كتب المحرر السياسي
زادت الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس من مناسيب الكراهية للولايات المتحدة ، نتيجة الموقف الأمريكي الداعم والمساند لتل ابيب، كما زاد التهديد الذي تواجهه القوات الأمريكية في الشرق الأوسط،وخاصة بالنسبة لأفرادها البالغ عددهم 3400 جندي في سوريا والعراق.
وقد ارتفعت المطالبات بالعراق لإخراج القوات. الأمريكية ،مثلما ارتفعت وتيرة التعرض للقواعد الأمريكية من قبل فصائل ” المقاومة العراقية “. وبات الأمر اكثر صعوبة وتعقيداً، بعد ان قامت واشنطن باغتيال احد قادة الحشد الشعبي” مشتاق السعيدي “ في بغداد بطائرة مسيرة. كما أضحت الظروف المحيطةبرئيس الـوزراء العراقي محمد شياع السوداني ،سياسياً وامنيا ضاغطة باتجاه خطوة عملية لتطبيق قرار البرلمان العراقي القاضي بخروج القوات الاجنبية من العراق ، وبات لزاما عليه أن يمد حبالا كثيرة تبدولغرمائة من اطياف الحياة السياسية العراقية المختلفة المتناقضة حبالا ملتبسة غير انها واضحة له فهيجميعها حبال نجاة من تربص الرفاق الفرقاء بجهوده التي يبذلها على اكثر من صعيد . حبال باتجاه الفصائل الضاغطة بإخراج. القوات الأمريكية ، وتهدئتها ريثما يرتب الأمر عبر قنوات الحوار واللجان المشتركة التي شكلها مؤخراً . وحبال باتجاه واشنطن التي تريد منه ان يكبح جماح الفصائل و يوقف هجماتها ضد قواتها ، وحبال باتجاه معارضي ذلك من المتمسكين ببقاء القوات الأمريكية ، لكن الاكثرغموضا للجميع هو الحبال الممتدة الى الولايات المتحدة الامريكية ذاتها التي تجري معها الحوار و المباحثات ، فمع كل اعلان لخروج القوات تقوم الولايات المتحدة بفعل يغير الموقف ويقلب المشهد، اخرها هو حملات القصف المتكرر على مواقع الحشد الشعبي بحجة الدفاع عن النفس ، وكأن الولايات المتحدة تقصف داخل نيويورك او هيوستن او شيكاغو ، وليست بغداد او جرف النصر العراقية . الاحداث الأخيرة ومواقف العراقيين المطالبين برحيل القوات الأمريكية تقول : إن وضع العراق عسير على الهضم ولا نريد من امريكا ان تكون مسؤولة عن حماية بلدهم وتنميته وعلاقاته مع دول المحور الامريكي، لكننانريدها ان ترحل كيفما كان وجودها مضرا أو مفيدا! . وهي معادلة معلنة لابد للسوداني ان يشير لهادائما لان في اعلانها انتظاماً لتلك الحبال الملتبسة لاسيما وان عيونا كثيرة تراقب مايحدث بعضها يتوهمماسيحدث وترد عليه دون أن تتاكد من وقوعه . ذلك مادعا السيد رئيس الوزراء في حديثه الأخير في الحفل التأبيني للذكرى الرابعة لاغتيال الشهيدين ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني انً يوضح هذهالتكهنات والتهديدات الخفية ومحاولة التشويش من قبل البعض ويضع النقاط على الحروف .
فأشار السوداني ، إلى أن الاعتداء الذي أدى الى استشهاد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الشهيد جمالجعفر آل ابراهيم (أبو مهدي المهندس)، وضيف العراق الجنرال الحاج قاسم سليماني، مثل ضربة لكلالأعراف والمواثيق والقوانين التي تحكم العلاقة بين العراق والولايات المتحدة، مثلما كان جريمة نكراءغير مبررة.واوضح أن الحكومة بصدد تحديد موعد بدء عمل اللجنة الثنائية لوضع ترتيبات إنهاء وجودقوات التحالف الدولي في العراق بصورة نهائية، وإنه لن يكون هناك تفريط بكل ما من شأنه استكمالالسيادة الوطنية على ارض العراق وسمائه.
هاتان الرسالتان. الواضحتان كانت بمثابة رؤية واضحة ، الاولى حبل ممدود باتجاه المطالبين برحيل القوات ، معتبراً عملية الاغتيال جريمة نكراء كما وصفها ، والثانية حبل طمأنة للذين يتخوفون من ردة فعل أمريكية في حال إجبارها على الانسحاب .
: إن التوتر والاستفزازات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران كاد يحول العراق إلى ساحة للصراع.و أنالحكومة العراقية لديها ثلاثة أهداف متمثلة في، تحديدِ موعد بدء الحوار من خلالِ اللجنةِ الثنائيةِ التيشُكلت لتحديدِ ترتيباتِ انتهاءِ وجود القوات ، الذي وصفه السوداني : انه التزامٌ لن تتراجع عنهُ الحكومةُ، وفرض هيبة الدولة وإعادة الثقة للقوات الأمنية بكل أصنافها ، وأضاف السوداني :وضعت حكومتُنامشاريع وخططاً وأهدافاً لرفع مستوياتِ المعيشة، وتقليل معدلات الفقر ، أكدنا على أن يكونَ هذا العامُعام الإنجازات، كما ستستمرُّ جهودُ محاربة الفساد، بكلِّ ما تمتلكهُ الحكومةُ من صلاحياتٍ وتشريعات.
دون ان ينسى الاشارة الى استهداف السفارات الاجنبية ، وان الحكومة العراقية هي المسؤولة عن حماية البعثات الدبلوماسية. وأنها المخولة بفرض القانون وعلى الجميع العمل من خلالها ، وليس لاحد ان يتجاوز على سيادة العراق ، وهي اشارة واضحة تعكس انزعاج عراقي من التصرفات الأمريكية، كما قال رئيس الوزراء أكدنا مرارا أنهُ في حال حصولِ خرقٍ أو تجاوزٍ من قبلِ أيةِ جهةٍ عراقية، أو إذا ما تمَّ انتهاكُ القانونِالعراقي، فإنَّ الحكومةَ العراقيةَ هي الجهةُ الوحيدةُ التي لها أن تقومَ بمتابعةِ حيثياتِ هذه الخروقات.
هنا يريد السوداني ان يجنح نحو الحوار العقلاني والدبلوماسية لحل معضلة الخروج
، فيما يرى البعض من فصائل المقاومة بان امريكا مهزومة بقوة السلاح اذا لم تنسحب سلميا .
لكن الأنسحاب لن يتحقق في اللجان لا الماضية ولا الحالية ، طالما يوجد عراقيون يريدون لامريكا انتنسحب، وعراقيون يريدون لها أن تبقى! . والسوداني بين الحالتين ليس سـوى داعـيـة مـبـدأي يطالببالانسحاب في جولات ذات طابع فني اغلب جداولها تتحدث عن رعاية امريكية ومساعدات وتدريبقوات بل حتى ملف الكهرباء في الـعـراق سيعرض في المفاوضات معها كما اشارت تقارير عن جدولالحوار
ولكن مالذي يريده العراقيون المحايدون ومعهم السوداني كما يرى مراقبون عن قرب ، المطلوب هوالركون الى حـوار عقلاني واعــادة تقييم للأدائين السياسي والامني للجميع دون استثناء . ربما لن يقتنعالبعض بسهولة ان امريكا سعيدة جدا بالضربات الخاطفة على قواعد تقيم فيها هنا وهناك . فذلك لنيشجعها على الخروج مهزومة لا بارادتها ، وهو تكرار لتجربة ماقبل عام 2008 ايام صراع قواتها معالقاعدة والقوى المعارضة للاحتلال في ايامه الاولى ودعـاة ( العملية السلاحية ) التي تحارب (العمليةالسياسية ) ، حيث عجز اولئك بالسلاح والتفجيرات
واغتيال المسؤولين الدوليين ، الى ان استتب الامر
نسبيا بعد 2008 وخرجت جزئيا باتفاقات سياسية كتبتها هي بايدي خبرائها وبجهود عراقية ايضا. معالاختلاف في التوقيت ونوع الاطراف المتصارعة ، لكن مبدأ ان امريكا مقاومة ان تكون مهزومة كلفناويكلفنا الكثير حتى اليوم . فهل فعلا العراق حليف استراتيجي للولايات المتحدة بموجب الاتفاقياتالمبرمة مع الحكومات العراقية و القانون الدولي أم انها عدو مغتصِب للارض عليه الخروج باللين أوبالقوة؟! على كل حال لن يجد الباحثون عن اجابة لذلك في مباحثات اليوم .وانناسنبقى الى امد طويللانعرف بالضبط هل ان امريكا باقية معنا بصور خفية ومعلنة ام انها
انسحبت أو تنسحب قريبا