هدفان للدولة الحضارية الحديثة / محمد عبد الجبار الشبوط

هدفان للدولة الحضارية الحديثة / محمد عبد الجبار الشبوط

محمد عبد الجبار الشبوط

امران تسعى الى تحقيقهما الدولة الحضارية الحديثة المنشودة:

الاول، تعظيم  انتاجية الفرد وتحسينها في مختلف المجالات  وادارة واستثمار الموارد  الطبيعية والبشريةالمتوفرة.

الثاني: تحقيق العدالة في التوزيع وصولا الى ضمان سعادة الفرد بالحد الذي يحفظ الكرامة الانسانية.

الدولة الحضارية الحديثة هي النموذج او المثال الذي يسعى إليه الكثيرون، حيث تكون مجتمعاتها مزدهرةومزوَّدة بالفرص، ومنصفة وعادلة.

تمثل الدولة الحضارية الحديثة رؤية مثالية ومثيرة للأمل بشأن ما يمكن أن تكون عليه الدولة في المستقبل. هذا الرؤية أوالمثاليمكن أن يشمل مفاهيم مثل التقدم، العدالة، الازدهار، والمساواة. إنها صورة مثاليةلمجتمع يعيش فيه الأفراد بسعادة ورفاهية ويحظون بفرص متساوية.

في هذا السياق، تشير كلمةالمثال  إلى الرؤية أو الصورة المثالية التي يطمح الناس إلى تحقيقها، والتيلا تكون بالضرورة واقعية في الوقت الحالي، ولكنها تمثل الهدف الذي يجب أن يسعى إليه المجتمع أوالدولة. إذاً،الدولة الحضارية الحديثةهي الهدف السامي الذي يسعى الكثيرون إلى تحقيقه، والذي يمكنأن يحقق التقدم والازدهار المستدامين.

و بالتأكيد،  يعكس هذا النموذج الرؤية الإيجابية لتطور الدولة نحو الرفاهية والعدالة والتقدم.

الوصول الى هذا النموذج يتطلب تحقيق اثنين من الأهداف الرئيسية. الأول، تعظيم انتاجية الفردوتحسينها في مختلف المجالات، وإدارة واستثمار الموارد الطبيعية والبشرية المتوفرة. الثاني، تحقيقالعدالة في التوزيع وصولاً إلى ضمان سعادة الفرد بالحد الذي يحفظ الكرامة الإنسانية.

لا شك أن الانتاجية هي عنصر أساسي في تحقيق التقدم والازدهار الذي يطمح إليه الفرد والمجتمع. تعظيمانتاجية الفرد يشير إلى تحسين مهاراته وقدراته في المجالات المختلفة، سواء في العلوم والتكنولوجيا، أوفي الفنون والثقافة، وفي مجالات الإبداع والابتكار. يتضمن ذلك توفير الفرص التعليمية والتدريبية التيتمكّن الأفراد من تطوير مهاراتهم وتعزيز إمكانياتهم، وكذلك توفير بيئة داعمة للإبداع والابتكار، وتعزيز روحالمبادرة والريادة.

بجانب تعظيم الانتاجية، ينبغي أيضًا إدارة واستثمار الموارد الطبيعية والبشرية المتوفرة بطريقة مستدامةوفعالة. يجب على الدولة الحضارية الحديثة تبني استراتيجيات لإدارة وحماية الموارد الطبيعية مثل المياهوالهواء والتربة والنباتات والحيوانات، بهدف المحافظة على توازن البيئة وتوفير الدعم اللازم للحياة. كماينبغي للدولة أن تسعى لتحقيق توازن بين استخدام الموارد البشرية بطريقة تعزز من تطور المجتمعورفاهيته، وفي نفس الوقت تحترم كرامة الفرد وتحافظ على حقوقه.

فيما يتعلق بالهدف الثاني، اي تحقيق العدالة في التوزيع وضمان سعادة الفرد، يجب على الدولة تبنيسياسات وإجراءات تهدف إلى توفير الفرص بشكل عادل ومتساوٍ لجميع أفراد المجتمع. يجب أن تشجعالدولة الفعالية والمساواة في الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والإسكانوالعمل، وتسعى إلى إزالة العوائق التي تحول دون تحقيق هذه الفعالية والمساواة. وفي سياق الاقتصاد،يجب أن تعمل الدولة على تحقيق توزيع عادل للثروة والفرص الاقتصادية، وضمان حماية الفرد من الفقروالحد من الفوارق الاقتصادية.

كمكون أساسي من مفهوم الدولة الحضارية الحديثة، يجب أن تسعى الدولة إلى ضمان سعادة الفرد بالحدالذي يحفظ كرامته الإنسانية. هذا يشمل توفير بيئة آمنة ومساعدة بناءة للفرد وأسرته، وضمان حقوقالإنسان والحريات الأساسية للجميع دون تمييز. كما ينبغي أن تتبنى الدولة سياسات لتعزيز الصحةالنفسية والاجتماعية للفرد، وتعزيز رفاهيته العامة.

بشكل عام، يتضمن تحقيق الاهداف المذكورة اعلاه في بناء دولة حضارية حديثة تحترم القيم وتعززالإنسانية وتدفع بتطور الجماعة الشامل بعيدا. تحقيق هذه الأهداف يتطلب جهوداً مشتركة من الحكومةوالمجتمع والقطاع الخاص، بالإضافة إلى العمل المستمر على تحقيق العدالة والتنمية المستدامة.

وفي الختام فأن الدولة الحضارية الحديثة المنشودة ليست مجرد مفهوم أو هدف بل هي مسؤولية إنسانيةنحو تحقيق السعادة والازدهار للجميع دون تمييز.

(Visited 26 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *