كتب المحرر السياسي للمستقل :
كثيرةٌ هي القوات الاجنبية المتواجدة في المنطقة والعراق، ففي سوريا هناك قوات روسية وإيرانية وامريكية وتركية ، وفي العراق هناك قوات أمريكية فرنسية وهولندية وإسبانية وبلجيكية وتركية وغيرها، يقال ان مهمتها دعم واستشارة ، وفي الوقت ذاته انها ليست قوات هجومية.
لكننا لم نرَ اي عمليات ضد القوات الروسية في سوريا مثلاً او عمليات ضد القوات الفرنسية والإسبانية. في العراق .
اذاً لما تتعرض القوات الأمريكية للهجوم باستمرار ؟؟؟
هل بسبب وجودها غير الشرعي ؟
أم بسبب دعمها لإسرائيل ؟
أو بسبب كراهية الشعوب للسياسة الأمريكية ؟
ولماذا تنحصر مهاجمة القوات الأمريكية من قبل الفصائل والقوى الموالية لايران فقط ؟
الاجابة عن هذه الاسئلة سيضعنا امام حل لكل معضلات ومشاكل المنطقة .
لابد من القول ان هناك قواعد وقوات أمريكية في المنطقة و هي بأمان ولا يمسها شيء ، ففي تركيا المصنفة “اخوانياً ” والتي يحكمها الإسلاميون توجد قاعدة “إنجرليك ” ولم نسمع يوماً انها هوجمت او تم التعرض لها، وفي قطر هناك قاعدتان أمريكيتان ” العديد. والسيلية” وبرغم وجود اعداد من جماعة الاخوان المتشددين يعيشون هناك ، ولكن القواعد بأمان وسلام ، وكذا الحال في البحرين ، يتواجد الأسطول الخامس، وجنوده يسرحون ويمرحون فات مسيرات ولا صواريخ ، اذاً لماذا في العراق وسوريا تتعرض القوات الامريكة للهجوم. باستمرار ، ربما لان القواعد في الدول آنفة الذكر. قواعد تتواجد بموجب اتفاق بين امريكا وتلك الدول ، وهي قواعد رسمية وشرعية من الناحية القانونية ، وفق الاتفاقات الدولية ، لكن الحال مختلف في العراق وسوريا واليمن ولبنان .
لكن البعض يقول : ان الهجمات تأتي نتيجة لموقف امريكا ودعمها لإسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين!!!
ربما يكون هذا القول جزء من الحقيقة فالادارة الأمريكية مهما اختلفت مع “تل ابيب” يبقى الاختلاف شكلي ، لكن الحقيقة ان امريكا. تدعم إسرائيل في كل مواقفها وأفعالها ، ففي هذا السياق، أوردت صحيفة“حرييت” التركية أنه رغم أن الرئيس الأميركي جو بايدن رفض مقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنياميننتنياهو بسبب تشكيله حكومة مع اليمين المتطرف واتهامات بدعمه ترامب في الانتخابات، إلا أنه بعدالهجوم الأول لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” وأزمة الأسرى، لم يكن من المفاجئ أن يعلن بايدنوالولايات المتحدة “مرة أخرى” الوقوف إلى جانب إسرائيل والاستعداد لتقديم المساعدة بكل اشكالها.كما لم يمنع وزير الخارجية بلينكن ان يصرح بانه جاء كيهودي وليس وزير خارحية امريكا.
ومن جانب آخر ان دعم إسرائيل كما يقول الخبراء يتأتى من رغبة امريكية للاستمرار بالسيطرة على الشرق الاوسط وإسرائيل توفر تلك الهيمنة بوجدها القوي.
فقد قالت الدكتورة نورشين أتيش أوغلو جوناي، أستاذة العلاقات الدولية في جامعة نيشانتاشي بتركيا ،في حديثها لصحيفة” الواشنطن بوست ” أن واشنطن تدعم تل أبيب في معظم الأحيان، وقد أعلنتالولايات المتحدة، التي لا تريد التخلي عن سيطرتها في الشرق الأوسط على المستويات العسكريةوالاقتصادية والإستراتيجية، إسرائيل “حليفا موثوقا به“
واذا ما توصلنا إلى ان الهجمات تطال القوات الأمريكية بسبب هذا الدعم ، كما يقول البعض ، فيمن الاجابة عن هذا الاعتراض بكل بساطة .
هل مسوولية الدفاع عن فلسطين تنحصر بالعراق وسوريا واليمن ولبنان ؟؟؟
و لماذا لا يقوم الأتراك بذات المهمة ، وهم يعلنون موقفهم من الصراع الدائر في غزة ؟
اما من يقول. ان الشعوب تكره امريكا ، فهو قول فيه شيء من الصحة لكن ليس بالمطلق ، فقد ذكر استطلاع رأي : تزايد القلق بشأن التطرف في اوربا وأمريكا بينما يتراجع في روسيا.
وهذا الاستطلاع يؤكد ما ذهبنا اليه .
اذاً هناك من يوالي امريكا وهناك من يعبر عن الكراهية بوسائل اخرى ، ليس السلاح والحرب هي الوسيلة الوحيدة. لإظهار الكراهية والرفض لأمريكا، فهناك انواع كثيرة للمقاومة يمكن استخدامها لمواجهة الهيمنة الامريكبة.
ولكن يبقى احتمال واحد في هذه السؤال الذي أطلقناه في البداية.
لماذا تطال الهجمات امريكا دون غيرها؟
يعتقد الكثير من المحللين ونظراً للجهات المهاجمة ، ان السبب هو الصراع الأمريكي الايراني ، وسواء كانت حرب غزة ام لم تكن فهناك الكثير من المبررات التي ستتولد لمهاجمة القوات الأمريكية ، وستبقى الجهات التي تهاجم امريكا هي القوات الموالية لايران سواء في العراق او لبنان او سوريا او اليمن ، وليس هناك جهات اخرى ، ومتى ما توصل الطرفان ايران وأمريكا إلى هدنة سينعم الشرق الأوسط بالأمان والهدوء والسلام .
ويقال “إذا عرف السبب بطُل العجب”.
