مصير أرشيف البعث واعتذار متأخر لكنعان مكية

مصير أرشيف البعث واعتذار متأخر لكنعان مكية

أمل الجبوري بغداد

حينما داست الدبابات الامريكية أرض العراق واعلنت نفسها قوةمحتلة، كانت خطة واشنطن الإستراتيجية المعلنة هي تحرير العراق، ولكن ما شهدته انا شخصيا على الارض وتحديدا في مدينتي بغداد كان يؤكد لي ما كتبته واستشرفت نتائجه، حتىقبل وقوع الحرب عام 2003 وانتهائها بالنتيجة المتوقعة وهي سقوط النظام.

أهداف الحرب كانت أبعد من الاطاحة برأس صدام حسين ، كان هدفها الإستراتيجي الاهم هو  تحطيم العراق  شعبا وبلدا وذاكرة وفكرة وهوية وخلق هويات متصارعة متناحرة وتغذية هذا التناحر من خلال نظام المحاصصة البغيض والتحالفات الاثنية والمذهبية التي  نسفت الهوية الانسانية الجامعة لاي شعب ،وهي هويته الانسانية وتنوعه الذي كان في كل  زمان  ومرحلة هو احد مصادر الغنى  الوطني وثروة بشرية مهمة بتراثها وعاداتها وتقاليدها التي تنصهر في ثقافة عربية  تجمعها اللغة والتراث العريق  من    صميم الارض وليس مستوردا كما هو حال الامم (اللملوم )كما نسميها وامريكا تبقى مثالا حيا  كقارة او امة مهاجرين، ومثلها  حليفتها إسرائيل امة مهاجرين ايضا ومستوطنين

في ظل سرفات الدبابات وانفلات الفوضى الامنية خرج العديد من الناس سكان المدينة يرافقهم في الضفة الأخرى ادلاء المحتل والغرباء القادمين

خلف ستار شعار الحرية والديمقراطية  ينهبون كل شيء لم تسلم منهم حتى سكة قطار معطلة ولا حيوانات   لا حول لها ولا قوة، كان السلب والنهب على نوعين، نوع عشوائي في ظل الانفلات الامني وغياب سلطة الدولة وهو ما يحدث في كل مكان، حتى في اعلى مراتب ما يسمى بالحضارة الغربية فحينما يقطع التيار الكهربائي في امريكا شاهدنا في مرات عدة كيف  تتعرض المحلات والاسواق الى النهب العام من قبل العامة .

والنوع الاخر والممنهج والذي تمثل بـ” محاصصة في السلب والنهب الاخر المنظم  الذي كان يقوم على اساس  تحاصصبعض قوى المعارضة السابقة وسأضرب هنا بعض الامثلة التي شهدتها بعيني وهي قيام اديب عراقي  كانت له علاقات جيدة بالنظام  ورموزه الثقافية وكان كريما جدا  على  بعض افراد الاسرة الثقافية  خاصة اوقات الحصار الظالم الذي  اذى العراقيين جميعا عدا المنتفعين   واصحاب رؤوس الاموال ، شاهدته الرجل ( الذي  ليس من المهم ذكر اسمه  ) لأني ادونحدثا تاريخيا، وهو يتحدث لي بفخر في منطقة المنصور ببغداد عن قيامه وبعض افراد البيشمركة  باحتلال ( وبالطبع  هو لا يذكر هذه المفردة )  لكنه يقول حصلنا على بناية الرشيد وهذه بناية قريبا من جامع حي دراغ وكانت تابعة لجهاز المخابرات العراقي السابق،  وفيها مكاتب المجلات العربية التي كانت تمول من قبل الحكومة العراقية آنذاك، ومنها  مجلة التضامن  ومجلة ـ”كل العرب ومجلة  الدستور واغلبها تصدر من لندن باستثناء  مجلة كل العرب التي كانت تصدر من باريس ويرأس تحريرها سمير خيري

