عدنان السوداني
هكذا مرّت الأيام مسرعة ..وهكذا هي سنّة الحياة التي تجعلنا نفارق الأحبة والأصحاب ، نفارق من تعايشنا معهم ومن كانوا سببا في أفراحنا ، لنعيش أيامنا المتبقية على ذكرياتهم الطيبة …
سنة واحدة بأيامها ال ٣٦٦ ، مضت مسرعة ..
ذهب أحمد راضي جسدا وبقيت أنفاسه وضحكاته وابداعاته وذكرياته تعيش معنا …
وهنا وبعد سنة على وفاته بسبب مرض كورونا تعود بي ذكريات السنين الى ما قبل ثلاثة عقود من الزمن يوم التقيت المرحوم أحمد راضي لأول مرة في نادي الزوراء الرياضي حيث كنت هناك بمهمة صحفية ، ليبدأ حينها مشوار تعارفي معه ، وتبدأ لحظات التقارب بيننا ، فكلما ألتقيه أجده إنسانا طيبا ودودا متواضعا خجولا ، يسألني عن النجف وعن أهلها وعن أحوال جميع الرياضيين وعن أمور نادي النجف ..
يسألني عن أحوالي وعن طبيعة عملي الصحفي ..
ورغم تباعد اللقاءات بيننا ، أجده قريبا من قلبي وأستذكر مواقفه الطيبة معي واحترامه وتقديره واعجابه بكل ما نتناوله في كتاباتنا ..
لتتواصل اللقاءات بيننا ، ويتواصل اعجابي به كإنسان ولاعب فنان قدم الكثير من العطاء في صفوف الاندية التي مثلها وفي صفوف المنتخب الوطني ، قبل أن يعتزل الكرة ويتخذ من الاردن محطة سكن له ولعائلته ، ليأتي العام ٢٠٠٩ حيث كنت وفريق النجف بضيافته هناك في أحد مطاعم العاصمة الاردنية ، ليبدي ملاحظاته القيمة على مستوى إداء فريق النجف وماذا يحتاج من امور لتطوير واقعه الفني والاداري ، وكان ذلك متزامنا مع خوض الفريق لمباراة مهمة أمام فريق الطليعة السوري ضمن أطار منافسات البطولة العربية بكرة القدم ..
بقي أن اقول إن ماتناوله قلمي عن احمد راضي قليلا في محتواه لكنه كثيرا في مضمونه ومعناه ، كنت أكتب عنه متنقلا بين المديح والانتقاد ، ولن اجده قد زعل مني في يوم ما ، حتى وهو يستلم مهام الادارة الفنية لفريقي الزوراء والشرطة ، كان يتقبل النقد بكل روح رياضية كتقبله للثناء …
أحمد راضي ..رثاءك صعب جدا ، ولا تستطيع عشرات الالاف من الكلمات أن توفيك حقك ، ولا يمكن استعراض مسيرتك بعشرات الكتب ، فأنت التاريخ الرياضي وأنت العنوان وأنت الاسطورة …
احمد راضي الإسم الكبير في تاريخ كرة القدم الاسيوية والعربية والعراقية ..
رحمك الله يا أبو فيصل ..
وأسكنك الفسيح من جناته .