صادق المخزومي
الشاعر والفنان والكاتب المسرحي كاظم محمد إسماعيل الخطيب (1951- 1997م ) محلة البراق – النجف، درس في الإعدادية، وعمل في كل المنظمات الثقافيه، كملحن وشاعر وكاتب مسرحي.
من المفيد– بمكان– ان يعرفه محبو الادب الشعبي ويتعرفوا على جزء من مواهبه المتعددة الا وهو موروثه الشعبي. انه شاعر حديث ظهرت اثاره الشعرية في السنين الاولى عام 1969 ولكنها لم تعرف فيحينها الا لدى القليل من زملائه الفنانين والشعراء عندما اسس مسرح الطليعة آنذاك منهم : محمدالصكر ومحسن الرماحي ومحمد حسن دعيبل وسعيد الخطاط وعدنان الرماحي وهلال الكعبي . فالخطيب فهو من المجددين في اللغة الحديثة في القصيدة الشعبية :
بسواد الليل والدنيه تصب اجحيل
واخونك عبرتي كوه ودموعي تسيل
بكيت اجمع عشكنه من تبده بيوم
روحي جل الحمامه على الديار تحوم
لهنا وانتهى حدي
وحدي بغربتي وحدي
وحدي بليله ظلمة والصبح ترتيل
فكان الشاعر الخطيبب اربأ عشقا للحبيب الذي ابتعد عنه، فبقية احلامه التائهة وحزنه يحرق بروحهوبناره الكاوية، فكتب ما كتب من الاغاني الجميلة الى حناجر الكثير من المطربين، اذكرمنها أغنيتهالرائعة التي لحنها الفنان جعفر الخفاف واداها المطرب رضا الخياط قبل ان تغير بعض من مفرداتها :
– احـرك بروحـــي حـرك من جوه لي جوه
واغصب جروحي غصب واعله الصــبر كـوه
اتناغه ويه الصــــبح وادري الصبح هم ليل
ما بيَّه حـــيل الـحجي ونه وحسافــه اوويل
وك عـاد ما مش وفه وك مـا مش مـروه
– جم ليل مـر وجــزه وعينك غفت عنــه
ونكول باجـــر يـجــي ومـا نكطع الظِنـــه
والأمـــل بينــه كبـا هم زيـن بينه أمـــل
راحتنه تسحن سـحن ما خذنه خوف وخجل
بسكوت يجري الدمع والــــونّه جـالغنوه
– ياحيف مر الوكت واحــــنه تـطشـــرنه
ما ندري شنـهو الفرح والضـحك ما مـــرنه
يـا عين ملنـه العـــمر والــــدهر بــــدانه
واحنه بكايه جــــرح لســـيوف مـمشـانه
بسكوت يـجري الدمع والـــــونه جـالغنــوه
وك عاد مـا مش وفه وك مـا مش مـــروه
احــرك بروحي حــرك من جـــوه لي جـــوه
لقد ذاق مرارة العشق ومكابداته الشديدة، فأخذ يكتب بشعور جياش صادق بحبه الازلي المتأججللحبيبة فلا حدود له :
دمــع جذاب بعيونك شـجاني كلي شحصلت منك شجاني
انطيتك كل تعب عمري شجاني ومنك مابدت حته التحية
اما المعاناة التي جسدها كاظم الخطيب في كتاباته هي معاناة حقيقية معاشهّ وصادقة، فكانت علاقتهبالحبيب هجرا وخصاما وصدودا، ليس له ألا قلب يقدمه الراحل له، مهما كان هذا القلب مفعما باللهيبوالعاطفة والحنان، وامام كل هذا فأخذ يناجيه ولكن دون جدوى، حتى بقي في دوامه مع الحبيب والألموالشغف، الذي ظل ينخره حتى الموت، كما في قصيدته (عشك النجف):
الجذب هين! الدغش هين!
عدنه هين كلشي هين
حبيبة بس العشك ورطة !
بالنجف عدنه العشك منشور سري !
وعدنه كل الناس شرطة .
وين أشوفج؟
وين ننطي وجوهنا من العيون؟
ويا عكد يحمل عشكنه؟
بيا حديقة تفيي للحب الغصون؟
حبسي بشفافج البوسة وخنكي بعيونج الكيف
العشك بالنجف طيف!
واليمر بيه ….
لو يصير تراب بدروب اليحبهم
لو يصير بعشكه سيف!
وآنه كلبي أرق من نسمة وأحن من كل وتر
دورت عن سـﭽـة تاخذنه الهوانه لكيت بس درب السهر !
وقشمرت روحي وكلت خليني أساهر
هلبت الدنيا تلمنه ويجي باجر
وإجه باجر .. وغيم البعيني إنكشف
كلشي بالدنيا تقدم
حبيبه بس عشك النجف
آخ يا عشك النجف .
***
وردنه مرة نلتقي ….
ونطبع على الشفة الغزاها جحيل …
نيران السوالف
كتبت ورقة .. وإجت ورقة وبيها جلمة ما يخالف .
إجه الموعد .. والتقينه …..
هيه ماخذها الرجيف وآني خايف!
نخاف من خيالنه يوصل حجي!
شكيت إلها وهي كامت تشتكي .
أمس أبوها يكلها يبنيه تره شعري وكف !!
صاح أخوها ضاع بالدنيا الشرف !!
وهم ما يدرون بالحب هالوكت أعظم شرف .
آخ ياعشك النجف .
***
وردت أنسه …
وهاي روحي دوم تنسه اللي يضدها
وردت أنسه …
وروحي وردة تخبص الدنيا بعطرها
وهيه أبدا ما تحسه
مثل طبع الكاع روحي ….
تحجي بيها الناس دوم وهيه خرسه
إلمن أحجي وإلمن أشكي ؟
الناي من يدوي الطبل يختنك حسه
ورجعت أزرع عيوني ورود بدروب المَدِرْسة
آخ ياباب المَدِرْسة
آخ يسياج المَدِرْسة
احفظت شكل الباب كله !!
وادرخت طابوك حيطان المَدِرْسة !!!
حبيبه جم حصة التعدت وآنه كلبي بليه حصة
حبيبه كولي من يدكون الجرس بهداي لمن تجي الفرصة
آخ يا دكة جرسكم ….
لدكته بكليبي قصة !!!
حفظت كل دكاته كلها … وبالأخص دكته الأخيرة !!!
ها إجت دكته الأخيرة ….
وانفتح باب المراد …
وجره شلال العبي
روجة تمشي إبطن روجة
يتهاده بس هو بفرح
وآنه أطكن حيرة حيرة
المحت عينج من بعيد …. مورده بضحكة جبيرة
ردت أجهبج … خفت من صف الرصاص اليلمع بعين المديرة
آخ يعيون المديرة …
وآخ من الروح لو نبع العشك بيها نشف
العشك حاجة وما يصير أبدا ترف
آخ يا عشك النجف
***
ماكو تالي يالحبيبة ماكو تالي
إحنه منريد العشك بالعين دمعة
جيبي إيدج خل نلاوي الضيم كوه
والظلم نمشي على ضلعه
مو عجيبه …
عدنه ناس اتاجر بالله وتسمي العشك بدعة
ومو عجيبه …
إحنه للميت نوﭺ شموع عشرة ولليحب ما نوﭺ شمعة ؟
جيبي إيدج خل نكلهم مو عجيبة اللي يحب محبوب عمره
مو عجيبه ….
الما يحب أكبر عجيبة !!
فرغم الازمة الكبيرة التي يمر بها ليكاد يعبر عن واقعه بالذات ومن واقع كل الناس الذي يعيشون معهيوميا، بل كان لم يعش بتهويمات فارغة، فكان ملتصقا كل الالتصاق بهذه الارض وتربة هذا الوطن الذيعاش فيه معبرا عن حبه والتضحية من اجله في مسارين: اما الشهادة واما الحياة السعيدة على الأرض،والذي لم ينلها ابدا :
حديقه ها الوطن بس لليحبون
تمد اجفوفه وتنطيهم اثمـار
سكيناهم بمهجنه وطكن اورود
مر الفجر خذهه وشكبن اشعار
اهواي اجروح تعضه اشفافه بليل
بس جرح الكرامة يطلب الثار
من اثنين وحده بهاي دنياك
لو نومة لحد لو عيشة احرار
بسواد الليل والدنيه تصب اجحيل
واخونك عبرتي كوه ودموعي تسيل
بكيت اجمع عشكنه من تبده بيوم
روحي جل الحمامه على الديار تحوم
لهنا وانتهى حدي
وحدي بغربتي وحدي
وحدي بليله ظلمة والصبح ترتيل
……………………………………….
– مدونة كاظم السيد علي بهية، المنبر الحر رقم 648
* المخزومي تاريخ الادب الشعبي في النجف الاشرف 2/ 468