علاء الخطيب
توصف الجيوش في العالم بانها سور الوطن ودرعه الحصين ، كما يوصف الجنود بانهم حماة الاوطان ، فقد ارتبط اسم الوطن بهذه المؤسسة المهمة . كما تحضى الجيوش باحترام وتقدير الشعوب لارتباطها بمشترك وجداني وعاطفي.
لذا يمنع العسكري من ممارسة السياسة او الانخراط بالأحزاب ، لانه ملك الوطن وليس لحزب او طائفة.
فهو فوق التصنيفات والهويات الفرعية، الجيش هو الجهة الوحيدة التي تحمل الهوية الام وهي الهوية الوطنية ، فالجندي هو ابن الارض وليس ابن السلطة فهو المدافع والمضحي من اجل ارضه وعرضه، فهو اكرم من الجميع وأعلى رتبة من الجميع.
لذا نطلق على الجيش سور الوطن ، فهو لكل الوطن دون استثناء ، فهما تعددت الهويات داخل الوطن تبقى هويات لها خصوصياتها الداخلية .
لذا من الخطورة ان ترتبط الجيوش بالسلطة ، حينها تفقد صفتها الوطنية ، وتتحول الى اداة قمعية .
كما حصل ابان النظام السابق عندما استخدم الجيش وسلاحه لمواجهة المنتفضين في آذار عام 1991، او كما استخدم ضد الأكراد في سنين عديدة .
الجيش العراقي اليوم هو المؤسسة الوطنية المعنية التي يفخر بها العراقيون ويحتفلون بذكرى تأسيسها.
103 من السنين مرت على تأسيس اول فوج للجيش العراقي الذي حمل أسم الامام ” موسى الكاظم ” والذي اتخذ مدينة الكاظمية مقراً له في خان الكابولي. واستقر لاحقاً في مدينة الحلة بدلا عن الحامية البريطانية .
هذا الجيش مر بمراحل عديدة واكتسب التجارب والخبرة الكبيرة ، وهو من الجيوش التي تحملت الكثير من أعباء المسؤولية ، كما تحمل مهاترات الحكام وحروبهم العبثية،
اليوم نراهن على فاعلية و وطنية المؤسسة العسكرية بكل أصنافها ، التي برهنت في الحرب ضد داعش انها المؤسسة الحامية والغيورة .
تحية لكل الشهداء الذين سقطوا من اجل الوطن ، وتحية لكل قطرة دم اريقت من أجل كرامة العراق وعزته وهيبته .
تحية لكل من حمل اسم العراق عالياً. من اجل ان يعيش العراقيون بأمان .
وما زال الطريق طويلاً وما زال الأمل بجيشنا كبيراً .