ذكرياتي مع احمد البدري / دارين السماوي

ذكرياتي مع احمد البدري / دارين السماوي

دارين السماوي

رحل عنا منذ أيام قليلة المخرج المصري الكبيرالاستاذ  احمد البدري عن سن يناهر 69 عاما إثر تعرضه لأزمةصحية شديدة. الأستاذ أحمد البدري إسم كبير و تاريخ حافل بالنجاحات.

رحل  مخلفا وراءه أكثر من خمسين عملا من أنجح الاعمال في تاريخ الفن المصري و العربي مثل  فيلم عمر وسلمى و النمس بوند و القرموطي و لخمة راس و غش الزوجية و حبيبي نائما و مافيا و مسلسل زيزينيا  وأزمة سكر و كيد النساء و غيرهم من  المسرحيات الناجحة مثل مسرحية شارع محمد علي  و الكثير منالاعمال الاخرى الناجحة جماهيربا، وبرغم كل هذه النجاحات الا انه كان متواضعا جدا و خلوقا و طيبا كنتفعلا استغرب فيه  كل ذلك  التواضع في ظل عصر من يشارك في عمل ناجح واحد يصم اذاننا تشدقا و غرورا  ..  الأستاذ احمد البدري كان كبيرا بتواضعه مع الجميع، كان صديقا لينا كالنسيم لا يقول الا خيرا و كانيحلو له أن يناديني بياسمينة تونس الخضراء.. بدريكا كما كنت اناديه و يحب ان يناديه جميع اصدقائه وبرغم انه   أكبر مني سنا و قيمة كان يناديني استاذتي و كنت عندما اقول له انت الأستاذ الكبير يقول ليالعفو  انا عبد فقير و كلامك على راسي لم أرى في حياتي شخصا بذوقه و أخلاقه  .. كان تركيبة جميلة منالصفات الحسنة  قمة التواضع و الرفق و طول النفس و جبر الخاطر  كان يرد بنفسه على التلفون و   كنتاستمتع  كثيرا بكلامه وبسرده لبعض ذكريات أعماله لم يذم يوما أحدا و لم يقل كلمة سوء في أي أحد مع انهتعرض للكثير من الأذى و التجاهل و الاستبعاد القاسي جدا على شخص يعشق العمل و النجاح مثله،استبعدوه ظلما و ربما حسدا  أو حتى يقتلو نجاحه و ينساه الجميع  و مع انه لم يكن يحكي في التفاصيللكني كنت احس وجعا في نبرة صوته.. رحل بدريكا يوم الجمعة و أوجعني رحيله و حزنت عليه كثيرا كماحزن عليه كل من عرفه عن قرب و اكتشف فيه ذلك الفنان الإنسان الملاك.. برحيل بدريكا تساءلت لماذا الطيبونلا يسلمون من الأذى و لماذا تنكر الأصدقاء و لماذا برغم دماثة أخلاق بدريكا و بساطته مع الجميع  و مكانه وكفاءته و فضله على الكثير من الوجوه في الوسط الفني لم يتصل احد به في آخر أيامه و لم يعايده أحد ولم يرن تلفونه في العيد مثلما صرح هو.. ألهذه الدرجه تحكم المصالح علاقات الوسط الفني.. ألهذه الدرجةتغيب الإنسانية عن فئة من المفروض أنها تجسد الحب و الإنسانية أم أن الفن في البلاد العربية يحكمهالعفن الأخلاقي و تغيب فيه القيم .  المخرج الفنان الكبير  أحمد البدري  تأذى كثيرا في حياته ممن اعتقدهمأصدقاء وعشرة عمر  و رحل بوجعه إلى رب لا يظلم عنده أحد ولا يضيع عنده حق   ..  الأستاذ احمد البدري  الآن في مكان أجمل بكثير من الدنيا  و قد ربح بتواضعه وجبره خاطر الصغير قبل الكبير مكانة عند الله وعباده فلا شي أبغض لله أكثر من التكبر و نكران الجميل الذي يتعامل به الكثير في الوسط الفني.

رحمك الله الأستاذ القدير احمد البدري  أسأل الله أن يغفر لك و يجعلك في مكانة علية مع الصديقين والصالحين ستبقى  في ذاكرتي و ذاكرة كل من عرفك  و سيبقى ذكرك الطيب دائما على لسان من غمرهمإحسانك سأذكرك دائما و سيبقى أحب الألقاب إلى قلبي لقب  ياسمينة تونس الخضراء.

الحياة رحلة مصيرها الانتهاء و الخواطر فيها ما يكفيها فلماذا نكسر بعضنا و نحسد و نشاحن و نحننعلم أن لكل منا مدة صلاحية و أن الرابح بيننا هو فقط من أتى الله بقلب سليم؟لماذا  كل هذا الكم من الأذىلبعضنا و كلنا فيه ما يكفيه ؟ أليس الأولى أن نكون في عون بعضنا بدل أن نكون حجر عثرة في طريق منيريد فقط المرور في هذه الحياة بسلام و محبة؟

….

(Visited 39 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *