” كتبت شهرزاد ”
نهلة الدراجي
متى يا عراق الخير ستصبح بخير؟ هذا السؤال الذي يتردد في أذهاننا ويتجاوز حدود الكلمات البسيطة. هل ستأتي الأيام الجميلة التي تنتهي فيها معاناة شعبك؟ هل ستشرق شمس العدالة والاستقرار علىأرضك ياعراق؟
لقد أصبحت أوجاع الشعب العراقي جرحًا عميقًا ينزف في صمت، فكم مضى من الزمن ونحن نشهدلحظات الألم والحزن التي تتكرر دون توقف. كفى جوعًا وكفى تشرد وأيتام وبطالة، إنها مآساة لا تُحكىبكلمات فحسب، بل يُشعر بها في كل لحظة وفي كل مكان….
كم هو مؤلم أن نرى أبناء هذا الوطن يعيشون في ديار غريبة، بعيدين عن الأهل والأحبة والأصدقاء،يبحثون عن لقمة عيش ومستقبلٍ يلونه الأمل.
قد يبدو أن الأمل يتلاشى في زمن اليأس واليأس يخيم على مستقبل أجيالٍ بريئة. فكم من أطفال ينمونفي ظل الفقر والعوز، يحلمون بأيامٍ أفضل يتخيلونها في خيالهم الصغير. وكم من شباب يتركون بلدهمالعراق بحثًا عن حياة أفضل، يحملون في قلوبهم أملًا ضئيلًا في العودة يومٍ ما لأرض الأجداد.
إنها معضلة كبيرة، تحتاج إلى جهدٍ جماعي لكي تتلاشى. فالتغيير ليس مسؤولية القليلين، بل هو مهمةيشترك فيها الجميع. يجب أن نستيقظ من سباتنا ونبدأ رحلة البحث عن الحلول، لأننا لا نستطيع أن نقفمكتوفي الأيدي ونشاهد بلدنا يموت ببطء.
لقد سئمنا، سئمنا من الأوجاع والآلام، ومن تلك اللحظات المريرة التي تملأ حياتنا، ونحن نتساءل إلى متىستستمر هذه المعاناة؟ هل سيأتي يومٌ يشرق فيه الفجر وينعش قلوبنا بالأمل والتفاؤل؟ هل سيستعيدالعراق قوته وازدهاره الذي عرفته في الماضي؟
ربما الإجابة ليست سهلة، ولكن يجب أن نواجه الواقع بكل صراحة وشجاعة. ويجب ان نقف معًا كشعبواحد، متحدين في رؤيتنا ومبتغانا، لنحقق الحلم الذي يداعب قلوبنا. إنها رحلة طويلة، لكننا لن نيأس،فالعراق يستحق أن يعيش في كرامة وازدهار.
فلنتحد بكلمة واحدة، ولنقول بصوت واحد: كفى! كفى للجوع والتشرد والبطالة، كفى للأيتام الذينيشعرون بالوحدة، كفى لأبناءنا الذين يعيشون في ديار غريبة..
متى يا عراق الخير ستصبح بخير؟ قد لا تكون الإجابة واضحة الآن، ولكننا لن نستسلم. سنبقى مصرونعلى تحقيق العدالة والاستقرار والرخاء. ويومًا ما، بتضافر جهودنا وإصرارنا، ستشرق شمس الخير والأمانعلى أرض العراق، وستعود الحياة لتزهو بالأمل والازدهار.
فالعراق الحبيب يستحق أن نكون نحن وهو بخير ….