المستقل – الجزائر
نزهة عزيزي
حطت بي الطائرة القادمة من مرسيليا في مطار الجزائري الدولي لحضور فعاليات الصالون الدولي للكتاب الذي تنظمة وزارة الثقافة من 6 إلى 16 نوفمبرفي قصر المعارض بالصنوبر البحري بالجزائر العاصمة.
وقد إستقطب الحدث الثقافي المميز هذا العام أكثر من 1000 دار نشر من 40 دولة، بمشاركة مكثفة للعديد من الدول العربية والأجنبية. كان حضور دولة قطر بارزًا حيث تم اختيارها ضيف شرف للمعرض، وهي المشاركة التي تضمنت برنامجًا ثريًا يشمل ندوات ثقافية وأدبية مع كتّاب وباحثين ومبدعين من قطر، بالإضافة إلى عرض لأهم إصدارات الأدب القطري وتسليط الضوء على تجربة “جائزة كتارا” الأدبية المرموقة التي سبق أن كرمت عددًا من الأدباء الجزائريين.
وقد خصص المعرض مساحةً مميزة تحت عنوان “فضاء إفريقيا” لدعوة مثقفين من القارة السمراء، ومناقشة قضايا فكرية متنوعة تشمل نضال الشعوب وقضايا التحرر، مثل الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية. كما يساهم المعرض، من خلال تنسيق مع هيئات وطنية جزائرية مثل وزارة المجاهدين، في طرح جلسات تتناول الذاكرة الوطنية الجزائرية، ومنها ندوات حول ثورة نوفمبر ومشاركة الجزائريين في دعم القضية الفلسطينية.
ومما لفت إنتباهي حضورالاتحاد الاروبي بكلمة إفتتاح سفير الاتحاد الاوروبي تومس إيكرت الذي أكد على دعم الاتحاد الأوربي للحركة الثقافية بالجزائر خصوصا من خلال برامج Erasmus التي تسمح للطلاب الجزائريين للدراسة في الاتحاد الاوروبي وأكد أن الجزائر تبقى أهم شريك إقتصادي للاتحاد الاوروبي ، وقد تميزت إيطاليا في هذه الطبعة بنشاط لافت حول التبادل الثقافي بينها وبين الجزائر حيث نظم جناح إيطاليا ندوات أدبية وقدم عدة كتاب إيطاليون أعمالهم.
تميزت أروقة الصالون بحضور العديد من الكتّاب الجزائريين الذين قاموا بتوقيع أعمالهم والتفاعل مع الجمهور، حيث صرّح بعضهم بأن الصالون يمثل فرصة للتواصل المباشر مع القراء، فيما اعتبر آخرون أن هذه التظاهرة تمثل محفلاً هاماً لتسليط الضوء على الإنتاج الأدبي الجزائري والعربي. من جهته، أشار محافظ الصالون إلى إطلاق جائزة خاصة موجهة للشباب تحت عنوان “كتابي الأول”، وذلك لدعم الكتاب الجدد وتشجيعهم على تطوير مسارهم الأدبي.
لقد تميزت دارخيال للنشر والترجمة بإقبال لافت خصوصا وأنها دار نشر فتية تشجع المبدعين الجزائريين بكل أطيافهم على النشر وقامت بترجمة بعض الأعمال من اللغة الفرنسية و صرح السيد رفيق طيبي مدير الدار أنه يسعى لضخ ديناميكية جديدة في آله الطبع والنشروالترجمة الجزائرية بتسليط الضوء على الأقلام الناشئة وإعطائها فرصة للخروج لضوء الساحة الأدبية المحلية ولما لا خارج الحدود.
خرجت من المعرض محملة بكتب متنوعة ومختلفة وسررت أن الكتاب الجامعي والمدرسي مازال في متناول الاسرة الجزائرية لكن الكثير من العناوين يصعب إقنائها في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة يمكن أن أقول أن المقروئية تبقى رهينة القدرة الشرائية التي عرفت تراجع ملحوظ ، وفي هذا الصدد ألا يمكن أن تدعم الدولة القراءة بتوفير بطاقة الثقافة أو مايسمى le passe culturel لدعم الوصول لمصادر الثقافة كما هو الحال في فرنسا.
في الاخير لا يسعني إلا أن أنوه أن الطبعة السابعة والعشرون تمثل عرسا ثقافيا مميزا ولن يغفو قلم المبدعين،ويبقى شعارهذه التظاهر” نقرأ لننتصر” فالشعوب التي لا تقرأ لن تركب قطار الحضارة السريع .