دلوه ؟، فهي اذن جدلية مرعبة ومميتة في ان
اما، ان تكون كاتب با وطن يحتضنك، او تتخلى
عن تمردك ومهاجمتك للفاسدين حينها يعود
لك الوطن المسافر وتنعم بأفيائه الوافرة وتصبح
ناطقاً رسمياً ومتحدث تلاحقك الاضواء والخضراء
والوجه الحسن، وانت صديقي الكاتب المتمرد
لما هذا الزعيق ومهاجمة الفاسد الامن، دعه
وشأنه الباد ليس لك انت مجرد طارئ وهم
الاصليون، ولما هذا التحامل على ما تسميه
انت ) الطغمة السياسية الفاسدة التي تمارس
اساماً سياسياً وتجارياً ومقاولاتيا (؟، اليس حريا
بك التصفيق والتطبيل لهم بدلاً من هذا الجدل
والسجال المتبادل؟ لسبب واحد حتى تنعم بوطن
وتكون بمأمن من حاشية الحاكم ومريديه
وطاقمه الاعلامي ولا انس مستشاره القانوني
الذي سيرد عليك بدعوى قضائية ستودي بك
وبحياتك) النص أقران( الى غياهب السجون
بتهمة أزعاج الحاكم والتهجم على الرموز الوطنية
؛ فالوطنية بمفهومهم متلازمة للرموز وعلية
القوم وحواشيهم وما تبقى مما يسمى )شعب(
الاصناف الثانية او لنسميه الطبقات الوسطى
كما صدع رؤوسنا بها علماء المنطق والاقتصاد
ونبيهم الفكري )كارل ماركس( الذي لم نجن من
نظرياته سوى التكفير والضياع، ولكن بالمقابل
الم يقرأ هؤلاء المتحكمون عنوة بمصير بلادنا
الحبيبة التأريخ جيداً؟، الم يسمعوا بالحوارية
الشهيرة بين وجه الاسام الطاهر الصحابي
الجليل ابو ذر الغفاري عندما حمل عظمته متكئ
على عصاه الخاوية ليكون اول متظاهر في العالم
خرج لتصحيح المسارات في زمن تلعثمت فيه
الالسن وعلقت الرقاب على الاعواد ؟ اتعلمون خرج
على من ؟ خرج على طاغوت ذلك الزمان او ما
يحلو للبعض تسميته خليفة الله وامير المؤمنين
معاوية بن ابي سفيان ؟ ليقول له )كلمة (! قال
له معاوية ساخراً من عظمته وعصاه : المال مال
الله وانا خليفة الله والمال مالي ما شأنك انت
؟! هنا رد عليه رجل العظام والعصا المتمرد رداً
وجودياً قض مضاجعه ومضاجع المستبدين في
العالم ليوم الناس هذا قال له )كلمة( كلمة
الحق المبينة : المال ليس مال الله!! المال مال
الناس وانت يا معاوية تسرق الناس!!
ترك الكاتب الوطن ومواطنيه ظل يبحث عن
ظل وسقف يأوي صغاره الذين لا ناقة لهم ولا
جمل في ما يجري من صراعات اقليمية ودولية
الرابح فيها خاسر، لا ذنب له بحماقة الحكام
وسخفهم وحتى لا ذنب له بشعب يتبع حكاماً
ظالمين فسدة مرائيين جعلوا من الدين دكاناً
للارتزاق ومن الاسام طلسماً للمحافظة على
مكانتهم ومواقعهم ومصفحاتهم وجواريهم
الحسان، الاطفال لا يفقهون لغة الدم وطبول
الاخرون التي يسعى لقرعها حكام الخليج، لا
يكترثون لموازنة دولة امتصها السياسيون
السابقون واللاحقون، لا يريد شعارات حقوق
الانسان.. لا يريد منظمات وتنمية وندوات..
يريد سكن.. يريد وطن.. يريد أمن.. يريد أم
يريد أب.. يريد ظل رحيم… يريد دفء وطن…
يريد سقف وخبز وحرية.
الوطن والمثقف وأغلال السلطة وشراكها
(Visited 7 times, 1 visits today)