في حضرة … الفقيه البغدادي / حسن عبد الحميد

في حضرة … الفقيه البغدادي / حسن عبد الحميد

حسن عبد الحميد
دراستان كتبتهما حول مناهل و ذخائر ما زها و حوى كتاب الباحث و المفكر الكبير د عبد الحسين شعبان ” دين العقل وفقه الواقع/ مناظرات مع الفقيه السيّد أحمد الحسني البغدادي ” الصادر بطبعته الأولى عن مركز دراسات الوحدة العربيّة – بيروت /2021 ، و نشرتهما في ثقافية جريدة الدستور الأولى يوم الأحد 2 كانون2/2022 ، و الثانية يوم الأربعاء 2 تشرين 2/2022 ، فيما تسنّى لي زيارة سماحة آية الله العظمى السيّد أحمد الحسني البغدادي و مقابلته شخصيّاً في مكتبه العامر و الحافل بمُتحفات أمهات الكتب و أثرى المصادر الشتى في صنوف وصفوف رفوف المعرفة و سوانح الفكر و أفاق الفقه وإنفتاحات أُطر الثقافة صوب عوالم و تخوم المستقبل و ما يخبأ لنا في قوادم الأيام ، ذلك المكتب الأثير بمحتواه ، المتواضع البسيط بشكله اللابد في بيته الكائن بالنجف الأشرف عبر بهاء دعوة أصطحبنا فيها د .عبدالحسين شعبان مع أخيه الناشط في مجال حقوق الإنسان حيدر شعبان يوم الأثنين 5 كانون أول الجاري ، لتتحقّق تلقائيّة وحميميّة و حرارة عفوية ذلك اللقاء العاطر في حضرة السيّد البغدادي “حفيد” الإمام الحسني البغدادي “الجد” الذي سبق و أن و أنجز عنه د.شعبان كتابه الشهير” مقاربات في سسيولوجيا الدّين و التُّديّن – التأريخ و السياسة-” الصادر في العام /2018 عن دار أحياء تراث الإمام البغدادي- النجف، نعم … و كما أشار وأعلن و أفاد المفكر د.عبدالحسين شعبان في مقدمة كتابه ” دين العقل ” التي أستهلها بمقولة الإمام علي بن أبي طالب ؛ ” على قدر شرف الناس تكون المروءة ” ، وحتى يذهب بعد ذلك بالقول، بأن مناظراته مع السيّد البغدادي “الحفيد” غلبت فيها المتعة بقدر ما كانت الفائدة ، كونها أتّسمت بالصراحة والوضوح و بلوغ هدفها الرامي للبحث عن الحقيقة ، عبر تلاقي و تعانق الرغبة في تبادل الآراء و وجهات النظر من خلال إعادة قراءة لبعض المسلمات والقينيّات والقناعات و الأطروحات بغية إخضاعها للنقد و وضعها تحت مجهر التفكير بما ينسجم مع روح العصر ” خاتماً ذلك بعبارة محي الدين بن عربي ؛ ” الزمان مكان سائل ، و المكان زمان متجمّد ” ، أتراني – بعد كل هذا- قد أستعرت بالبعض اليسير مما ورد بمقدمة هذا الكتاب ، لكي أختصر فيه زهو تقييم لقائي بهذا الفقيه الثائر ، التنويري الذي يتدّرع بنبل طروحاته و شساعة ثقافته و رؤاها المتعددة وجوانبها العلمية وعلمانيته المُتقدمة على المُعلن والمتاح و السائد المجتّر و المألوف عبر كل ما أفاض و أبدى من ثراء و نقاء معلومات ودهاء يقظة واثبة و رجاحة عقل باذخ الفطنة ، بالغ الروعة ، مزدان بحوافل دعابة عابقة بروحٍ عذبة ، طريّة واثقة و
أريحيّة مُحلقة ببواهر و نوادر حبّها الباسق والكبير للآخرين مهما كانت علامات و درجات الإختلاف معهم – قائمة – من حيث الإمساك بجوهر الحكمة المتأتيّة من منجم التوافق و التناغم مع براعة العقل ، الذي هو أساس الدين ، لم تنته لحظات و ساعات ذلك اللقاء الأخوي الرائق – فقط بالتقاط صور تذكارية – بل أهدني كتابين من مؤلفاته الأول ” مذكرات أحمد الحسني البغدادي – في مواجهة الدّين الأخر … نقد … مواقف … توّقعات ” و الآخر أحتمى بعنوان ” نقد العقل الديني … أديان الأرض … ودين السماء” و الثالث كتاب عنه للباحث د. نذير القريشي المعنوّن ” أحمد الحسني البغدادي … الظاهرة الجهادية و المعرفية المعاصرة ” الصادر عن دار الحكمة في لندن .
حسن عبدالحميد
Hasanhameed2000@yahoo.com

(Visited 16 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *