المستقل / متابعات
كان عام 2023 عاماً رائعاً لمحبي القراءة ، فقد صدرت كتب عديدة شملت الخيال المثير والواقع المؤثروتتنوع بين روايات جذابة ومذكرات مؤ
رواية جديدة للمؤلفة زادي سميث ومرجع رئيس لمحبي موسيقى البوب في العشرية الأولى من القرنالحالي وتصوّر عن جورج أورويل من منظور نسوي وسيرة ذاتية ضخمة عن إليزابيث تايلور وريتشاردبيرتون. واليكم اهم 25 كتاب لهذا العام :
25. “غريبة الأطوار” Weirdo رواية جميلة تتحدث عن واقع الحياة في بريطانيا للروائية سارة باسكو روايةباسكو أقرب إلى كونها شيئاً غير متوقع، بمعنى أنها تصوير آسر عن امرأة تبحث عن مكانها في العالم،وتحاول فهم سبب شعورها بأنها غريبة الأطوار.
(صدرت رواية “غريبة الأطوار” عن دار فيبر، وتباع النسخة الواحدة منها بسعر 14.99 جنيه استرليني).
24- “شيري” Cheri للمؤلفة جو آن بيرد
تتفوق جو آن بيرد المولودة في بلدة مولين بولاية إلينوي عام 1955، في وصف التجارب الحسيةالخالصة.
تلقي بيرد نظرة باردة ومهمة لسيدة مصابة بمرض عضال، وتمتلك موهبة في حياكة تشبيهات أصلية. على رغم قتامة المحتوى بلا شك، إلا أن كتابات بيرد رائعة وتقدم في النهاية بعض الأمل لأن الكتاب فيالأساس لا يتعلق بالموت بل يركز أكثر على معنى الحياة. إن “شيري” هي حكاية مروية عبر 76 صحفة منالقياس الصغير وبخط طباعة كبير،
23. “توجه نحو النجوم / للكاتب مايكل كراغ
يعد التاريخ الشفهي الشامل الذي وضعه الصحافي الموسيقي مايكل كراغ عن مشهد موسيقى البوب فيالعقد الأول من القرن الحالي، الكتاب الأكثر إمتاعاً لهذا العام. استمتعتُ بقراءة فصوله في نهاية أياممرهقة، وابتهجتُ بقصص عن كيف جرى دفع أنتوني كوستا من فرقة “بلو” [الذي يعاني وزناً زائداً] إلىالأطراف خلال جلسات التصوير ، كما لا يتجنب كراغ الحديث عن الجوانب المظلمة في تلك الفترة، علىغرار النجوم الشباب الذين أنهوا بالكاد تعليمهم المدرسي، ولكنهم يُجهَدون لدرجة الاحتراق المعنويغالباً ثم يجري التخلص منهم لمصلحة النجم الشاب التالي.
22- “النبش: مذكرات في التوقيت الشمالي” للمؤلفة كاثرين تايلر
تدور أحداث مذكرات كاثرين تايلر المؤثرة والمحرضة للذكريات، خصوصاً ما يتعلق بسبعينيات القرنالـ20 وثمانينياته في مدينة شيفيلد الواقعة جنوب مقاطعة يوركشاير التي ترعرت فيها تايلر عقب انتقالعائلتها إليها من نيوزيلندا.
يوازن الكتاب بدقة بين قصة شخصية تتمثل في العلاقة الإشكالية بين الكاتبة ووالدها بعد طلاق والديهاوالخوف من اكتشاف أنها مصابة بداء مناعي ذاتي، وبين تاريخ اجتماعي ثاقب لحقبة معينة يُروى بأمانةمن خلال عيون الطبقة العاملة. أنا واثق من أن الكتاب سبب إرهاقاً عاطفياً في بعض الأحيان لمؤلفتهحتماً، لا سيما حينما تتذكر الصدمة الناتجة من التعامل مع حمل غير مخطط له.
تشكل رواية “النبش” أيضاً حكاية عن معنى أن ينشأ الإنسان كامرأة في عالم رجولي. وفي الكتاب، ليستهناك صورة جيدة للرجال العاملين في مجال الطب ولا الشرطة.
يتمثل ما تلتقطه تايلر ببراعة في “النبش” في تصوير كيف أن الماضي مملوء دائماً بمثل هذه التجاربالمتناقضة.
21- “كآبة أغسطس” August Blue للروائية ديبورا ليفي
جاءت رواية “كآبة أغسطس” لديبورا ليفي مفعمة بتصوير الأجواء [التي تجري فيها أحداثها]، وتجري بيناليونان وفرنسا ولندن وسردينيا، وتنجح في تقديم صورة مبهرة للكآبة والتجديد. وتُقدم قصة الموسيقيةالموهوبة إلسا إم أندرسون التي فقدت توازنها وتحطمت بعد الإذلال العلني الناتج من انسحابها منخشبة المسرح. ثم تنطلق في رحلة استكشافية عبر أوروبا المنكوبة بالوباء. ليفي روائية بارعة، وتصف لنارواية “كآبة أغسطس“، القصة الخادعة عن كيفية تصادم الهويات وتفككها، ما تكونه المشاعر حينمايصبح المرء ذاتاً منقسمة، إذ تجبر كارثة الحفل وتجربتها المقلقة في مواجهة شبيهة غامضة، إلسا علىمواجهة ما تريده من الحياة، وإذا كانت تريد حتى الاستمرار فيها. تتمتع الرواية بخاتمة مؤثرة وذكية.
20. “الابن السابع” The Seventh Son للقاص سيباستيان فولكس
تجري أحداث رواية سيباستيان فولكس المكتوبة بصورة جميلة “الابن السابع” عبر أربع مراحل أعوام2030 و2031 و2047 و2056. وتأتي مثل تأمل مذهل حول المسؤولية واللياقة والحب وتعقيداتالوعي والصفات التي تجعلنا بشراً. تحكي الرواية قصة أم بديلة هي تاليسا آدم، وطفلها المعدل وراثياًسيث، الهجين من الإنسان الحديث وإنسان نياندرتال، والملياردير التكنولوجي المخادع لوكاس بارن الذييريد القيام بدور الإله. تبقى “الابن السابع” عالقة في الذهن وتثير كثيراً من التأملات في البقاء ووجودالروح والسعي العقيم (بالتأكيد) إلى فهم الطبيعة الغريبة والهشة للوجود البشري.
19. “أن تكون هنري: ذا فونز… وما بعد ذلك” Being Henry: The Fonz… and Beyond للكاتب هنريوينكلر
تحتل مذكرات الممثل الرائع هنري وينكلر، مكانة مفضلة عندي. بعد اكتسابه شهرة عالمية فيالسبعينيات بفضل شخصية “ذا فونز” في المسلسل الكوميدي “أيام سعيدة” Happy Days، أصبحوينكلر مخرجاً ومؤلفاً لقصص الأطفال الخيالية، وخلال الأعوام الأخيرة، صار نجماً حائزاً جائزة إيمي عنمسلسل “باري” Barry. يقدم في مذكراته وصفاً معتدلاً ودافئاً لحياته. يمتلئ الكتاب بروح الدعابة التييتميز بها وينكلر، بما في ذلك حكاية رائعة عن روبرت دي نيرو. تستحق هذه السيرة الذاتية تصفيقاً حاراً!
18. “قطار السكينة السريع: كيف توجه البحث عن التنوير نحو الغرب” للروائي ميك براون
تتضمن رواية “قطار السكينة السريع” قصة رائعة عن علاقة حب الغرب مع الروحانية كتبها ميك براونالذي يعد واحداً من نخبة الصحافيين المعاصرين. إنه يجلب كل مهاراته في البحث والتحليل الحكيموالكتابة البليغة إلى موضوع مثير للاهتمام تماماً. ويوازن براون بين التقارير عن التحيزات والعنصرية فيوجهة النظر البريطانية عن الرجل المقدس الهندي (وُصف المعلمون الروحانيون بأنهم شخصيات“تناسب المسرحيات الإيمائية الصامتة“) مع رواية تقدم رؤى غنية حول جاذبية السعي وراء “كنز روحي“. إن هذه الرواية عمل أنثروبولوجي اجتماعي مقنع وأنيق.
17. “لماذا تزرع النساء: قصص عن التربة والتآخي والبقاء” للكاتبة أليس فنسنت
كتبت أليس فنسنت في كتابها “لماذا تزرع النساء: قصص عن التربة والتآخي والبقاء” كلمات من بينها أن“البستنة تعني تنمية قوة خارقة“. يعرض الكتاب الذي يتأمل في سبب انجذاب النساء إلى التربة، عشراتالمحادثات مع النساء حول علاقتهن بالأرض وكيف غيرتهن البستنة كأشخاص بصورة عميقة. تشمل هذهالدراسات سجينة تعمل في مزرعة تابعة لسجن مفتوح للنساء، وبستانية تواجه صعوبات تجد علاقةروحية مع أزهار عباد الشمس، وناشطة مجتمعية شجاعة مقيمة في منطقة بريكستون في لندن. كتاب“لماذا تزرع النساء“، مع غلافه الرائع الذي صممته رافاييلا رومايا ويظهر لوحة “تفتّح” للرسام فاسيليسارومانينكو، يعتبر قراءة ممتعة مليئة بالفضول الذي لا يهدأ حول البستنة والحياة والتوق إلى المعنىوالعمل البسيط من النوع النسوي الهادئ المتمثل في خلق مساحة لنفسك.
16. “صراعات وطقوس” Games and Rituals للمؤلفة كاثرين هايني
“صراعات وطقوس“. هي المجموعة الثانية للكاتبة وفي الواقع، وجدتُ أن عملها الثاني [صراعاتوطقوس] عمل أعمق وأشد قتامة وأكثر إرضاء. في قصة “الإشبينة، إعادة النظر“، ترتدي امرأة فستاناًلبسته سابقاً كإشبينة كي تذهب به إلى العمل. وفي قصة “561”، يحصل زوج وشريكة حياته الجديدةعلى مساعدة من زوجته السابقة في نقل مسكنهما. وتحكي “أرقص التويست واصرخ” عن رجل مسنيعتقد بالخطأ بأن سماعته الطبية قطعة من مكسرات الكاجو. إنها قصص مضحكة بقدر كونها محزنة فيبعض الأحيان بصورة غير متوقعة، إنها شبيهة بالحياة نفسها.
15. “خيط من العنف” للكاتب مارك أوكونيل
صار من الراسخ لدينا الآن أن أدب الجريمة الحقيقية هو نوع أدب رديء، لكن أليس الكشف عن الحقيقةمهماً؟ هل يجب أن نحاول فهم عقلية القتلة؟ وإذا كنا سنحاول، فكيف يمكننا رواية تلك القصص بينمانلتزم الخطوط الأخلاقية الصحيحة؟ يستكشف الكاتب الإيرلندي مارك أوكونيل جميع هذه الأسئلة حينمايتعرف إلى مالكولم ماكارثر، رجل المجتمع المتأنق دائماً الذي يقف وراء واحدة من أكثر قضايا القتلإثارة للصدمة في تاريخ إيرلندا الحديثة. إنه عمل أدبي غير مريح لكنه آسر يجبرنا فيه أوكونيل على النظرعن كثب إلى ما نرغب فيه ثقافياً وندخل في استهلاكه. ومن المناسب جداً إجراء مقارنات مع كتاباتجانيت مالكولم المشهورة بتحليلها العميق والحاد للقضايا الاجتماعية والأخلاقية.
14. “كل أنواع الحياة: كاثرين مانسفيلد وفن المخاطرة بكل شيء” للمؤلفة كلير هارمان
الناقدة والباحثة في الأدب الإنجليزي كلير هارمان تفعل ذلك بأسلوبها المميز. في كتابها “كل أنواعالحياة” تجمع هارمان بين النقد الأدبي والكشف عن حياة الكاتبة الحداثية المؤثرة، عبر فصول يجريربطها بقصص قصيرة منفردة. وتجعلك أفضل السير الذاتية للأدباء راغباً في الاطلاع بشغف متجدد علىأعمال الشخص الذي تتناوله، وتفوقت هارمان في فعل ذلك. في الواقع، فإن حماستها تسهم إلى حد مافي جلب حياة مانسفيلد إلى صفحات الكتاب. ولا يبقى عليك سوى إلقاء نظرة على الصفحة الافتتاحية،“حينما توفيت كاثرين مانسفيلد، في ليلة شديدة البرودة من شهر يناير (كانون الثاني) من عام 1923، بداالأمر مفاجئاً مثل إطفاء مصباح. أدى الركض إلى الطابق العلوي إلى إصابتها بسعال عنيف، و’خرجتدفقة كبيرة من الدم من فمها‘، وفي غضون دقائق ماتت“.
13- “الاحتيال” The Fraud للروائية زادي سميث
تكتب زادي سميث في روايتها “الاحتيال” التي تدور أحداثها في العصر الفيكتوري وتعتبر أول مغامرةللكاتبة في مجال الأدب التاريخي. وفي الوقت نفسه، تقدم سميث أشياء كثيرة عن حال جزيرتناالبريطانية الصغيرة المتفككة في يومنا هذا وهوسها بالذكريات العاطفية.
تشكل “الاحتيال” فسيفساء معقدة من الحبكات المتشابكة، وتدور فصولها حول معركة ’تظلّمتيكبورن’، وهي قضية قانونية اشتُهرت في سبعينيات القرن الـ19، وشغلت بال المؤلفة لأكثر من عقد منالزمن، وفق تصريحها بذلك.
12. “الأرض المتحولة: تاريخ لم يُروَ“ للمؤلف بيتر فرانكوبان
سواء أنكرنا ذلك أو لا، فسيهيمن تغير المناخ على القرن الـ21، حين يتآزر نقص المياه والمجاعاتوالحرائق والانفجارات البركانية مع هجرات واسعة النطاق وانقراض جماعي، في تكوين مشكلات معقدةومرهقة للمجتمع. ضمن هذا السياق القاتم، فإن بيتر فرانكوبان، مؤلف كتاب “طرق الحرير” The Silk Roads وأستاذ التاريخ العالمي في جامعة أكسفورد، يكون الشخص المناسب لتقديم جولة خبير فيتاريخ التدخلات البشرية في المساحات الطبيعية، والدور الذي أداه المناخ في تغيير تاريخ العالم وكيفأسهم جنسنا البشري في تشكيل الظروف الأرضية والبحرية والجوية. هناك كثير من المعلومات المثيرةللاهتمام والمحفزة للقلق في هذه الملحمة المؤلفة من 700 صفحة. ويستخدم كتاب “الأرضالمتحولة” مصادر عدة جديدة عن بيانات المناخ. قد تكون قراءة الكتاب الذي يحوي رسوماً توضيحيةتشد القارئ وتعليقات توضيحية مفيدة، صعبة في بعض الأحيان ولكنه دراسة حكيمة بُحثت بصورةجيدة، ما يجعلها أساسية في هذه الأوقات غير المستقرة التي نعيش فيها.
11. “بطل هذه القصة” للروائية إليزابيث مكراكين
هل هذا عمل خيالي؟ أم مذكرات؟ تتراقص رواية إليزابيث مكراكين المحيرة بين هذه الأسئلة
تذهب كاتبة إلى لندن بعد وفاة والدتها، وتكتب، “لقد واصلت المشي. هذه ليست حبكة مهمة. بصفتيشخصية خيالية، أتسبب بقليل جداً من العواقب“. بطريقة مختصرة لكنها غير مستخفة أبداً، تتصارعمكراكين مع أسئلة أساسية، بدءاً من أخلاقيات أن يضّمن المرء في كتاباته أشخاصاً حقيقيين ووصولاً إلىالخلود الغريب الناجم عن تحويلهم إلى شخصيات. لا يصبح الأمر تأملاً ساحراً فقط في رواية القصص،بل استدعاء مؤرقاً لوالدة مكراكين الراحلة.
10. “احتضن بلا خوف العالم المحترق: للكاتب باري لوبيز
“احتضن بلا خوف العالم المحترق“. كثيراً ما تمتع لوبيز بعقل فضولي وأصيل، ويحب استكشاف حدودالعالم. يتضمن الكتاب روايات حية عن رحلته على متن سفينة لتكسير الجليد في القارة القطبيةالجنوبية، وتدربه كغواص ومراقبة حيوانات الفظ [أحد أنواع الفقمة] في البرية. إنه يذكرك مراراً وتكراراًبـ“الأبعاد الشفائية للعلاقة مع المكان“. لكن المقالة التي بقيت عالقة في ذهني هي تلك التي يتعامل فيهابصراحة وشجاعة مع طفولته المروعة والاعتداء الجنسي الذي بدأ حينما كان لوبيز في السادسة منعمره. وعلى رغم الحزن العميق، إلا أن الكتاب يفيض بالتعاطف. أنت تنهي العمل منبهراً بسعي لوبيز إلىفهم المآزق التي يواجهها الجميع تقريباً، في مرحلة ما، في وقت ما، من حياتهم. لقد انبهرت باحتضانعقله المحترق بلا خوف.
9- “أنا مشرد ما لم يكن هذا بيتي للمؤلفة لوري مور
حينما يفكر “فِن“، المعلم اليائس في منتصف العمر وبطل رواية “أنا مشرد ما لم يكن هذا بيتي” في“الأزواج الآخرين“، يعتقد بأنهم قد اعتادوا على بعضهم بعضاً لدرجة الإرهاق. وتكتب لوري مور، “لقدهزئا من بعضهما بعضاً. جسّد كل منهما الضفدع في ماء مغلي“. إنه تحول مبدع وأصلي في أسلوبالتعبير لدى مور اعتدنا عليه في روايتها الأولى “بوابة على السلالم” A Gate at the Stairs الصادرة عام2009 التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة أدب المرأة.
بعد زيارة شقيقه ماكس الذي يحتضر في مستشفى في نيويورك، يُستدعى “فِن” للتعامل مع الموتالمأسوي لحبيبته السابقة ليلي. وقد وصف الناشرون ما سيحدث بعد ذلك بأنه رحلة غريبة “تفتح بابمصيدة إلى الواقع“. إنهم يقللون من أهمية ما أصبح على يدي مور الموهوبة، بمثابة رحلة طريقكوميدية سوداء مذهلة حقاً، مع شخصية شبحية يخيم عليها هاجس “اقتراب الموت“.
8- “الزوجة: الحياة غير المرئية للسيدة أورويل للكاتبة آنا فاندر
امتلك أورويل سبباً وجيهاً للخوف من سرد موضوعي وصادق لحياته لأن لائحة الاتهام ضده طويلةومُدينة. في المقابل، إن آنا فاندر، مؤلفة كتاب “ستيسيلاند” Stasiland التاريخي الممتاز، من أشدالمعجبات بقصص ومقالات أورويل الرائعة. لكن ذلك لا يمنعها من رسم صورة مدمرة لإنسان رهيبومفترس جنسي. يُظهر كتاب فاندر الذي يمزج بمهارة الخيال مع التأملات الشخصية والسيرة الذاتية(بما في ذلك مقتطفات من رسائل آيلين إلى صديقتها المقربة نورا سايمز مايلز)، انغماس أورويل الذاتيوأنانيته عبر تفاصيل صغيرة مهمة متعددة. في كتابها “الزوجة: الحياة غير المرئية للسيدة أورويل” تتمكن فاندر من تحقيق هدفها في إعطاء آيلين أوشونيسي، زوجة أورويل الأولى، الصوت الذي تستحقه.
7- “توم ليك” Tom Lake للروائية آن باتشيت
تدور أحداث رواية “توم ليك” أثناء الوباء [جائحة كورونا] حينما تكشف لارا كينيسون، البالغة من العمرالآن 57 سنة وتعيش في مزرعة كرز في ريف ميتشيغان، لبناتها البالغات الثلاث عن قصة علاقتها معالنجم الهوليوودي اللامع بيتر ديوك. في ختام الرواية المبهرة، يعرف القارئ في نهاية المطاف أكثر مماتعرفه البنات، إذ تُحبك الأسرار المخفية في قصة تتضمن انعطافات صغيرة في الحبكة مع كشوفاتعدة، مما يؤدي إلى تحميلها قوة صدمة تشبه تلك التي تصدر عن جهاز الصدمة الكهربائية المستخدمفي علاج ارتجاف القلب.
إن شخصيات الرواية متنوعة ومرسومة ببراعة، وكذلك تتسم الطريقة التي تعاملت بها باتشيت، التيتكتب أدباً رائعاً منذ عقود، مع الحياة الداخلية للارا، بأنها متسامية. هناك حس فكاهي بارع، وباتشيتالتي تشارك بطلتها المرحلة العمرية الصعبة نفسها، لديها ما تخبره عن التحيز الجنسي وديناميكياتالسلطة وتأثير الأزمة المناخية في الشباب والحقائق العميقة التي نتعلمها جميعاً عن الحياة مع تقدمنافي السن.
6. “معلَّقة” Held للمؤلفة آن مايكلز
تستكشف آن مايكلز المولودة في تورونتو في روايتها “معلقة” تأثيرات حياتنا الداخلية مع مرور الوقت،وكيف يأتي التحول بطيئاً في فهمنا الداخلي ورغباتنا وشكوكنا. وبرشاقة، تتنقل الكاتبة مايكلز بين شعريكسبها جوائز وأدب متخيل آسر. ويضاف إلى ذلك جمال غنائي في الرواية التي تنسج أحداثها عبر زمنيمتد بين عامي 1917 و2025، وتعبر أربعة أجيال. يشكل الأمل الموضوع الثابت في أعمال مايكلز، الفائزةسابقاً بـ“جائزة أورانج” للرواية وجائزة الكومنولث الشعرية. وتؤكد رواية “معلقة” الرائعة سبب اعتقادهابأن “الأمل ليس ترفاً أبداً. إنه ضرورة، وإنه قوي“. حينما تقرأ لآن مايكلز، تعلم أنك في حضرة إحساس حقيقي.
5- “نساء عاديات: 900 عام من صناعة التاريخ” للكاتبة فيليبا غريغوري
تغطي غريغوري، الروائية التاريخية الرائعة والمؤرخة المشهورة، مواضيع العمل والصحة والثروةوالجنس والدين والسياسة والحرب والتوظيف والطبقة والعبودية والرياضة والتعليم في تسعة أقسام،بدءاً من “يوم القيامة 1066-1348″ حينما جرى للمرة الأولى ترسيخ “طغيان الرجال“.
يكتظ الكتاب بالمفاجآت، إضافة إلى رسوم توضيحية متنوعة ومثيرة للاهتمام. ويعتبر العنف الجنسيضد المرأة أمراً محبطاً بصورة ثابتة خلال الأعوام الـ900 التي يغطيها الكتاب. إن “نساء عاديات” كتابرائع وقراءته ضرورية، على رغم تخيلي أن القارئات سيشعرن بالغضب من القراءة عن تمكن الرجال منالتلاعب بالأمور لمصلحتهم على مدى فترة طويلة. ووفقاً لملاحظة غريغوري الساخرة “ثمة فائدة كبيرةتعود على الرجال، خصوصاً غير الأكفاء منهم في جميع الطبقات، من استبعاد النساء من الأعمالالمريحة وذات الأهمية“.
4. “توزيعات الكآبة” للمؤلفة إيمي كي
تستخدم الشاعرة إيمي كي ألبوم “بلو” لجوني ميتشل كمصدر إلهام للتفكّر والتأمل في الحياة التيعاشتها إلى حد كبير من دون علاقة حب رومانسية، لكن هذا لا يجعل كتابها عملاً ضئيلاً أو محدوداً، بلعلى العكس إنه عمل غني ومتسع في مواضيعه ومصاغ بروعة. تكتب كي، “أنا مستاءة من الطريقة التييمكن أن تتآمر بها الثقافة لجعل النساء العازبات يشعرن كأن حياتهن ليست ’حقيقية’ بما فيه الكفاية“. إنها تفكر في إيجاد “قواعد جديدة للمتعة” أثناء قضاء إجازتها بمفردها وتحول منزلها إلى مكانلاستضافة مجتمع أصدقائها المبدعين. وحتى لو دخلت في علاقة عاطفية، فإن هذا الكتاب دليل إرشادأساسي لمن ينشد حياة داخلية غنية.
3. “زمن الإله القديم” Old God’s Time للكاتب سيباستيان باري
يتضمن كتاب “زمن الإله القديم” قصة عما فعلته “قسوة الأقدار السافرة” بمحقق يُدعى توم كيتل،وصل إلى سن التقاعد أخيراً. إنه شخصية مؤرقة لا تنسى. كيتل الفضولي الذي أمضى في سلك الشرطة40 عاماً، هو رجل ضخم البنية عريض المنكبين يمتلك وجه ملاكم تعرض لكثير من الضربات، يعيشفترة تقاعده بهدوء مستمتعاً بالراحة في منزله الصغير الملحق بقلعة فيكتورية مطلة على البحرالإيرلندي. يتشوش هذا “السلام” الذي يعيشه حينما تعود أهوال ماضيه لتطارده، خصوصاً تلك المتعلقةبزوجته الحبيبة جون وطفليه ويني وجو. ستتركك رواية “زمن الإله القديم” التي تتأمل في العائلةوالجريمة والحرب والحب، غارقاً في الحزن، لكنها أيضاً مصدر غني للإعجاب بحقيقة الأدب وجمالهحينما يكون في يدي أستاذ حقيقي.
2. “لدغة النحل” The Bee Sting للروائي بول ماري
أإن عمل بول ماري يشكل إحدى أفضل الروايات لهذا العام. ويرجع ذلك إلى أنها دراما عائلية كوميديةمأسوية مقنعة ومحرضة على التفكير، مروية على ألسنة شخصيات متنوعة وتدور أحداثها في إيرلندا. تبقى الشخصيات المتقنة، من جميع الأعمار، عالقة بالذاكرة، وكذلك تبقيكَ الحبكة الرائعة مستمتعاًومنذهلاً ومستفزاً على امتداد صفحات الرواية الرائعة التي يبلغ عددها 656 صفحة.
1. “تشرد مثير، كل شيء عن ريتشارد بيرتون وإليزابيث تايلور” للكاتب روجر لويس
كانت العلاقة المتقلبة بين ريتشارد بيرتون وإليزابيث تايلر اللذين تزوجا مرتين وافتُتِنا ببعضهما بعضاً،مهووسة ومضطربة وذهانية.
تتضمن هذه التحفة الأدبية المتمثلة في سيرة ذاتية، وصفاً مثيراً للاهتمام عن شخصيتين رائعتين عاشاحياتهما تحت وهج التدقيق العام. إنها قصة صادمة وملتوية ومسلية، مروية ببراعة، وكذلك فإنها عملمن الترفيه الصرف. (عن دار ريفررن. سعر النسخة الواحدة 30 جنيهاً استرلينياً).