كان  هذا  الروائي  منتشيا  وهو يحصل على حصته من فرهود  بغداد ، وفي الوقت نفسه  كانت قوات كردية تحكم سيطرتها على مجمع الوزراء في منطقة القادسية ببغداد ، و بالتالي  توزع  الدور التي بنتها الدولة العراقية  كمقر مؤقت للوزراء وحينما ينتهي عمل الوزير فانه يغادر البيت  حال انتهاء  مهامه كوزير ، لكن بعد 2003  كانت  البيشمركة  قد احتلت  هذا المجمع الذي هو جزء لا يتجزأ من اموال الشعب العراقي اي اموال عقارات الدولة العراقية التي يفترض ان الدولة تبقى مهما تغيرت الانظمة ،  لكن هذا المجمع تم تقاسمه  بين  الشخصيات الاكثر ولاءا للحزبين الكرديين المعروفيين، دون اي مسوغ قانوني او اخلاقي، اذ ما الذي يجعل هذه الشخصية او تلك ان يكون لها الحق  بتملك هذه العقارات التي اصلا كانت  مبنية  لإقامات وقتية لمسؤولي الدولة العراقية  مهما كان شكل نظام الحاكم  ولا نعرف كيف تمت صفقات البيع هذه وغيرها وشرعنت ، لانّ الشفافية غابت منذ 2003

وفي مكان اخر من بغداد كانت الاحزاب الدينية الاسلامية ايضا تتسابق فيما بينها  حول فرهود بغداد،   فعلى سبيل المثال لا الحصر :قد تم استيلاؤهم على مقار اخرى في المنصور،وشهدت بنفسي احتلال دار الازياء العراقية ومراكز شعب حزب البعث ومقراته من قبل جماعات أخرى اختفى العديد منها او تبدلت أسماؤهم التي دخلوا فيها بغداد وقت سقوطها بيد الغزاة الامريكان.

ففي وقت الظهيرة كنا نجد لافتة تشير الى الحزب الفلاني وبعد ساعات   وبقوة السلاح او التفاهمات السياسية نجد لافتة لحزب او مجموعة اخرى سيطرت على هذا المقر، وخير شاهد مقرالشعبة الحزبية في الصالحية قرب المجمع السكني الذي كان يسمى مجمع 28 نيسان، اذ نجد صباحا لافتة  لقوات التيار الاسلامي المعارض  (..) وبعدها نجد إشارة الى قوة سياسية أخرى، الى ان انتهى الامر الى استحواذ حزب كردي على المقر ولا نعرف تحت اية ذريعة قانونية لازالت هذه الأحزاب وغيرها من القوى السياسية تسيطر على هذه الممتلكات العامة ؟!

   ففي المحافظات التي تشكل منها الحكم الذاتي للأكراد، والذي تحول الى إقليم كردستان بحسب الدستور ، نجد ان كل مؤسسات  الدولة العراقية  ومعاملها ومقراتها وقصورها قد تم الاستيلاء عليها من قبل سلطة الإقليم ، فأما تحولت الى املاك شخصية  بحتة الى المقربين من الحزبين الكرديين او  تم  تمليكها  لحكومة  كردستان ومن ثم بيعها كاستثمار خاص ومثال ذلك :معامل وبنى تحتية للمدن أو المنازل المرفهة التي كانت مخصصة لموظفي الدولة، والامثلة عديدة  يحتاج أي باحث الى مجلدات في تدوين ماحل  بممتلكات الدولة العراقية  بعد 2003 وينطبق الامر أيضا على باقي العراق .

كان العراق مثل قصر كبير مليء  بالمجوهرات الثمينة  وهو يحترق وكنت اشاهد الذين ينهبون من أبنائه وأيضا الغرباء  همهم الأول والأخير كان الحصول على اكبر قدر من غنائم  هذا القصر ، لم ار ولا مجموعة واحدة  من هؤلاء كان قد فكر بإطفاء الحريق داخل هذا القصر المهيب الذي اسمه العراق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مقتنيات العراق ، سوى كنعان مكية هو محور هذا المقال، فالاهم من الممتلكات  والبيوت والقصور التي انشغل بعض  افراد وقادة المعارضة بالاستيلاء عليها وتحاصصها فيما بينهم ، كانت هناك ثروة مهمة  تشكل عمر الدولة العراقية الحديثة  وذاكرة شعبها وهي  ارشيف الدولة العراقية  / المتمثل  بأرشيف ديوان رئاسة الجمهورية ، ارشيف مديرية الامن العامة ارشيف المخابرات ارشيف جهاز الامن الخاص ، ارشيف الوزارات العراقية والاتحادات النقابات المهنية  

كان البعض القليل الذي انتبه او اهتمت به الاحزاب ومجاميعهاالمسلحة لكن الاقدار شاءت ان يعثر المفكر العراقي والامريكان على كنوز ارشيف الدولة العراقية الذي سمي خطأ بأرشيف حزبالبعث العربي الاشتراكي. كنعان مكية   بثقافته وخبرتهالاكاديمية   الكبيرة يعرف اهمية الارشيف كوثيقة ليست وسيلة للإطاحة بالخصوم وفي معارك التصفيات السياسية وغيرها من التصفيات غير الأخلاقية تلك التي يمتهنها المتاجرون بالأعراض والمحترفون بإرهاب الكلمة، والذين يعملون سماسرة لدى تجار الفضائح.

  كما يشير كنعان في لقاء مهم اجراه  معه موقع درج ومواقع وصحف اخرى على اهمية   هذا الارشيف وكيفية   قيامه  بأبرام  اتفاق مهم جدا بين المؤسسة التي اسسها وهي مؤسسة الذاكرة وبين  معهد هوفر  جامعة ستراتفورد  والذي نص آنذاك في ظل غياب الدولة العراقية ومؤسساتها على ان يقوم المعهد ( جامعة ستراتفورد ) بالحفاظ وترميم  وتوفير نسخ الكترونية من هذا الارشيف  الذي يحوي الملايين والاطنان من الوثائق العراقية  والاحتفاظ بهذه الوثائق حتى يحين الوقت في ظل ظرف سياسي حكيم وحكم رشيد  ان تعاد النسخ الاصلية لهذا الارشيف للعراق ، وان يتم  وضع معايير صارمة  لغرض اتاحة الارشيف للباحثين  من اجل الحفاظ وتطبيق معايير العدالة الانتقالية وعدم  تعريض حياة  افراد عراقيين وغيرهم للخطر  في حال تم تداول اسماؤهم وعناوينهم   .  

وحينما اتحدث عن هذا الارشيف الذي هو موجود بنسخة مصورة لدى معهد هوفر فلا يحتوي هذا الارشيف على  مقتنيات الارشيف  الذي بات يعرف بالأرشيف اليهودي ليهود العراق  الذي وجد في قبو المخابرات العراقية عام 2003 ،  لانّ هذا الأرشيف الاخير لازال محط خلاف بين الحكومة العراقية والحكومة الامريكية التي تحتفظ به في وزارة الخارجية الامريكية والذي تم اخراجه من العراق بناءا على اتفاق رسمي  بين  وزارة الثقافة العراقية وبين  مكتبة الكونغرس عام 2003 وهذا الارشيف لا يحوي فقط  وثائق تتعلق  بيهود العراقيين ولكنه يحوي  وثائق  حساسة تتعلق بالدولة العراقية ايام حكم النظام العراقي البعثي السابق

كنت اشعر بغضب كبير كلما سمعت بهكذا صفقات او اتفاقات وكانت عاطفتي المستنكرة والرافضة للاحتلال تدعني العن كل من اقترب ويقترب على ذاكرة الدولة والبلد وكل شيء في مدينتي بغداد، شعرت  بعدم ارتياح ورفض لفعل  كنعان مكية  بحجم  اعجابي الكبير بكتبه رغم تحفظي على بعض الوقائع  التي  لدي الدليل للتشكيك فيها خاصة اتهامه لمحمود درويش او نسبه  جملة لدرويش واتهامه اياه  بمديح صدام حسين ، وكنت قد وضحت له  في اي سياق قال درويش جملته هذه

غضبت من كنعان، وكنت احتقر كل من كان يسلم له وثائق البلد الجريج ، كان هو وفريقه الذي كان يقوم بمهمة    شراء وجمع الوثائق من الناس لقاء مقابل مالية مثلما حدث مع ملفة الاسر اليهودية العراقية التي بقيت في العراق والتي تحول عدد منها للإسلام او تنصرّوا او احتفظت البقية ا الباقية بديانتها اليهودية حيث تم شراء هذا الملف من ضابط سابق في المخابرات العراقي بمبلغ عشرة الاف دولار.

 كنت حالي كحال العراقيين الذين لهم حكايات كتموها طوال بقاءالنظام السابق ولم يكن الظرف السياسي يسمح ابدا بتناولها او حتى الاقتراب من كتابتها، لأسباب منطقية في ظل دولة بوليسية، كنت في ذلك الزمن احاول ان ابرئ نفسي من تهم ظالمة ألصقهابي بعض ممن ارادوا اخفاء سرقة ما والتهرب من دين في اعناقهم او ممن اغاضهم نجاح امرأة في ظل ظروف اللجوء او لأسباب الاحقاد والولاءات.  لكن بعد مرور عقدين من الزمن على سقوط النظام وقيامي بالدراسة في جامعة لندن، وكانت ابحاثيالاكاديمية كافة محورها العراق، ومن ضمن المصادر التي اعتمدتها في اطروحة الدكتوراه كان ارشيف حزب البعث في معهد هوفر .

لذلك   حينما جلست في اليوم الاول امام كومبيوتر في واشنطنمعهد هوفر  وتراءت لي الملايين من التقارير المكتوبة بخط يد اناسعراقيين من مختلف الاعمار والمجالات، كلمات أدت الى فجائعوفقدانات وكوارث إنسانية، وبالطبع كنت دائمة البحث عن السنة التي تم التحقيق الأول معي في حياتي عام 1984 من قبل  عبد حمود سكرتير صدام وبحضور ارشد ياسين وحسين كامل ،بسبب وشاية شاعر عراقي معروف الذي لا هو ولا غيره  اليوم بقادرين على  انكار وشاياتهم وتقاريرهم  هذه التي كتبوها في زمن اسود، والفضل بعد الله الى كنعان مكية الذي انقذ هذه الثروة من الضياع .

المخبرون والمفارقة أن  اغلبهم   اناس عاديون او كتاب   وفي مرات عديدة لم يطلب منهم احد من السلطة آنذاك قيامهم بالكتابةاو التجسس على ذويهم او زملائهم او حتى ازواجهم ، لكنهم في احيان كثيرة كانوا متبرعين لعمل الشر وفعل الشيطان.  

بحثت كثيرا وصدمت  باسماء عدة ولأنّ المعايير الصارمة التي وضعها ادارة الجامعة والتي في وعي الحالي وحكمتي اراها ضرورية لأنها تعبر عن جوهر العدالة الانتقالية في حال مثل بلد العراق الذي انتقل من دكتاتورية  واحدية  الى دكتاتوريات احزاب  بعد 2003 ،  يكون من الخطر الكبير جدا ان يتم  نشر  هذه الوثائق بالأسماء الصريحة التي وردت فيها ، خاصة وانني درست القانون  الخاص بحقوق الانسان واهمية  المعايير الحقوقية في فترات المراحل الانتقالية  

خاصة ونحن  مجتمع  قبائلي وعرف العشيرة اليوم مع القانون هو عرف  مهمين في حل النزاعات ويسوده في احيان كثيرة العنف  والتصفيات الجسدية  ولان الابتزازات وثقافة  التسقيط  وأزمة انهيار  القيم التي  يعيشها العالم في ظل العولمة  تكون من الضروري ان  يتم تطبيق تلك المعايير الاخلاقية الصارمة في التعامل مع الماضي الدكتاتوري وحقبته  بكل ما فيها من ايجابيات وسلبيات ، وتحت مظلة البيت القضائي ممثلة بمجلس القضاء الأعلى وان توضع إستراتيجية  مهنية علمية بعيدة عن الأيديولوجيات والتسييس لحفظ واستخدام  هذا الأرشيف واطلاع العراقيين  والاجيال القادمة عليه في المستقبل .

مفارقات عديدة  جعلتني اقف بذهول ولأيام ولأشهر عديدة تجاه بعض التقارير التي تبرع بها افراد ضد افراد اسرهم  واقاربهم  وايضا اصدقاء او ادباء او اعلاميين ضد زملائهم لأسباب تافهة وحقيرة تتعلق بالمكرمات وبالحظوة السياسية والاجتماعية لدى رئيس الدولة والحزب ، وكان العديد من هكذا تقارير  قد ادت الىالمراقبة المستمرة للضحايا أو تصفية الذين تناولهم  ورق وكلمات هذه التقارير  سواء الظالمة الكاذبة منها او حتى تلك التي تحتوي على معلومات  حقيقية لأنها في النهاية   قدمت لسلطة  لا تعرف غير لغة  الانتقام من أي صوت  كان يقف ضد المشروع السياسي او حتى يقترب من الحديث  عن رمز السلطة واسرته كما هو الحال مع  جريمتي  آنذاك التي كان يتباهى بها  اول الوشاة من  قطيع  شعراء  التقارير  ومخبري  النظام .

ما يهمني في امر الارشيف هذا  انه  على الصعيد الشخصي هو ضمانتي وردي على كل مَن سوّق لسردية كاذبة عني وعن اخرين   في  اتهامات باطلة   ومنها اتهام باطل من قبل   احد التجار السياسيين  لي  في قصته المفبركة التي هي  محور هذه الوثائق والتي انوي من خلالها   اولا الاعتذار  للكاتب والمفكر كنعان مكية على سوء ظني بهدفه  حينما اودع مؤقتا ارشيف الدولة العراقية  لدى  معهد هوفر الشهير،  فلولا هذا  القرار الإستراتيجي المهم في عمر العراق الهجين  لكانت ضاعت  على التاريخ وعلى الاجيال المقبلة ذاكرة بلد بحجم العراق ، هذا التاريخ   الذي صار بالإمكان دراسته  من قبل باحثين  وكتاب مهنيين  لكي يفهموا  لماذا حصل كل الذي حصل  وكيف يتجنبوا  اعادة وتكرار ما حصل من مظالم  ادت الى  قتل الولد لأبيه او  وشاية صديق بصديقه وامرأة  غاضبة ينهي تقريرا ضد  زوجها  لحياته ،   ولنا في قصص العراقيين التي تحتاج الى الف شهرزاد و  شكسبير وديستوفسكي والف حافز وحافز  من اجل تدوينها  وتوثيقها اكاديميا وابداعيا  بعيد عن التنميط والاحكام الأيديلوجية المسبقة .  

ومع ذلك، هذا الأرشيف يمثل كنزا مهما جديدا يستطيع من خلاله أي باحث وكاتب ان يكتب الالاف المؤلفة من البحوث وفي شتى المجالات عن تلك الحقبة، وأيضا عن المجتمع العراقي فهو مصدر أساسي   بالإمكان ان يكون مرجعا لاختصاصات وعلوم بحثيةعدة

اقول لكنعان مكية حتى وان جاء اعتذاري لك متأخرا فأفضل ان يتأخر من ان لا يجيء اصلا، نعم اختلفت معك في انهاء الظلم والرعب   ولكننا متفقان دون اجراءات عدالة انتقالية شفافة ونزيهة وثقافة تسامح واعتذار وعفو لا يمكن لاي بلد ان ينهض من ركام الحروب والعنف والاكاذيب والموت    

شكرا لأنك مكنت الناجين من بطش التجسس والوشايات الكيديةبان يجدوا قصصهم مكتوبة بوشايات اصحابها وان تعلمهم   ان ثقافة الانتقام والاجتثاث لن تعيد اليهم سلامهم ولا حيواتهم التي اضاعوها لكنه وحده العفو عند المقدرة هو الطريق الوحيد لبناء حياة بضمير نقي ويد بيضاء واستثمار في الاخرة  بعتق من نار  لن ينجو منها  أي  قاتل  ولا مرابي ولا هاتك للأعراض  ومستثمر في  اعلام الفضائح ، وسوق نخاسة  لسرديات بطولات كاذبة   محرضة على القتل وإرهاب الكلمة .

هذه الوثائق المهمة لأرشيف الدولة العراقية غيرالمنشورة ستقدم لنا في المستقبل القريب نقدا نظريا وعمليا لعلم الضحايا والتي بامكانها ان تجيب على السوال الاساسي : كيف يمكننا  ضمان العدالة للضحايا  بشكل افضل مع الحفاظ في الوقت نفسه  على حقوق المتهمين ؟

 

(Visited 61 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *