تقدم والاطار هل سيشكلان التحالف الجديد

كتب المحرر السياسي للمستقل

ما افرزته انتخابات مجالس المحافظات من نتائج جعلت العراق على عتبة خارطة سياسية جديدة ، ربماستغير شكل التحالفات الحكومية ، فقد احدث حزب تقدم بزعامة السيد الحلبوسي مفاجئة من العيار الثقيلفي بغداد والانبار، وبقيَّ الرقم الصعب في المعادلة السياسية، على الرغم من قرار المحكمة الاتحادية ،وتصريحات خصومه النارية وتهديدهم ووعيدهم قبل الانتخابات.

حصل حزب تقدم على 9 مقاعد في بغداد مما يجعله في المقدمة وكذلك الانبار المحافظة ذات الاهمية الخاصةبالنسبة لبغداد، والذي يقال عنها من يمتلك مفتاح الانبار يمتلك مفتاح ” المكون السني ” كما هو الحال في اربيل، عاصمة المكون الكردي، وكلمته الفصل .

فقد كشفت النتائج عن معادلة جديدة ، وتغيرت حدود الخارطة السياسية ، فلم يعد بمقدور اللاعبينالصغار ان يتحكموا في منصب المحافظ او مجلس المحافظة ، فتحالفات الكبار اصبح امراً واقعاً ، خصوصاًبعد تشكيل الاطار التنسيقي لائتلاف يوحِّد اصواته، في جميع المحافظات، وتكون له البد الطولى فيتسمية المحافظين، اذا ما حضيَّ باغلبية مريحة .

وفي بغداد العاصمة ومركز التنافس السياسي ، سيكون الامر بين تقدم وبين الاطار ،ولا مناص من هذهالمعادلة، البعض يعتبرها مرحلة عابرة وفترة زمنية عمرها بعمر الدورة الانتخابية ، ولكن هناك من يقول انهاتؤسس لمرحلة جديدة وتحالف طويل الامد ، فيما اذا اراد الاطار ان يبقى متسيداً عرش العملية السياسية ،في ظل غياب التيار الصدري ، الذي يرفض زعيمه ان يشارك في العمل السياسي بوجود الاطار .

وبما عرف عن زعيم تقدم السيد محمد الحلبوسي من برغماتية ومرونة ، فانه سيميل الى شراكة طويلةوممتدة وقوية، .

فهذا سيحقق لتقدم فوائد كبيرة.

اولاً : سيثبت الحلبوسي لخصومه بانه الزعيم السني القوي ، واللاعب المهم في السياسة العراقية كان ومايزال وان منصب رئاسة البرلمان ليست هي مصدر القوة التي استخداماتها زعامته، بل انجازاته وقربه منالشارع هو من جعله في الزعامة.

وثانياً سيجعل خصومه يتفرقون ، حينما يكون الاطار بجانبه باعتباره حليفاً قوياً ، والاطار يحتاج الىمثل هذا الحليف الموثر الذي سيتمسك به ، لعدة اسباب .

ثالثاً : سيسقط المراهنات على تهميشه ، او ملاحقته قضائياً كما اشاع خصومه، وربما سيحجب عنمناوئيه طريق الوصول الى مصادر القرار ، طبقاً لاستحقاقه الانتخابي .

الاطار من جانبه وبالتحالف مع حزب تقدم وزعيمه يريد ان سيبتعد عن التهم التي وجهت له بانه كان وراءما حصل للحلبوسي ، وان الاطار خطط ودبر العملية وان كانت بايادي سنية.

ان تحالف تقدم والاطار اذا ما حصل وبشكل سياسي يعتمد المصلحة الوطنية والحزبية معاً ، سيغير وجهالعناية السياسية وسيكون هناك واقع جديد ستشهده بغداد والعراق.