قصة من قصص الميسوجينية / د. عادل جعفر

قصة من قصص الميسوجينية / د. عادل جعفر

د.عادل جعفر

استشاري طب نفسي

الميسوجينية هي كراهية النساء من قبل عالم الرجال و إذلالهنَّ، هذه الكراهية تسمّى (misogyny).

لا زلت اتذكر تلك السيدة المتزوجة من شخص متخلف عقليا!!! و عندما سألتها ما سبب زواجها منه !

صدمتني بجوابها الذي لا يزال يرن بأذُنِيّ!!!

اخبرتني انها امراة فصّلية!!!

قلت لها: ماذا يعني هذا؟

قالت لي: لقد تم اهدائي للزواج بعد فصل عشائري لفض نزاع مع عشيرته.

قلت لنفسي :فعلا انها ضحية زواج ميسوجيني ملطخ بدماء على الأسفلت .

منذ فترة وجيزة ماتت انتحاراً، او ربما قُتلت!.

لا ادري، فلا احد يخبرك الحقيقية !.

قبل عدة ايام من موتها جاءت الى عيادتي في موعدها الشهري

قلت لها: كيف حالك اليوم

فأجابت بهدوء مصطنع و هي تتنهد :انا بخير

قلت:هل انتِ متأكدة؟ فتعابير وجهك تقول عكس هذاعيناك حزينتان و شفتاك ترتجفان خوفا ورعباً.  أنّي ألمح شرارة رفض للحياة في عينيك ، أن نظراتك ضائعة و محبطةَ   !.

عادت لتتنهد مرة أخرى  و كان  الضيق واضحا عليها ثم قالت بأسى

نعم أني أخفي حزناً،  اني اخفي وجعاً“……ثم نكست رأسها  و الدموع تملئ وجهها وهمست بقهر :

دائما  امسح دموعي بعد ما اقول  (أنا بخير) ،سحقاً لواقع لا‌ يوجد به احتواء صادق“…. ثم رفعت رأسهابتردد وهي تعض شفتيها و قالت  بتلعثم:

أنا استثناء من أي شيء وأنت تعرف ذلك دكتور

قلت لها :عديني ان لا تتصرفي بتهور

فهمست بتردد بالغ : أعدك ان أستطعت !!.

اتذكر جيداً  ذلك اليوم ،لقد احسست انها جاءت لتودعني!، كانت تبدو عاجزة تماما، لا قدرة لها علىالتحكم في أي شيء، كنت اعرف ان لها ميولاً انتحارية ، كان واضحا لي انها تشعر بالعجز و انها اصبحتبلا حول و لا قوة ! و بقدر ما كانت عاجزة كان لديها  قوة و عزيمة لتنفيذ أمر ما ، كان واضحا  من كلامهاانها وصلت نهاية الطريق!.

ناقشت أفكارها و ميولها  الانتحارية ،حاولت بكل جهدي ان اغير أفكارها، كنت أدرك انها بحاجة الىدخول  المستشفى لتبقى تحت الرقابة .

  • رفض اخوها الفكرة رفضا قاطعاً، تكلمت معه على انفراد وب أوضحت له خطورة الموقف ، فقال لي:خليها على الله دكتور.

و بعد عدة ايام سمعت خبر وفاتها شنقاً!!.

(Visited 28 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *